بعد تطبيق قرار مجلس الوزراء.. "شارع لاجتيه" بالإسكندرية في ظلام دامس بعيد الفطر (صور)

محافظات

بوابة الفجر


يعتبر شارع "لاجيتيه" من أشهر وأقدم الشوارع بمدينة الإسكندرية، الذي يقع في حي الإبراهيمية، وقد إعتاد السكندريون على إزدحام هذا الشارع ليلًا ونهارًا، وكذلك في الأعياد والمناسبات الرسمية، وهو حي الجالية اليونانية والإيطالية والفرنسية والأرمنية، ويعتبر من الأحياء الراقية نظرًا لوجود جنسيات مختلفة من كل مكان.

ويمتاز 'شارع لاجتيه' بالبيوت الصغيرة المتلاصقة وكثرة المحال التجارية المعروفة على مستوى المحافظة، ويخترق الحيّ ترام الإسكندرية الأزرق، والذي يتقاطع مع نهاية الشارع عند محطة الإبراهيمية.

'ما هو شارع لاجتيه بالإبراهيمية؟'

وجدير بالذكر أن 'لاجتيه' هي كلمة فرنسية تعني "السعادة"، وتم تسميته بهذا الاسم لأن الشارع يعتبر فسحه ومتنزة للكثير من الناس من أجل التمشية والتسوق.

عندما تسمع «لاجيتيه، فينو، فورنوس، خاموس، بانا جوس» يقفز إلى أذنك عشرات الأسماء اليونانية التي تملأ منطقة الإبراهيمية، سواء كانت الأسماء لشوارع أو لمحلات الكبرى أو مبانٍ تاريخية تقف شاهدة على حقبة كاملة من تاريخ المنطقة، التي كانت حيًا كاملًا للجالية اليونانية في الإسكندرية

حيث اشتهرت المنطقة على مدار عقود بسكانها من الطبقتين الراقية والمتوسطة، وورثت تراثًا خلّفته الجاليات اليونانية والإيطالية والأرمينية والفرنسية التي اعتبرت أن المنطقة مكانها المفضل، خاصة اليونانيين الذين شكلوا أغلبية السكان.

'أصل كلمة لاجتيه ومعناها'..

أن أصله كلمة يونانية مشتقة من الفرنسية ومعناها «البهجة»، وهو شارع تجارى مزدحم وضيق يصل بين طريق الحرية ومحطة ترام الإبراهيمية وطوله 800 متر تقريبًا، وكان يوجد به مسرح «لونا بارك»، وسينما «لاجيتيه»، وكان مالكوها يونانيين، وكانت السينما تعرض فيلمين أجنبيين يوميًا، ولكن تم هدمها فى أواخر سبعينات القرن الماضى، وتم بناء مجمع تجارى، وكان فى نفس الشارع مطعم «بانا جوس» الشهير.

'حالة من الحزن تسيطر على سكان شارع لاجتيه'

وسيطرت حالة من الحزن سكان منطقة الإبراهيمية، خاصة في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، بعدما أعلنت اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا وذلك بعد إرتفاع الإصابات بالفيروس بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، عددًا من القرارات والتي بدأت من مساء الخميس ٦ مايو وحتى 21 مايو.

وذلك بوضع خطة مواعيد لغلق كل المحال، والمولات التجارية، والمقاهي، والكافتيريات، والمطاعم، ودور السينما، والمسارح، وما يماثلها، في الساعة 9 مساء؛ والسماح للمطاعم باستمرار خدمة توصيل الطلبات من المأكولات والمشروبات " الديليفري " للمنازل بعد هذا التوقيت.

كما أنه حُظر إقامة المؤتمرات أو كافة الفعاليات، والاحتفالات الفنية أو الحفلات في أية منشآت، مثل المطاعم، والنوادي الاجتماعية، أو المنشآت الفندقية.

