مى سمير تكتب: يورام كلافرين.. من معاد للإسلام لأبرز المدافعين عنه فى هولندا
أعلن عن إجراء مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول جائزتها 10 آلاف دولار
أثناء تأليفه كتابًا «ضد الإسلام» وجد نفسه أسير تعاليم الدين الإسلامى وقرر إعلان إسلامه
الشك هو الطريق إلى اليقين، تلك القاعدة المنطقية الشهيرة تنطبق إلى حد كبير على قصة إسلام السياسى الهولندى يورام جارون فان كلافرين، هى قصة رجل اشتهر بمهاجمة الدين الإسلامى وخلال رحلته لتأليف كتاب ضد الإسلام وجد نفسه أسير تعاليم الدين الإسلامى وبالتالى قرر إعلان إسلامه.
1- السياسى المعادى للإسلام
يورام جارون فان كلافرين هو سياسى هولندى. وُلد فى 23 يناير 1979 فى أمستردام. نشأ كمسيحى متحرر ومُصلح، ودرس الدراسات الدينية فى الجامعة الحرة بأمستردام ثم عمل كمعلم هناك، كان عضوا فى حزب الحرية، ونائبًا فى البرلمان من 17 يونيو 2010 حتى 21 مارس 2014. لسنوات، بصفته مشرعًا عن حزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز، خاض فان كلافرين حملة شرسة بمجلس النواب ضد الإسلام فى هولندا.
فى ذلك الوقت، وفقا لصحيفة ألخمين داجبلاد اليومية، كان يطالب بحظر النقاب والمآذن، قائلا: «لا نريد أى إسلام، أو على الأقل أقل قدر ممكن من الإسلام فى هولندا»، باختصار، كان فان كلافرين رمزًا لليمين المتطرف واليد اليمنى للسياسى المناهض للإسلام خيرت فيلدرز. وعرف بقوله إن الإسلام ديانة كاذبة. ويعد فيلدرز من أشهر رموز اليمين المتطرف فى أوروبا بشكل عام واشتهر بمهاجمته للدين الإسلامى والرسول.
يركز «فيلدرز على الأنشطة المناهضة للإسلام، ففى عام 2006 كتب الفيلم القصير المناهض للإسلام «فتنة»، حيث يحاول أن يربط بين الإسلام والإرهاب. وفى عام 2008 بث فيلدرز هذا الفيلم على شبكة الإنترنت. وفى مايو 2015، أعلن فيلدرز للمرة الأولى عن إجراء مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول «صلى الله عليه وسلم»، وأعلن عن منح جائزة قدرها 10 آلاف دولار أمريكى للفائز.
فى 21 مارس 2014، أعلن فان كلافرين أنه سيترك حزب الحرية، لأنه لم يعد يوافق على مسار الحزب. لعبت التعليقات المثيرة للجدل حول الأقلية المغربية فى هولندا من قبل زعيم الحزب خيرت فيلدرز بعد الانتخابات المحلية لعام 2014 دورًا فى هذا القرار. ورغم مغادرته حزب الحرية المتطرف لم يتخل فان كلافرين عن أفكاره المعادية للإسلام؟.
بعد ذلك كان يخوض الانتخابات كمستقل حتى انتهاء فترة ولايته فى 23 مارس 2017. فى مايو 2014، أسس فان كلافرين حزبًا سياسيًا محافظًا جديدًا يسمى «من أجل هولندا». بعد الفشل فى إعادة انتخابه خلال الانتخابات العامة لعام 2017، أصبح معلقًا فى البرنامج الإذاعى اليومى «هذا هو اليوم»، الذى تنتجه الإذاعة العامة المسيحية EO. وفقا لصناع البرنامج، تم تعيينه لأنه يمثل المسيحيين المحافظين واليمينيين.
