خبير عسكري لـ"الفجر": التجارب أثبتت أن الحل العسكري لا يأتي إلا بالخراب والدمار للشعوب.. وهذه طبيعة الأوضاع باليمن (حوار)

تقارير وحوارات

العميد الركن ناصر
العميد الركن ناصر سالم عبدالمحسن حسين


 

قال الخبير العسكري باليمن العميد الركن ناصر سالم عبدالمحسن حسين، إن الدور الأممي في معالجة الأزمة اليمنية لم يكن بالشكل المرضي ولم يفهم الواقع الموجود على الأرض حيث يصر كل المبعوثين الأمميين على عودة الشرعية التي هي في الأساس غير موجودة على الأرض.


 

وأضاف ناصر في حوار خاص لـ" الفجر"، بأن اتفاق الرياض هو كان فرصة حقيقية لتوحيد الجهود بين المجلس الانتقالي وبما يسمى الشرعية بالاتجاه صوب مواجهة الحوثي ولكن للاسف لم توجه الشرعية ألويتها العسكرية الموجودة في الجنوب كما نص اتفاق الرياض بل ضلت هذه الالوية مسيطرة على حقول النفط في الجنوب وزاد ذلك تسليم ما تبقى من قوى الشرعية في مارب إلى الحوثي.


 

وإليكم نص الحوار..


 


 

◄ حدثني حول جرائم مليشيات الحوثي؟


 

جرائم مليشيات الحوثي متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر القصف العشوائي للمدن والقرى وكذلك زراعة الألغام بصورة عشوائية حتى في الأحياء المأهولة بالسكان والاعتداء على النساء ووضعهن في السجون وتكميم الأفواه الاعلامية التي تعارض نهجهوتجنيد الأطفال بالقوة وفرض الاتاوات على الناس أو ما يسمى (بالخمس) وفرض مذهب ديني غريب لا يتناسب مع المذاهب المعروفة والاكثر من هذا انه يريد العودة بالبلد الى نظام متخلف وبائد سبق وان تجاوزه الزمن ولم يعد صالحا للقرن الواحد والعشرين.


 

◄كيف ترى الأوضاع في جنوب اليمن؟


 

تعمدت الحكومة الشرعية اليمنية التي يسيطر عليها الاخوان المسلمين في تعذيب وقهر الشعب في الجنوب وهي لم تكتفي بتجميع عناصر الارهاب من أماكن مختلفه وتكديسهم في كلا من مناطق أبين وشبوة بل تعمدت في قطع كافة الخدمات في العاصمة عدن التي عرفت الكهرباء منذ مئة عام وأغرقتها في الظلام وقطعت المياه والرواتب وكافة الخدمات الحيوية والضرورية لحياة الانسان ومارست كل اشكال الفساد .


 


 

وأوصلت الأوضاع إلى مستوى لم يصل اليه أي بلد من قبل معتقدة بذلك أنها تستطيع تركيع شعب الجنوب الأبي أو تأليبه على المجلس الانتقالي هذا الكيان الشرعي الوحيد الذي أجمع عليه شعبنا في الجنوب ومع كل ما مارسته من جرائم والتي تعد جرائم حرب من الدرجة الأولى لكنها لم تستطع ثني شعبنا عن موقفه الثابت من قضيته الأساسية وهي التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني وكذلك مقاومة قوى الارهاب والبغي ممثلة بتيار الاخوان المسلمين وحلفائه القاعدة وداعش.


 


 


 

◄كيف ترى الدور الأممي في التعامل مع الأزمة اليمنية ؟


 

الدور الأممي في معالجة الأزمة اليمنية لم يكن بالشكل المرضي ولم يفهم الواقع الموجود على الأرض حيث يصر كل المبعوثين الأمميين على عودة الشرعية التي هي في الأساس غير موجودة على الأرضو التي هيمن عليها الاخوان المسلمين وهي شرعية غير مرغوب فيها من الشعبين في الشمال والجنوب.


 


 


 

والحقيقة والواقع على الأرض أن الحوثيين مسيطرون على الشمال والمجلس الانتقالي الجنوبي مسيطر على الجنوب والقتال الحقيقي في الجبهات هو بين الانتقالي والحوثي ومعالجة الأزمة الحقيقية الموجودة في اليمن هي حل الدولتين الذي يفترض أن يفهمه المجتمع الدولي باعتباره الحل الأوحد لايقاف الحرب وانهاء الأزمة بشكل كامل ودون ذلك يعتبر جهدا لا طائل من ورائه .


