محمد مسعود يكتب: نفايات دراما 2021 برعاية «صادق الصباح وشركاه»

مقالات الرأي



5 ملاحظات لرقيب سابق

1- تعمد الإساءة إلى مصر عامة وكل مواطنيها من خلال التركيز على كافة النماذج السلبية فى المجتمع؛ من خلال بلطجية وتجار مخدرات ومهربين وقوادين ونساء عاهرات وعلاقات زنى وغيرها

2- تقديم المجرمين والجريمة فى صورة مبرر لها وهى أحد أسباب إيقاف الأعمال فى قانون الرقابة المصرى

3- تقديم المجرمين والبلطجية فى صورة يحتذى بها ويتم الاقتداء بها بما يشيع القدوة السيئة بين المراهقين والشباب

4- التحريض على البلطجة والعنف من خلال تقديم أغلب النماذج فى المسلسل بهذه السمة

5- التحريض على تجاهل القانون وغياب دور الدولة وأن يثأر كل فرد لنفسه وتحويل الأشخاص إلى قتلة ومجرمين وتعميم قانون الغابة

كل من يسىء إلى وطنه خائن وإذا قام بهذا الفعل من أجل المال فهو خائن ومرتزق

لا فارق بين تشويه الدولة فى برنامج سياسى أو تشويهها فى مسلسل تليفزيونى

منذ أسبوعين، وبالتحديد، فى العدد 820 الصادر بتاريخ 22 إبريل 2021، نشرنا تقريرا بعنوان «تشويه سمعة مصر فى دراما صادق الصباح»، وكان التقرير بمثابة إعلان الحرب على الإسفاف؛ والانحلال الأخلاقى الذى صدره المنتج اللبنانى من خلال مسلسلين هما «ملوك الجدعنة» و«لحم غزال».

والحقيقة، لم يكن وراء نشر التقرير أى هدف، سوى أن ننتفض، فى وجه هذا التشويه المتعمد للمجتمع المصرى، من خلال عملين، لم يعرضا على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فى جمهورية مصر العربية؛ ولم يتم تصويرهما على أرض مصر، بينما تم تصويرهما، فى حارة شعبية تم تدشينها فى ستوديو تصوير فى بيروت.. لتلفيق كل هذه الجرائم الفنية التى لا تعد سوى نفايات درامية غير صالحة للاستهلاك

كان علينا أن نواجه الهجوم بالهجوم؛ لا بالدفاع، لسببين، السبب الأول أن مصر، لن تقف فى موقف الدفاع عن مجتمعها، وهى الدولة التى ولد وعاش على أرضها عظماء وفنانون وأدباء، نشأ الغالبية العظمى منهم بين حارات مصر وشوارعها الشعبية، والسبب الثانى أن النية بدت وكأنها مبيتة للنيل من سمعة هذا المجتمع، وتوجيه الإساءة له، وتصدير محتوى مسموم لا يمت للواقع بصلة، فى الوقت الذى تعكف فيه الدولة المصرية من خلال الشركة المتحدة للإنتاج الإعلامى؛ وشركة «سينرجى» لتقديم محتوى يليق بدولة فى حجم مصر، وعلى ذلك قدمت فى العام الماضى مسلسل «الاختيار» عن سيرة الشهيد البطل أحمد المنسى؛ كنموذج يحتذى به الشباب؛ وأعادت الكرة فى رمضان الحالى بالجزء الثانى للمسلسل، الذى فضح ألاعيب الجماعة الإرهابية، وأكد على بطولات رجال الأمن فى وزارة الداخلية، علاوة على مسلسلى «القاهرة كابول» و«هجمة مرتدة» الذى كشف كل أركان المؤامرة التى تعرضت لها مصر ولم تنل منها.

وما إن استردت الدراما المصرية عافيتها بالقرارات التنظيمية التى أقرها المنتج الكبير تامر مرسى؛ وأصبح سوق الدراما فى طريقه للاستقامة، بعد استبعاد أصحاب رءوس الأموال المشبوهة ممن أفسدوا السوق؛ ثم إعادة تشغيل عدد غير قليل من شركات الإنتاج المصرية الوطنية؛ جاءت الهجمة هذه المرة من الخارج، وبتمويل عربى.

كان من الواضح الذى لا يحتاج إلى شرح أن الأعمال التى أنتجت فى لبنان تريد أن تؤكد أن المجتمع المصرى ما هو إلا «سرية» و«سفينة» و«زاهى العتال» و«بسنت» ووالدتها اللعوب، و«عنتر» وهى الشخصية المقززة التى قدمها وليد فواز، علاوة على «غزال»، ليحل القبح؛ وتشوه الصورة، وتنجح الخطة فى إفراز نماذج شبيهة بما جاء من سموم درامية لتتحقق على أرض الواقع.