2- الطريق
باختصار كان يورام فان كلافرين، المعروف أيضا باسم «ولى عهد فيلدرز»، من أشهر منتقدى الإسلام. من أجل تعزيز هذه الأفكار والآراء، بدأ - كمسيحى - فى كتابة كتاب ينتقد الإسلام. لكن أثناء عملية الكتابة، وجد عددًا متزايدا من الأمور التى تتحدى آرائه السابقة عن الإسلام وتدفعه للتفكير فى حقيقة الدين الإسلامى. فى عام 2019، فى مقابلة صحفية بمناسبة استعداده لنشر كتابه (المرتد)، الذى يؤرخ بحثه عن الدين والتدين، ذكر أنه أصبح يؤمن بسيدنا محمد ورسالته، وقال إنه اعتنق الإسلام. وقرر إعادة تكريس كتابه لرحلته مع التدين وما تلاه من تحول إلى الإسلام. صدر كتابه بعنوان «المرتد: من المسيحية إلى الإسلام فى زمن العلمانية والإرهاب» باللغتين الهولندية والإنجليزية.
تحدث فان كلافرين فى كتابه عن الإسلام وكتب: «مع الأخذ فى الاعتبار أن ربًا واحدًا تحدث عنه الأنبياء موسى وعيسى وغيرهما، هو نفس الإله الذى قرأنا عنه فى القرآن، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم، يتماشى، دون أدنى شك، مع سلالة الأنبياء فى الكتاب المقدس، قررت نطق شهادة الإيمان. حدث هذا بعد عشاء ممتاز فى مكان عائلى دافئ مع مجموعة صغيرة من الناس».
أضاف السياسى الهولندى: «بعد نطق الشهادة، لم تمطر السماء ذهبًا، ولم أر النجوم تتألق أكثر من المعتاد. ومع ذلك، لاحظت بعض البهجة والراحة الشخصية».
كما صرح لـ صحيفة إن آر سى هاندلسبلاد بأنه غيّر رأيه فى منتصف الطريق أثناء كتابة كتابه المعاد للإسلام، وأضاف أن كتابه «أصبح تفنيدًا للاعتراضات التى لدى غير المسلمين ضد الدين الإسلامى»، وأضاف أن أثناء إجراء بحثه صادف معلومات تتناقض مع أفكاره وتتحداها. تدريجيا تلاشى استياءه من الإسلام واستقر الشعور بالإعجاب. ولدهشته اكتشف أن الإسلام ليس «دينًا يروج للعنف والكراهية ومعاداة السامية، أو دينًا يصنف النساء وغير المؤمنين على أنهم بشر أقل شأنًا، أو أن الإسلام يتعارض مع الديمقراطية».
ولدى سؤاله فى مقابلة مع الصحيفة عما إذا كان يشعر بالذنب بشأن تصريحاته السابقة ضد الإسلام، قال فان كلافرين: إنه كان «ببساطة مخطئًا»، مضيفا أنها كانت «سياسة حزب الحرية حيث يجب ربط كل ما هو خطأ بالإسلام بطريقة أو بأخرى».لم يكتف السياسى الهولندى بالتحول إلى الإسلام ولكنه أصبح مدافعا عن المسلمين ضد تيارات اليمين المتطرف فى أوروبا. وهو يؤكد أن الأحزاب الشعبوية تتعمد تأجيج الإسلاموفوبيا فى محاولة لكسب الأصوات فى الانتخابات.
جدير بالذكر أن فان كلافرين ليس أول عضو فى حزب الحرية المعادى للمسلمين الذى يتحول إلى الدين الإسلامى. كان أرنود فان دورن، المسئول السابق فى حزب الحرية، قد اعتنق الإسلام فى وقت سابق. هنأ فان دورن زميله السابق فى الحزب فان كلافرين على قراره عبر تويتر، حيث كتب: «لم أفكر أبدا فى أن حزب الحرية سوف يصبح أرضًا خصبة للمتحولين للدين الإسلامى».