"كل الحروب كانت مزحة".. عائلة بشمال غزة تنتظر الموت بعيد الفطر بسبب غارات إسرائيل العشوائية
سخِط محمود خليل، على الممارسات الإسرائيلية في مختلف مناطق غزة في أول أيام عيد الفطر، بعد ليلة طويلة من القصف، التي تسلَّح لها بهاتِفه، لنقل أحداث العدوان الإسرائيلي للعالم، ولزِم غرفته ليباغته ضربات جوية كثيفة اِرتجت لها جُدران منزله -الكائن في معسكر جباليا شمال القطاع-، أُضيء مصباح الهاتف الخافت، وهمَّ واقفًا محتضنًا أطفال أشقائه "بعرفش كيف حضنت صراخهم وكذبت عليهم هاد صوت فقع البلون.. تركيزي كان مع صوت الغارات العشوائية وصوت إخوتي البنات.. كل الحروب اللي مرت قبل هيك على فلسطين كانت مزحة بالنسبة للساعة هاي".
اعتصر القلق قلب صاحب الـ(28 ربيعًا)، كلما اشتدت ضراوة القصف، فيسرع خطواته حاملًا أطفال عائلته البالغ عددهم (17 طفلاً)، صوب الطابق الأرضي كأنه في سباق مع الزمن، ليطمئنه صوت والدته الذي يصدَح بالقرآن، "كانت تمسك المصحف وتضم الأطفال والصغار وتقرأ بصوت عالي.. الكل فينا بيجري مثل المجنون ما عارف شو يعمل يضم طفل صغير ولا يطمن أخته ولا زوجته.. الكل مرعوب وتائهين مكبلين لا ندري ماذا نفعل.. أصوات الغارات مرعبة ومخيفة كأنها حرب عالمية، نعيش أسوأ حالات الانتظار.. ننتظر الموت ولا حدا يعرف من على قائمة الإنتظار"، أكثر الشاب الفلسطيني من التأوه "كل إخوتي ونسوان إخوتي والبنات بيناموا بأثواب الصلاة تحسبا لأي طارئ".
اكفهرَّت السماء، وانطمست معالم المنطقة الشمالية من القطاع، لتعلن هدنة- عقب مواصلة الجيش الإسرائيلي، طوال ساعات الليلة المنصرمة، وحتى صباح اليوم، قصف غزة برًا وبحرًا وجوًا، استهدف مناطق مفتوحة وعددًا من المنازل، وأحياء سكنية وأراضٍ زراعية-، أغفى بعدها الصغار، وظل فقط صاحب العشر سنوات، يتساءل "ليش الناس كلها بتعيد في الحدائق والمنتزهات وإحنا بنعيد في المستشفيات"، جاوبه الناشط المجتمعي -العم الأصغر- حتى أنعسه، مع آخر ضوء للهاتف "فش كهرباء ولكن نور الله ضو ديارنا لنضل فيها حتى الممات صامدين.. منتظرين رحمة الله وحامدين لو انقصفت فوق روسنا ولا نتركها لليهود.. فأهالينا في بيت لاهيا وبيت حانون قصفت المنازل ودمرت البنية التحتية وضوا".