"باب التوفيق".. مجاور لإدارة النظافة وغارق في القمامة (صور)
التقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية عددًا من الصور لأحد أبواب القاهرة الأثرية، والذي يعتبر من أندر الأمثلة في العمارة الحربية الإسلامية، مثله في ذلك مثل باب الفتوح أو النصر أو باب زويلة، حيث تراكمت القمامة في جنبات الأثر على الرغم من مجاورته لإدارة نظافة القاهرة.
وتُعد القاهرة التي أنشأها جوهر الصقلبي بأمر من المعز لدين الله الفاطمي لتكون مقرًا للحكم وسكن للخليفة ومنها تخرج الجيوش وإليها تعود، ومنها يدير أمور الحكم، هي أول مدينة حصينة محاطة بأسوار ولها أبواب حربية يتم بناؤها في مصر الإسلامية.
وسبقت القاهرة ثلاث عواصم، وهم على الترتيب، الفسطاط 21 هـ، العسكر 133 هـ، القطائع 256 هـ، ثم كانت قاهرة المعز التي بدأ بناؤها عام 358 هـ، حيث قام جوهر ببناء أربعة أسوار عبارة عن مربع طول ضلعه 1000 متر، وداخل السور القصر والجامع والحدائق والبساتين والميادين والشوارع والحارات.
وكانت القاهرة مدينة ملكية يمنع دخولها إلا للمقيمين فيها، ولها أبواب تفتح عند بداية اليوم، وتغلق عند الغروب، ولا يُسمح بدخولها إلا بتصريح خاص، وكان للقاهرة 8 أبواب، أنشأها جوهر الصقلبي.
وتلك الأبواب جددها بدر الجمالي في عام 480 هـ، وذلك بعد أن قام بتوسعة المدينة لاستيعاب نموها العمراني، وبعد فتحها للسكنى أمام المصريين، وتبقى من تلك الأبواب 4، ثلاثة منهم مشهورين، وهم أبواب الفتوح والنصر وباب زويلة، وباب رابع لا يلتفت إليه الكثيرون على الرغم من أهميته وهو باب التوفيق.
وكان للقاهرة ثمانية أبواب، وهي بابي النصر والفتوح في الشمال، وباب زويلة والفرج في الجنوب، وباب القنطرة وسعادة في الغرب، وباب القراطين وباب البرقية في الشرق، وسمي بالبرقية نسبة إلى جماعة من الجنود من برقة جاءوا مع الجيش الفاطمي.
وباب البرقية تحديدًا في أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي لما وسع أسوار القاهرة وزاد في أبوابها، صار اسمه باب الغريب، ثم باب التوفيق، وظل البعض يُطلق عليه باب البرقية، وهي تسميته الفاطمية، والباب موجود بكامل هيئته من الأساس للشرفات، ويحمل نص تأسيسي مكتمل، وقد اكتشف وجوده المرحوم على بهجت.
والباب يعاني من حالة إهمال حيث تتراكم فيه أكوام القمامة، والتي يتم تنظيفها بين الحين والآخر، وللغرابة فمقر نظافة القاهرة الكبرى يقع إلى جانب الباب مباشرة، وهو يحتاج بشكل عاجل إلى التنظيف على الأقل.