مي سمير تكتب: يوسف إسلام.. من عالم الموسيقى إلى الإسلام
الطريق إلى الإسلام
المغنى المثير للجدل.. حاول البعض ربطه بالتنظيمات الإرهابية
فى عام 1976 تعرض للغرق وصرخ: "يا إلهى، إذا أنقذتنى، سأعمل من أجلك" وأعلن إسلامه بعدها بعام
من واحد من أشهر الموسيقيين فى عالم موسيقى البوب والروك العالمية إلى عالم الإسلام والتدين، إنه يوسف إسلام المعروف باسم الشهرة يوسف إسلام أو يوسف كات ستيفنز وهو مغنى وكاتب أغانى بريطانى وعازف موسيقى. ويتكون أسلوبه الموسيقى من الموسيقى الشعبية والبوب والروك.
1- المغنى
ولد كات ستيفنز فى لندن فى يوليو 1948. والده قبرصى يونانى ووالدته سويدية، وانفصلا عندما كان عمره 8 سنوات. بحلول ذلك الوقت، كان قد زاد حبه لعزف البيانو، مما أثار اهتمامه بالموسيقى الذى سيستمر بقية حياته. ولكن عندما اكتشف موسيقى الروك أند رول عبر فرقة البيتلز، قرر الشاب ستيفن التقاط الجيتار وتعلم كيفية العزف، كما بدأ فى كتابة الأغانى.
التحق لفترة وجيزة بكلية هامرسميث، معتقدا أنه قد يجد مهنة فى مجال الرسم أو الفن. بحلول ذلك الوقت، كان يكتب الأغانى لعدة سنوات، لذلك كان من الطبيعى أن يبدأ فى تقديم أغانيه تحت الاسم المستعار ستيف آدامز. تم اكتشافه فى النهاية بواسطة شركة Decca Records وحقق نجاحًا كبيرًا فى بريطانيا بأغنيته «I Love My Dog» واشتهر باسم كات ستيفنز. وتوالت أغانيه الناجحة وألبوماته.
2- اعتناق الإسلام
بدأت رحلته الروحية التى أدت إلى الإسلام فى النهاية بنوبة خطيرة من مرض السل فى سن المراهقة. فى مستشفى فى ميدهورست ساسكس وعلى مدار ثلاثة أشهر، بدأ فى قراءة الأدب البوذى فى محاولة منه لمعرفة معنى الحياة. كما درس «الأديان الآسيوية مثل المهايانا وعلم الأعداد، وبطاقات التارو، وعلم التنجيم».
أثناء وجوده فى عطلة فى مراكش بالمغرب، انبهر ستيفنز بصوت الأذان، والذى تم شرحه له على أنه «موسيقى لله». قال ستيفنز: «فكرت، موسيقى لله؟ لم أسمع ذلك من قبل - لقد سمعت عن الموسيقى مقابل المال، والموسيقى من أجل الشهرة، والموسيقى من أجل القوة الشخصية، ولكن الموسيقى من أجل الله».
فى عام 1976، كاد ستيفنز أن يغرق قبالة سواحل ماليبو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، وقال إنه صرخ: «يا إلهى، إذا أنقذتنى، سأعمل من أجلك». وذكر أنه بعد ذلك مباشرة ظهرت موجة وساعدته على العودة إلى الشاطئ. كثف هذا الاقتراب من الموت سعيه الطويل إلى الحقيقة الروحية. بدأ ستيفنز فى الاقتراب من الإسلام فى تلك المرحلة، وكان شقيقه ديفيد جوردون، الذى اعتنق اليهودية، قد أهداه نسخة من القرآن كهدية عيد ميلاد من رحلة إلى القدس.
بعد كل هذه التجارب اقترب ستيفنز من الدين الإسلامى عن طريق القرآن، وهو يقول: «ما كنت لألتقط القرآن قط. لكنه أصبح البوابة. بعد عام لم أستطع كبح جماح نفسى. كان على أن أخضع».
فيما يتعلق بتحوله للدين الإسلامى، قال فى حديث صحفى عام 2006: «بالنسبة لبعض الناس، ربما بدا الأمر وكأنه قفزة هائلة، لكن بالنسبة لى، كانت خطوة تدريجية». وفى مقابلة مع مجلة رولينج ستون، أعاد تأكيد ذلك، قائلا: «لقد وجدت المنزل الروحى الذى كنت أبحث عنه طوال حياتى. وإذا كنت تستمع إلى موسيقاى وكلماتى، مثل «قطار السلام» و«على الطريق لاكتشاف»، يظهر بوضوح طريقى إلى الاتجاه والمسار الروحى الذى كنت أسير فيه».
كما أكد ستيفنز على أهمية الموسيقى فى حياته مرة أخرى: «إنه شىء صوفى لا يزال قائمًا. إنه شىء يتخلل عواطفنا وأرواحنا وأحيانا عقولنا. يتحرك جسمنا إليه. لم أكن أعرف إلى أين كنت ذاهبًا ولكن الموسيقى ساعدتنى فى الوصول إلى هناك».
اعتنق ستيفنز رسميا العقيدة الإسلامية فى 23 ديسمبر 1977، وأخذ اسم يوسف إسلام فى عام 1978. وذكر أنه «أحب اسم يوسف دائما» وانجذب بشكل خاص إلى قصة سيدنا يوسف فى القرآن.
أثار يوسف إسلام حالة من الجدل وحاول البعض ربطه بالتنظيمات الإرهابية. فى 21 سبتمبر 2004، كان إسلام على متن رحلة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز من لندن إلى واشنطن، وسافر لحضور اجتماع مع الفنانة الأمريكية دوللى بارتون، التى سجلت أغنية «قطار السلام» قبل عدة سنوات، وكانت تخطط لتضمين أغنية أخرى ليوسف إسلام فى ألبومها قادم.. أثناء تحليق الطائرة، تم وضع علامة على اسمه على أنه مدرج فى قائمة حظر الطيران. منعت السلطات الأمريكية يوسف إسلام من الدخول وأُعيد جوا إلى المملكة المتحدة.
وزعم متحدث باسم وزارة الأمن الداخلى أن هناك «مخاوف بشأن العلاقات التى قد تكون لديه بأنشطة محتملة مرتبطة بالإرهاب»
فى أكتوبر 2004، أعربت صحيفة ذا صن وصنداى تايمز عن دعمهما لاستبعاد يوسف من الولايات المتحدة وزعمت أنه كان يدعم الإرهاب. رفع يوسف إسلام دعوى قضائية بتهمة التشهير وتلقى تسوية مالية خارج المحكمة من الصحف، حيث نشرت كلتاهما بيانات اعتذارًا تفيد بأنه لم يدعم الإرهاب أبدا وذكر أنه حصل مؤخرا على جائزة رجل السلام من القمة العالمية لجائزة نوبل للسلام.
جدير بالذكر أنه فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر، أصدر بياناً «أعرب فيه عن رعبه من الهجمات على الأبرياء فى الولايات المتحدة». كما ذكر أنه «لا يوجد مسلم يفكر بشكل صحيح يمكن أن يتغاضى عن مثل هذه الأفعال».
تخصص يوسف إسلام فى تقديم الأغانى الدينية، وفى عام 1995 قدم ألبومه (حياة النبى الأخير) يحتوى على 66 دقيقة من التعليق الصوتى عن حياة الرسول بالإضافة إلى ثلاث أغنيات إسلامية تقليدية. لكن فى مارس 2006، قدم أول ألبوم بوب جديد له منذ عام 1978 وكان يحمل عنوان «فنجان آخر».