1- انتفاضة الصحافة

كنا فى «الفجر» أول من نشر، وهاجم وحذر ودق ناقوس الخطر، أن المسلسلين قد يزيدان إلى عشرة مسلسلات فى السنوات القادمة، بعدها انضمت المجلة العريقة الغراء «روزاليوسف» عن طريق رئيس تحريرها الزميل الأستاذ أحمد الطاهرى الذى كتب مقالا قويا بعنوان «إلى المنتج صادق الصباح.. أثبت مكانك مصر ليست مستباحة» تبعته عناوين فرعية «النهضة المصرية بنيت بالعرق والدم ولن نسمح بهدم صورتها دراميا»، «المنتج اللبنانى استقدم نجوما مصريين لتشويه الواقع المصرى وكأننا شعب من البلطجية»، «الأخبار اللبنانية تدخل سوق نخاسة الإسلام السياسى وتستهدف الدراما المصرية».

دافعت روزاليوسف كما دافعنا عن سمعة المجتمع المصرى، غارت على وطنها ومجتمعها مثلما غرنا تماما؛ والحقيقة أن تلك النبرة المرتفعة التى أنتهجتها «الفجر»، و«روزاليوسف»، تبعها حراك من أشخاص ذوى حيثية اجتماعية.

2- بلاغ للنائب العام

قدم الكاتب ناجى عبدالله مدير إدارة الأفلام العربية والمسلسلات السابق بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية؛ على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، بلاغًا للنائب العام ضد المسلسل.

وجاء بالنص حسبما كتبه (بلاغ للنائب العام.. نظرا لأن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، غير متابع لقناة mbc مصر.. النهاردة فى الحلقة التاسعة عشرة من المسلسل تم ضرب ممثل يفترض أنه بلطجى، وتم ربطه فى عمود بالشارع، ودعوة أهل الشارع لأخذ حقهم من الممثل – البلطجى فى المسلسل).. وبالفعل، تجمع أهالى الشارع وقاموا بتقطيع جسده بالأسلحة البيضاء، مع القيام بتصويره بالموبايل أثناء تشريحه؛ إلى أن هجمت ممثلة وطعنته بسلاح أبيض فى قلبه وقضت عليه.. كل ذلك فى غياب أمنى تام، وإن هذا المسلسل الذى تم تصويره خارج مصر، ودون المرور على الرقابة المصرية ويتم بثه من خارج مصر قد قام بالمخالفات التالية).

وقدم ناجى عبدالله خمس ملاحظات رقابية جاءت كالتالى (1- تعمد الإساءة إلى مصر عامة وكل مواطنيها من خلال التركيز على كافة النماذج السلبية فى المجتمع؛ من خلال بلطجية وتجار مخدرات ومهربين وقوادين ونساء عاهرات وعلاقات زنى وغيرها).

2- تقديم المجرمين والجريمة فى صورة مبرر لها وهى أحد أسباب إيقاف الأعمال فى قانون الرقابة المصرى.

3- تقديم المجرمين والبلطجية فى صورة يحتذى بها ويتم الاقتداء بها بما يشيع القدوة السيئة بين المراهقين والشباب.

4- التحريض على البلطجة والعنف من خلال تقديم أغلب النماذج فى المسلسل بهذه السمة.

5- التحريض على تجاهل القانون وغياب دور الدولة وأن يثأر كل فرد لنفسه وتحويل الأشخاص إلى قتلة ومجرمين وتعميم قانون الغابة.

واختتم ناجى عبدالله ما كتبه ( كلها أسباب كافية لإيقاف المسلسل والتحقيق بشأنه، ونحن أحوج ما يكون إلى إعادة السلوكيات الحسنة إلى الشباب وجميع الأبناء.. اللهم إنى بلغت.. اللهم فاشهد).

