د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام " ببطون " المصريين !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




عادة مصرية قديمة جداً ، منذ " الجدة " حتشبسوت الله يرحمها" ، حينما كانت تهتم بإحتياجات الشعب من "تمور وخمور وفواكة غريبة" عن أرض "مصر" ، ومع البخور والعطور ، والبقول والمنشطات الطبيعية للحيوية ، هكذا درسنا وشاهدنا فى المتحف المصرى ، وكذلك المتحف الزراعى "بالدقى" ، كل المنتجات التى إستزرعناها والتى إستوردناها ، قديماً !!
ومع ذلك لم تنسى أية حكومة مصرية ، الإهتمام " ببطون " ومزاج المصريون ، ففى العهد الناصرى كان المثل الذى ينتشر بين الناس ، أن الرئيس "جمال عبد الناصر" ( الله يرحمه ) يسأل قبل النوم سكرتاريته الخاصة (الأستاذ سامى شرف ) أطال الله عمره ، عن أخبار الغذاء وخاصة العيش والأرز والسكر والشاى !!
ولكن كان يعزينا فى الإهتمام الناصرى ببطون وأمزجة المصريين ، أنه كان يضع فى أولويات إهتمامه وحكومته ، مستقبل أبناء شعب "مصر" ، فمن الإصلاح الزراعى إلى تأميم قناة السويس ، إلى بناء مشروع السد العالى، إلى النهضة الصناعية الضخمة ، التى أقامتها ثورة يوليو ، وسميت بالقطاع العام ، إلى مجانية التعليم ، والسماح لكل شاب مصرى قادر على الإجتهاد بأن يكمل تعليمه الجامعى ، وأنشأ التعليم الصناعى بمراحلة الإعدادى والثانوى والتعليم العالى! .
وشملت النهضة أيضاً التوسع فى الأراضى والزراعة فى واحات مصر الغربية الوادى الجديد ، حتى عام 1967 حينما أصيبت الدولة بما عرفناه بأسم النكسة! 
وجاء الإهتمام ( ببطون المصريين ) أيضاً أيام "الرئيس السادات" ، حيث تردد فى أحاديثه المتعددة بأن من حق المصريين الإنفتاح على العالم فلأول مرة نرى فى
( السوبر ماركت ) بديلاً عن "البقال" الذى يجلب عشرات الأنواع من الجبن ، وعشرات الأنواع من الشكولاته وعشرات مثلها من كل منتجات ( الفرفشة ، والنعنشة ) التى "تفرغ" جيوب المواطنين ، حتى وصلت إلى إستيرادنا "لأكل القطط والكلاب والعصافير أيضاً"، ولعل شهر رمضان هو الشهر الكريم الذى تهتم به الحكومة ببطون المصريين ، ( إيشى ياميش ، إيشى قمر الدين ) وأيشى أصناف وأنواع متعددة من "المكسرات" وغيرهم من إحتياجات المائدة المصرية فى الأفطار!! 
وفى عصر "مبارك" ، كانت "مصر" وكانها فى هذا الشهر الكريم "تكفر عن ذنوب كل من نهب البلد" ، بفرد الطاولات فى الشوارع وليس جميعم "ناهبى البلد" بشكل ما ولكن كل من قصد أن يبرىء ذمته أمام الله وأن يفعل شيئاً يستحق عليه الثناء فى الحياة الدنيا , وربما فى "القبر" عند الحساب!!.
فُرِدَتْ السرادقات ، وشُدَّتْ الطاولات ، ووزعت الإعلانات عن "موائد الرحمن" وهكذا ، إهتموا الخاصة ببطون المصريين لكن الجديد فى الأمر ، أن الحكومة وهى تسعى لسد الفجوة فى "ميزان المدفوعات" ,وإعادة الموازنه العامة للدوله من رئيس الجمهورية لعدم رضائه عنها وللدعم الذى (ينحر) فى جسد المالية ووزارتها ، وفى جسد الأمة ، لمن يستحق ولمن لا يستحق سواء !!.
يالعجب العجاب نشاهد الدوله فى تصريحات على ألسنه كبار وزرائها ورئيسهم وغيرهم ، بأنها تدفع مئات الملايين من الجنيهات لتوزيع علب وصناديق الغذاء على المصريين !!.
(شنطه رمضان) أو (صندوق رمضان ) أو(مائدة الرحمن ) كل هذا يجوز من العامة ومن المنظمات الأهلية ولكن من الدوله , والله عيب وأيضاً حرام, وأيضاً "اللى إختشوا ماتوا" !! .