"نحلة دوارة وألعاب متحركة".. تعرف على لعب أطفال مصر قبل آلاف الأعوام (صور)
دائمًا ما تكمن الحضارة في التفاصيل، وتُعد ألعاب الأطفال من أكبر الدلالات الحضارية لأي شعب، وقد تمتع الأطفال في مصر القديمة بطفولة سعيدة وذلك من خلال ممارسة العديد من الألعاب، والتي صُنعت من عدة خامات وأشكال.
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن اللعب عند الطفل المصري القديم في العادة كانت بأشكال حيوانات وبشر، فقد صنعوا ألعاب على هيئة طيور من الخشب، لعلها استعملت طائرًا يطير عند قذفه في الهواء، إذ ترى دلائل استعماله على جسد تمثال الطائر.
وكذلك صنعوا النحلة الدوارة والتي كانت من ألعاب الأطفال المحببة في العصور القديمة فضلًا عن الحديثة، وتعتبر النحلة المخروطية الشكل المصنوعة من خشب مزخرف، إحدى نماذج هذا النوع من ألعاب الأطفال التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون، فإذا ما قذف بها إلى الأرض بحل الخيط من حولها لفت من حول نفسها بسرعة حتى تفقد قوة الدفع والحركة.
ونوه ريحان من خلال دراسة أثرية كشفت أن عصر العمارنة تضمن كثير من اللعب الخشبية ضمن خرائب البيوت والقصور تصور القردة وحدها أو في مركبات تجرها القردة، ومن بين ما عثر عليه من ألعاب الأطفال في مقابر الدولة الحديثة، جرادة من الخشب، وهي قطعة فنية أصيلة اعتمدت على الرقابة الدقيقة لحركة أجنحة تلك الحشرة.
وكذلك نموذج خشبي يتخذ لعبة متحركة وشخشيخة (صاجات) من الخشب تستخدم كلعبة أطفال، تعددت أشكالها فمنها آلة موسيقية من الخشب تتكون من قطعتين من الخشب مجوفتين من الداخل عند غلقهما يكونان شكل كره مجوفة من الداخل ولها مقبض صغير يوضع داخل التجويف قطع صغيره من مادة صلبة بحيث عند هزها تحدث صوتًا موسيقيًا، وهذه الآلة تستخدم حاليًا وهي تشبه الشخشيخة إلا أنها تختلف عنها في الشكل، وقد ساهمت الألعاب بشكل كبير في تفتح مداركهم وزيادة وعيهم وتبلور مواهبهم وإبراز ميولهم وإمكاناتهم العلمية والعقلية والإبداعية.