3- أستاذ الأدب والنقد

ومثلما انتفض ناجى عبدالله المسئول الرقابى السابق، أعلن الأستاذ الدكتور محمد أبوعلى، أستاذ الأدب والنقد فى كلية الآداب بجامعة دمنهور عن غضبه الشديد على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وكتب رسالة إلى صناع المسلسل جاءت على النحو التالى (مشهد غسل الطفلة حبيبة فى نهاية الحلقة ١١ من مسلسل ملوك الجدعنة يستوجب تحويل طاقم المسلسل بالكامل للتحقيق والسجن، هل أضاف مشهد غسل الطفلة ولحدها أى جديد من أى نوع لأحداث هذا المسلسل الفاشل؟، أعتقد أن هذا يُعد المشهد الأول فى تاريخ الدراما عمومًا الذى يتم فيه غُسل طفلة ولحدها، ولم يكتف المخرج بذلك بل أنزل معها القبر خالها وبعض الجيران، ويُصدر مصطفى شعبان أمرا للآخرين من الجيران بأن يخرجوا برة، أين لجان حقوق الإنسان؟ أين جمعيات حماية الطفل؟ أين حقوق الطفلة؟ أين دور الصحفيين وأصحاب الأقلام الحرة الجريئة؟ أين الإعلام والإعلاميون؟، أين دور الدعاة والأئمة والوعاظ وكل رجال الأزهر؟ أين دور أساتذة الجامعة وخاصة النقاد؟ أين نواب الشعب والشيوخ، مضيفًا أليس لكم أى حق فى المساءلة عما يحدث فى كل القنوات من الحض على العنف ونشر ألفاظ بذيئة؟، صناع الدراما الرمضانية لم يجدوا فى مصر بكل علمائها وجنودها وأبطالها وفلاسفتها وأطبائها وأدبائها وشيوخها ومهندسيها ومعلميها نماذج تستحق أن تدور حولها مسلسلات رمضان الدموية، وكأنهم يقولون للعالم هذا هو وجه مصر. معلقًا والله ليست هذه مصر إنما إبداعاتكم الساذجة وأنتم تشوهون صورة مصر وأهلها أكثر من أعدائها، وليس أمامى إلا البحث عن محام يرضى لرفع قضية على طاقم مسلسل ملوك الجدعنة بسبب هذه الانتهاكات المبكية، وسأتولى الإنفاق ماديًا على الأمر).

انتهى كلام الأستاذ الدكتور محمد أبوعلى، أستاذ الأدب والنقد فى كلية الآداب بجامعة دمنهور، وبعد نشر رسالته بيوم أو يومين انتفض عدد غير قليل من المحامين على الصورة التى أظهر بها المسلسل شخصية المحامى، وبدأ عدد غير قليل منهم فى جمع توقيعات لرفع دعاوى قضائية ضد المسلسل.

4- أين نقابة السينمائيين؟

قال بعض المتعاطفين مع العملين، ولماذا تهاجمون المنتج صادق الصباح، وتتركون مؤلفى المسلسلين وهم مصريون؛ والمخرجان مصريان؛ والممثلون مصريون، والحقيقة أن هؤلاء نسوا أو ربما تناسوا أن بعض الحاصلين على الجنسية المصرية، كانوا يقومون بمهاجمة مصر وجيشها ونظامها من خلال منصات إعلامية تركية، وصنفهم الجميع على أنهم خونة ومرتزقة، فكل من يسيء إلى وطنه خائن؛ وإذا قام بهذا الفعل من أجل المال فهو خائن ومرتزق، وكل من يوافق على تقديم مجتمعه بهذا الشكل ومن خارج الحدود ولأسباب تبدو واضحة وضوح الشمس هو أيضا خائن ومرتزق، فلا فارق بين تشويه الدولة فى برنامج سياسى، أو تشويهها فى مسلسل تليفزيونى.

على المستوى الشخصى، أعلم تمام العلم أن نقيب المهن السينمائية المخرج مسعد فودة، لا يرضيه أن تقدم مصر بهذا الشكل فى أعمال كتبها مصريون وأخرجها مصريون، لا أعلم حقيقة إن كانوا أعضاء فى نقابة المهن السينمائية أم يعملون من خلال تصاريح مؤقتة عملاً بعمل؛ لذلك أدعوه لفتح باب التحقيق الفورى مع مؤلفى ومخرجى مسلسل «ملوك الجدعنة ولحم غزال» للوقوف على أسباب المهزلة، وتقديم نسخة من سيناريو العمل المكتوب للنقابة للتحقيق فى تهمة الإساءة إلى المجتمع المصرى.

ثانيا أن يتقدم كل مؤلف عمل ينتج خارج مصر بنسخة من سيناريو العمل لقراءته وعرضه على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية المصرى، ومن يمتنع عن ذلك يتم وقفه نقابيا أو رفض منحه أية تراخيص عمل فيما بعد، حتى يتم إيقاف السيناريو المزمع تنفيذه لتشويه المجتمع المصرى بأيادى مؤلفين مصريين فى المستقبل، عن طريق الإنتاج العربى من خارج حدود جمهورية مصر العربية.