'الهدوء يسيطر على محلات المسليات'

ويقول "عم محمد" بائع بمحل مسليات لم نعتاد على هذا الهدوء في عيد الفطر خاصة في وقت الليل، فالجميع يخرج للإحتفال مساءًا بعد أن يأكلوا الكحك والبسكويت، ولكن هذا العيد مختلف قليلًا بسبب كورونا وقرار الإغلاق جعل الناس يمكثون في المنازل مساءًا، ولكنهم قبل معاد الغلق يشترون مستلزماتهم وخاصة من المسليات كاللب والسوداني وغيرهم، فالعيد يحب البهجة والتسالي مع العائلة والأصدقاء.

'الصيدليات تستثى من القرار..وشعور بالغربة بعد التاسعة'

ويتابع "محمود" أحد العاملين بصيدلية في شارع لاجتيه، لقد تم استثناءنا من قرار الغلق عند التاسعة مساءً، ولكننا نشعر بالغرابة والهدوء يسيطر على المنطقة في المساء، وهو ما لم نعتاد عليه في "شارع لاجتيه" المزدحم بالناس ليلًا ونهارًا، فالعيد هو العيد والمصريون يحبون البهجة والفرح.

'محال القصب..الأرباح تقل بنسبة ٣٠٪ بعد القرار'

ويضيف 'عم أحمد' أحد بائعي عصير القصب، لقد كان قرار الإغلاق ليس في صالح محلات المرطبات خاصة القصب لأننا نعمل في العيد ليلًا ونهارًا، والأطفال والكبار يحبون شرب عصير القصب خاصة في الأعياد والمناسبات، فيكون المكان مزدحم قليلًا عن العادة، ولكن في "عيد الكورونا" كما نسميه بيننا لم يجعل مجال للإحتفال خاصة في المساء ونحن نغلق أبوابنا في التاسعة وقبلها نقوم بإفراغ المحل من الزبائن وتنظيفه، فيصبح الأمر صعبًا وتقل الأرباح اليومية بالنسبة لنا بنسبة ٣٠٪ حتى الآن عن قبل قرار الغلق.

'محل للحلويات..الإقبال في عيد الفطر منذ الصباح لم يتجاوز الـ ٢٥ ٪ '


ويقول "إبراهيم حسن" صاحب محل للحلويات، شارع لاجتيه من أكبر وأهم الشوارع في المحافظة، وكما ترون في أول أيام عيد الفطر يسيطر الهدوء عليه بعد تطبيق قرار غلق المحال التجارية، ونحن قد تضررنا كثيرًا بسبب غلق محلاتنا خاصة في الأعياد وفي المساء فالجميع يخرج في تلك الفترة بعد المغرب ليقوم بفسحه صغيرة مع أبناءه وأهله في العيد وشراء الحلوى لهم، ولكن اليوم يعتبر الإقبال منذ النهار لم يتجاوز الـ ٢٥ ٪ بالنسبة لكل عام، ونحن نعلم أن القرار في صالح الجميع من أجل الحفاظ على صحة المواطنين، ولكن خسارتنا لا يمكن تعويضها.

كما أن بهجة الشارع لم تعد موجودة منذ ظهور الكورونا، فهو فسحة للأسر والعائلات نظرًا لوجود جميع المجالات التجارية والكافتريات به، ومحلات الملابس وغيرها، لذلك هو مقصد للكثير من الناس وهو شارع البهجة كما يطلق عليه بمعنى"اسم على مسمى".

وكانت قد تضمنت القرارات أن تكون إجازة عيد الفطر المبارك اعتبارًا من اليوم الأربعاء الموافق 12 مايو 2021 وحتى يوم الأحد 16 مايو 2021، أي لمدة 5 أيام، وفي خلال هذه المدة أيضًا سيكون هناك غلق كامل للحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة.

كما أن الغلق من التاسعة مساءًا وحتى السادسة صباحًا لا يسرى على المطاعم والكافتيريات الكائنة بالمنشآت الفندقية مع الإلتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، ومحال البقالة والبدالين التموينين ومحال الخضروات والفاكهة واللحوم والدواجن والأسماك والصيدليات والسوبر ماركت وأسواق الجملة المرخصة وماكينات تموين المركبات بالوقود ومراكز الصيانة السريعة بمحطات الوقود.