د.حماد عبدالله يكتب: إستعمار الماضى" وولاية الأب" !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


      

عانت مصر من فترات وحقبات زمنية طويلة ، رازحة تحت نير الإستعمار ، ولقد كان لهذه القوى الإستعمارية التى إستطاعت أن تحتل مصر أثر بالغ السوء والسلبية على الدولة المصرية ، فى زمن هذا الإستعمار ، وما بعد رحيله ، فمنذ سقوط الدولة العثمانية وتولى الباشا "محمد على " الألبانى الجنسية ، والموفد من قبل السلطان "حسين" فى الإستانة لحكم "مصر " والقضاء على المماليك ، وإنفصاله عن مُوِفُدِهْ وبتشجيع من علماء الأزهر والمشايخ المصريون الذين رشحوه لولاية "مصر" وقبلوا به حاكماً للبلاد ، وقيام الرجل وأولاده بعد تخلصه من المماليك فى موقعة القلعة الشهيرة ، وإنفراده بالسلطة وإخلاصه نحو خلق دولة معاصرة فى المنطقة ، يحكمها ومن بعده أولاده وأحفاده ، وأخرهم كان المالك "فاروق" الذى رحل عن مصر يوم 26 يوليو 1952 متنازلاً عن العرش لنجله الطفل "أحمد فؤاد الثانى" ثم إعلان الجمهورية عام 1953 ونهاية لعصر "محمد على " وأولاده ، ونهاية حكم الأجانب لمصر لعدة ألاف من السنين ، حيث تولى أول رئيس مصرى للدولة المرحوم اللواء " محمد نجيب" وأعقبه فوراً الراحل "جمال عبد الناصر" وإنتهى عصر الإستعمار القديم ، والذى كان أخرهم الإستعمار الإنجليزى 1881 إلى 1953 وبالتحديد يوم 18 يونيو ، ثم عادوا مرة أخرى فى نوفمبر 1956 وكان الرحيل إلى الأبد (إن شاء الله) يوم 23 ديسمبر من نفس العام 1956 م بعد العدوان الثلاثى على "مصر" (بريطانيا ، وفرنسا ، وإسرائيل) .
كان الإستعمار القديم يأتى بجيوشه وعلمائه مثلما حدث فى الحملة الفرنسية بقيادة "نابليون 1798م" أو كما حدث فى الحملة البريطانية 1881 م، جيوش محتلة ونقل كل الخبرات المصرية إلى دولة المستعمر 


والعمل على القضاء على الحركات الوطنية التحررية ، وأيضأ إعدام روح الإنتماء للوطن والقضاء على الثقافة الوطنية, بتغيير اللغه الرسمية فى البلاد من اللغة المحلية إلى لغة المستعمر ,وهو ما لم تقدر عليه أبدا أى قوى إستعمارية جاءت إلى مصر !!, مثلما حدث فى الجزائر والكاميرون والمغرب,ونيجيريا وغيرهم ، من بلاد كثيرة أصبحت لغه المستعمر هى اللغة الرسمية وما زالت , أما مصر ,فقد (مصرت) كل المستعمرين ,حيث أخذوا عن الثقافة المصرية بل وأيضاً بعضهم نقل التقاليد المصرية إلى بلادهم ،اللهم إلا فقط (الإستعمار العربى) وإذا أسميناه بإستعمار وهو فتح "مصر" على يد (عمرو بن العاص) وفرض اللغه العربية لغه رسمية للبلاد ، بديلاً عن اللغه القبطية ,إلا أن أستقبال المصريون والأقباط للفتح العربى , وترحيبهم به , مستنقذين بالجيش المسلم من ظلم وقسوه "الرومان".
فى هذا الوقت ,إستطاعت "مصر" أن تستوعب "الفتح الإسلامى" وأن تضيف إلى الحضارة الإسلامية بما لديها من حضارات مزدهرة كانت سابقة على الفتح ، من الفنون والعلوم والاداب القبطية المصرية ,وقبلها الرومانى والبيزنطى والحضارة الأم الفرعونية كل تلك الثروات المتراكمه فى مصر , قد أثَرَتْ الحضارة الإسلامية ، بعد فتح "مصر",وأندماج المصريون الاقباط فى الحياه الجديدة ، ومنهم من حافظ على دينه بحرية كامله حيث يسمح الدين الاسلامى الحنيف بذلك ومنهم من تدين بالاسلام وأصبح المصريون نسيج واحد من قبط "مسيحيون ومسلمون" .
ونعود للإستعمار الجديد,وهو أستعمار أبناء من الوطن أحتلوا السلطة التنفيذية وأصبحوا أولياء على الحكم وعلى "شعب مصر" وهو ما أصبح يعرف بالولاية الأبوية وكثير من دولنا العربية كانت قد أصبحت مؤمنه "بالأب الروحى" "ورب العائله المصرية" ,"والكبير أوى" وللحديث بقية ...