باهر دويدار: لم يكن هناك محاذير فى "هجمة مرتدة" ونحن فى معركة وعى

العدد الأسبوعي

باهر دويدار
باهر دويدار


يراهن السيناريست والكاتب باهر دويدار هذا العام فى رمضان بمسلسل «هجمة مرتدة» والذى يقدم ملفات حقيقية بالمخابرات المصرية المعاصرة، ويقول دويدار فى حوار لـ «الفجر» طبيعة الموضوع تجعله تحديًا خاصة أن لدينا تجربتين سابقتين فى دراما الجاسوسية العربية هما «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» بأجزائه، بينما لم تحقق الأعمال التى قدمت بعدها نفس القدر من النجاح، وهو له علاقة بكونهما مشاريع قدمت طبيعة العمليات، وأخيرا صناع العمل، بالإضافة لأن قنوات العرض وقتها كانت محدودة جدا، وكل هذه الأشياء كانت حواجز أضعها أمامى قبل التفكير فى صناعة مشروع المسلسل، وبالتأكيد لا أحد يريد تقديم عمل يفشل،.

وأضاف بأنه وجد تقديم عملية فى المرحلة الزمنية السابقة سيجعله يوضع فى مأزق المقارنة، فكان لابد من تقديم عملية معاصرة، ليس فقط من أجل الخروج من دائرة المقارنة، ولكن الجمهور تشبع بآليات العمل المخابراتى فى مرحلة الخمسينيات والستينيات، فلم يعد أحد يرغب فى مشاهده اللاسلكى مثلا أو الحبر السرى، فهناك ثورة فى الاتصالات وتطور تكنولوجى حدث فى العالم والأمور تغيرت كثيرا. واستكمل حديثه بأنه بدأ يفكر فى كيفية تقديم عمل للمشاهد وكيف أصبحت الشغلانة حاليا، فتقديم عمل معاصر هو سلاح ذو حدين، لأن «العين هتكون عليها» فالمعركة معركة وعى، وهذا الهدف موجود فى أعمالى بداية من كلبش والاختيار وأخيرا هجمة مرتدة، وأتمنى أن يرى الناس فى العموم والشباب خاصة يكون لديه وعى بكيف تدار هذه الأمور، وبهذه الأعمال نرفع درجة وعيه بشكل المخاطر وتنكشف له الحقائق.

وكشف بأنه استغرق فى كتابة المسلسل عاما ونصف العام وهى أطول مدة كتب بها مسلسل نظرا لحساسية القصة، وأحيانا كان يكتب حلقات ولا يقوم بتسليمها لرغبته فى مراجعتها مجددا لأن الحرف يفرق ووجود كلمة «من ملفات المخابرات العامة» على تتر المسلسل هو مسئولية ضخمة جدا على كل العاملين فى المسلسل، ونفى أن يكون قد تلقى محاذير معينة فى الكتابة وقال بأنه لم يكن الأمر بهذا الشكل، فقد كان هناك نقاشات طول الوقت، وبأن الجهاز قدم دعما كبيرا. وقال إن أحداث المسلسل تبدأ فى الألفينات قبل الثورة وحتى عام 2016، وكلها من ملفات حقيقية، وتحديدا أكثر من ملف، وبالطبع تم تغيير الأسماء وبعض التفاصيل، وهذه الملفات تم الاتفاق على أن تظهر بطولاتها بشكل أساسى للبعض وفرعى لأمور أخرى. وحول إن كان التقى بأحد أبطال الأحداث الحقيقية أو عائلتهم قال «مكنش ينفع نهائيا» لاعتبارات كثيرة، لذلك تم تغيير الأسماء لأنه ملف معاصر والشخصيات على قيد الحياة، ورفض الإفصاح عن مصير الجواسيس الحقيقيين فى الواقع، كما حاول أيضا فى المسلسل التجديد فى العنصر النسائى فى المخابرات. وأخيرا قال إنه سعيد بالتعاون مع المخرج أحمد علاء فهو من المخرجين المهمين وهو شخص مجتهد ويمتلك أدواته، وبذل مجهود كبير يشكر عليه، فالمسلسل تحد وصعب للغاية، وبأن اختيار الأبطال كان أكثر من رائع، والجميع اجتهد لتقديم الأفضل، رغم أن التصوير تزامن مع ظروف كورونا، خاصة أنه تم تصوير مشاهد فى الأردن وصربيا وبعض الدول . فالمسلسل صعب على مستوى الكتابة وعلى مستوى التنفيذ، وشركة الإنتاج قدرت حجم المسئولية الخاصة بالمشروع، بالإضافة للدعم الذى قدمه جهاز المخابرات المصرية، فالجميع كان لديه رغبة فى تقديم عمل يليق باسم مصر، وبتاريخ الأعمال التى ذكرتها فى البداية. وأخيرا وحول تقديم «الجاسوس» بصورة درامية لا تثير التعاطف أو التبرير لسقوطه فى بئر الخيانة قال بأنه مع تلك المدرسة، لأنها تؤثر فى الناس ولكن يتم تقديمها بشكل درامى لأنه ليس فيلما وثائقيا لكن الهدف هو أن تصل القضية لأكبر عدد من الناس.