 


 

◄ماذا عن الحل الامثل لحل الأزمة في اليمن السياسي أم العسكري ؟


 

أثبتت التجارب أن الحل العسكري عادة لا يأتي إلا بالخراب والدمار للشعوب ويزيد من معاناتها , الحل الامثل في كل الاحوال هو الحل السياسي فلا بد من معرفة أولا من هم اطراف النزاع الحقيقين على ضوء المعطيات التي افرزتها الحرب على الارض وثانيا معرفة أسباب الازمة الحقيقية التي أدت الى نشوب هذا الصراع وجمع كل الاطراف على مائدة حوار واحدة والبحث بصورة جادة عن الحل الذي يضمن  السلام والامن في المنطقة والعالم ولعلمك اخي العزيز أي حل يتجاهل القضية الجنوبية لايمكن ان تنعم هذه الارض بالسلام بالمطلق .


 


 


 

◄ما رأيك عن التلميح بعودة قرار الادارة الذاتية للجنوب مرة أخرى ؟


 

قرار الادارة الذاتية الذي اتخذه المجلس الانتقالي كان نتيجة حتمية لتردي الاوضاع في الجنوب وللمعاناه الكبيرة التي عاشها شعبنا من فساد الحكومة وفشلها الذريع على كافة الاصعدة برغم من الفترة القصيرة التي استمرة بها الادارة الذاتية الا انها احدثت استقرارا نوعا ماء على مستوى بعض الخدمات.


 


 


 

 واثبت فيها قادة الانتقالي أنهم قادرين على ادارة البلد ادارة رشيدة وكانت تجربة مهمة في الواقع ولكن اضطرت قيادتنا  في المجلس الانتقالي الى التنازل عن هذا الانجاز المهممن رغبة لديهالإيقاف الحرب ونزيف الدم وتمخض عن ذلك اتفاق الرياض الذي تشكلت عنه حكومة المناصفة برعاية من المملكة العربية السعودية ودول التحالف وكانت هذ الاتفاقية بمثابة اعتراف رسمي ودولي للمجلس الانتقالي كممثل لشعب الجنوب وتم التوقيع عليها من قبل كل الاطراف وقد نفذ المجلس الانتقالي كل ما ورد بالاتفاقية ولكن عادة حكومة الشرعية مجددا الى ممارسة فسادها وعبثها واستمرت في تجويع شعب الجنوب واستنزاف موارده لصالح شرعية الفنادق التي يسيطرعليها الاخوان المسلمين والتلويح اليوم باعادة الادارة الذاتية هو نتاج الممارسات السيئة التي تقوم بها هذه الشرعية وتنصلها عن الاتفاق  وقيامها بقرارات احادية الجانب مخالفة لنص الاتفاق، كل هذا اذا ما استمر سيدفع قيادتنا الى إعلان الادارة الذاتية مجددا وربما تذهب قيادتنا الى ما هو أبعد من الادارة الذاتية .


 


 

◄كيف ترى تأثير اتفاق الرياض في حالة تنفيذ كلياً على الازمة اليمنية والقضاء على الحوثي وأعوانه ؟


 

 اتفاق الرياض هو كان فرصة حقيقية لتوحيد الجهود بين المجلس الانتقالي وبما يسمى الشرعية بالاتجاه صوب مواجهة الحوثي ولكن للاسف لم توجه الشرعية ألويتها العسكرية الموجودة في الجنوب كما نص اتفاق الرياض بل ضلت هذه الالوية مسيطرة على حقول النفط في الجنوب وزاد ذلك تسليم ما تبقى من قوى الشرعية في مارب الى الحوثي وهروب البعض منها باتجاه الجنوب.


 


 


 

◄حدثني حول الأهداف الايرانية في اليمن ؟


 

الاهداف الايرانية في اليمن من المعروف أن اليمن وبالذات الجنوب يقع جغرافيا على أهم الممرات الدولية وهي تسعى إلى السيطرة على باب المندب والتحكم بخط الملاحة الدولي ومحاصرة دول الخليج من الجهة الجنوبية بعد ان استكملت السيطرة عليها شمالا


 


 

◄كيف ترى زيارة الزبيدي لعدن .. وماذا تحمل من رسائل ؟


 

سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي لم يقم بزيارة إلى عدن بل هو عاد إلى وطنه وشعبة ليواصل استكمال نضاله على الارض بعد أن خاض المعركة السياسية والدبلوماسية بنجاح تام أمام الهيئات والدول المؤثرة على القرار السياسي.


 

وقد تمكن في هذه الرحلة الطويلة من احراز تقدم كبير على مستوى قضية شعبنا ويعتبر اتفاق الرياض الذي رعته دول التحالف والدول دائمة العضوية يعتبر اعترافا شرعيا للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب , وعودة الرئيس الى الوطن هي عودة مباركة .


 

اما الرسائل التي يحملها وهي التصميم في قيادة شعبنا الجنوبي العظيم الى المضي قدما في تحقيق اهدافه الكبرى المتمثلة بالتحرير والاستقلالواستعادة دولتنا مها كانت التضحيات.