مملكة الشحاتين بالغردقة| "الفجر" تكشف أسرار عالمهم الخفي.. وقطاع السياحة يطالب بسرعة التعامل مع الظاهرة
لا تكاد تمر من أحد شوارع المدينة السياحية "الغردقة"، إلا وتجد طفلًا بملابس رثة يطلب المساعدة، أو امرأة تحمل رضيعها بين يديها وتستجدي المارة من أجل "حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة".. المشهد يمتد لرجل طاعن في السن يشتكي من عاهة مستديمة ويطلب ثمن كشف الطبيب، وسيدة تحميل روشتة علاجية على أحد الإشارات تطلب المساعدة لكى تتمكن من الحصول على الدواء.
وعلى الأرصفة والإشارات والميادين يتكرر، فهناك من تتخفى في النقاب للتسول، وسيدة أنيقة المظهر تطلب أموالًا للعودة إلى بلادها البعيدة أو علاج طفلها المريض بالسرطان.
"ميدان الدهار" عاصمة التسول.. و"والشوارع الرئيسية" للسيدات حاملي الأطفال والإشارات للمناديل ومسح السيارات، والشوارع المزدحمة لمتصنعي العمى ليستعطف المارة في الشوارع.
"الفجر" تستجيب لمطالب المواطنين بالغردقة وتفتح ملف المتسولين، لترصد أهم أماكن تمركزهم، وأسرار عالمهم الخفي الذي يؤرق المواطنين، لنرسل جرس انذار للمسؤولين، حيث يتركز معظم المتسولين في منطقة وسط المدينة، خاصة في ميدان الدهار، الذى بعد أحد أهم وأكبر منبع لهم، ومقر مجموعة كبيرة منهم الذين يمسكون بكل خيوط المهنة، ويطلقون الصغار في الشوارع، لاستعطاف المارة لضمان استمرار تدفق الأموال من خلالهم.
في ميدان الدهار وشارع المصالح الحكومية، يتمركز العشرات من المتسولين، يجتمعون يوميًا، وكل مجموعة مقسمة في مكان بعينه لتبدأ مهام كل متسول أو متسولة، على أبواب سوق الدهار أو على النواصى والبعض على أبواب المصالح الحكومية، وهناك مجموعة محترفة من السيدات اللذان يتقنون تمثيل شخصية السيدة السورية من الملابس أو اللهجة.
وعادةً ما تبدأ رحلة المتسولين اليومية من أماكن معيشتهم الذين يسكنونها ومعظمهم يسكن في منطقة العرب وزرزارة، لتنطلق رحلتهم من على أرصفة الشوارع الجانبية القريبة من الدهار، يستيقظون فى ساعة مبكرة من الساعات الأولى من صباح كل يوم لتبدأ رحلتهم، ففي ميدان الدهار وأمام وداخل السوق، التي يعد مدرسة التعليم الأساسي للمهنة التسول الحديثة فى مدينة الغردقة.
"م.ف" أحد المتسولين في منطقة ميدان الدهار، يجلس على الرصيف مرتديًا ملابس يملؤها الشحم، ويظهر ليبدأ عمله بعد أن يغطى وجه وتظهر عليه علامات الرعشة مع استمرار مد الايد ليلفت أنظار المارة، ويجلس هذا الرجل لساعات طويلة ليتحصل على أكبر قدر من الأموال.
وفى الإشارات المرورية، تجد متسول بشكل مختلف، منها من يحمل المناديل والآخر يحمل قطعة من القماش لمسح زجاج السيارات، ومنهم الأطفال الذين يستغلون توقف الإشارة واستعطاف المواطنين.
وقال أحد أصحاب المحلات التجارية وسط مدينة الغردقة، أنه خلال كل ساعة يأتي إحدى المتسولات لتصحيح العملة التي تحصلت عليها من التسول، لافتًا أن تصحيح ال 100 جنيها ب 110 نظير إن هناك إقبالا على العملة المعدنية في المتاجر.
وقال على أحمد أحد سائقي السرفيس بمدينة الغردقة، أننا نلجأ دائمًا للشحاتين في أزمة الفكة، موضحًا أن هناك تسعيرة في الفكة المئة جنيها عليها 10 جنيهات قائلا نحن مطرين على ذلك بسبب الإقبال على العملة المعدنية.
حالة من السخط بين المواطنين في مدينة الغردقة، عقب تفشي ظاهرة التسول بشكل كبير في شوارع مدينة الغردقة، وطالب المواطنين المسؤولين والجهات المعنية بسرعة التدخل للتخلص من هذه الظاهرة.
محمد على أحد سكان مدينة الغردقة، ظاهرة التسول في الغردقة أصبحت شئ ينذر بالخطر، ولابد من التحرك السريع من الجهات المعنية للتخلص من تلك الظاهرة خاصةً نحن مدينة سياحية من الدرجة الأولى.
ويقول عبد الرحمن حسن، أحد سكان مدينة الغردقة، إن ظاهرة التسول تزداد يومًا بعد يوم، وخاصة في المواسم مثل شهر رمضان والاعياد، لافتًا أن هناك العديد من المتسولين من المحافظات المجاورة يأتون خصيصًا لمدينة الغردقة لممارسة مهنة التسول بالغردفة لجمع الأموال دون وجه حق.
وطالب العديد من العاملين في القطاع السياحي، بضرورة الإسراع بالتدخل في هذا الأمر الذي يصدر صورة غير لائقة بمصر بصفة عامة والبحر الأحمر بصفة خاصة، خاصةً وأن مدن البحر الأحمر يتردد عليها جميع جنسيات العالم المختلفة.