د.حماد عبدالله يكتب: إستعمار المستقبل" ونهاية ولاية الأب" !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


      


إستكمالاً لحديث الخميس عن (إستعمار الماضى) (وولاية الأب) فإن التطور الحتمى لإستمرار الحاكم فى موقعه تحت دعوى بأن الذى تعرفه أحسن ممن لا نعرفه !!
"ومنين نجيب مثل الذى يقوم على مسئوليات الحكم اليوم"!! ، متناسيين كل المبادىء التى عرفتها البشرية وتقدمت بها دول العالم المتحضر ، مروراً بما نحن فيه أمس واليوم ، بأن هناك اسلوب للحكم الرشيد يسمى بالديمقراطية ، يؤمن بتداول السلطة بين من يرى فى نفسه من أبناء الشعب القدرة على أن يدير دفة شئون البلاد ، ولذلك نتذكر جميعاً فترة حكم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" حينما أطلق على نفسه "كبير العائلة" ، وأنشأ محكمة للقيم ، مما يعتبر نظام موازى للنظام القضائى المصرى العريق !!
لذا تم إلغاؤها فور وفاة الرئيس "السادات" ، وكان نتيجة وجود "رب للعائلة" يحكم البلاد ، أصبح من العيب أن ننقد الأب !!، وهنا جائت "ولاية الأب على البلاد" وأعقبه رسَخَتْ هذه الفكرة بعد تولى الرئيس الأسبق "مبارك" الحكم وإستمراره لأكثر من ثلاثون عاماً وأطلقنا عليه "الرئيس الأب" ، وأصبح هو فقط الخط الأحمر ، أى أنك تستطيع أن تهاجم من تريد من الإدارة المصرية إلا الرئيس ، فهو "الأب الروحى" فى البلاد ومن هنا كان التعبير الدارج بأننا تخلصنا من إستعمار للوطن من أبناء الأجانب والقادمين إلى البلاد على ظهر الخيل أو البواخر أو الطائرات والدبابات ويحموا 


أنفسهم بالقلم السياسى وأتباعهم من الخونة لبعض المصريون إلى إستعمار أبناء من الوطن تولوا إداره شئون الوطن بإنتخابات سيئة باطله ، وشبة مزورة، وفتاوى كاذبة، 
و المنافقة وإستمرت هكذا (الولاية الأبوية) كالإستعمار ولكن من الداخل !! 
استعمار وطنى من بعض أبناء الوطن للأمه كلها , وكل تلك الأشكال والمظاهر المتخلفة كنا نحلم بسقوطها مثلما حدث يوم 11/ فبراير 2011 , حين تنازل 
" الرئيس الأب عن السلطة ,للقوات المسلحه المصرية وكان تأكيدنا على أننا أنهينا عصر الإستعمار الوطنى يوم 30 يونيو 2013 , حينما قررنا خلع "أخر الجبابرة" المدعومين بالسلطه الدينية أو الأبوية مرة أخرى وهو حكم المرشد !! أو حكم الأب الروحى !!
لكى ننهض إلى المستقبل ونلحق بالأمم المتقدمه .
ووضعنا أسس لحياتنا المستقبلية وتم إختيارنا لرئيس دوله بانتخابات حرة شفافة ووضعنا دستورنا (ورغم تجميده) إلا أننا نمتلك دستور ، وافق عليه الشعب أيضاً بشبه إجماع ,وسوف يُّفعِلْ فى يوم ما !! ولكن هل نحن على شفا دخول إستعمار جديد فى المستقبل ؟, نعم ربما يكون الإستعمار الإليكترونى وسيطرة الأجهزة التى بين أيادينا على أسرارنا وأعصابنا وأموالنا أيضا ً ,هو إستعمار التقدم الذى لا نمتلك فيه أيه أدوات للتكنولوجيا ولا نمتلك فيه أى بادرة امل لكى نتسيد جزء منه.
والمستحكمة فى مصائرنا (بيدنا إشترينا علة ) !!مثل "كويتى فولكلورى" شهير ، هل هذا الإستعمار الجديد القادم لنا بإرادتنا سوف يكون له من الأثار السلبية على مستقبل هذه الأمة أكثر من الإستعمار القديم وولاية الأب المنتحر !!