"نشر سورة غافر وفطر مع شقيقاته".. اللحظات الأخيرة في حياة النقيب مصطفى خليل
كعادته صباح كل يوم مع حلول الشهر المبارك خرج النقيب مصطفى خليل من مسكنه بمدينة حدائق أكتوبر، ليتوجه إلى عمله كـ"ضابط بفرقة شمال أكتوبر".
وكُلف الضابط صباح أمس الجمعة، بتأمين مبنى كنيسة الملاك ميخائيل بمركز كرداسة، ليتوجه إلى مقرها، وفور انتهائه من خدمته، في حوالي الساعة السادسة مساءً، عاد إلى مسكنه مجددًا لتناول وجبة الإفطار رفقة شقيقاته، نظرا لظروف حجز والديه بأحد المستشفيات لإصابتهما بفيروس كورونا.
دقائق معدودة قبل رفع أذان صلاة المغرب، ووصل الشقيق الوحيد لـ" 3 بنات"، إلى مسكنه، ليتوجه إلى غرفته لتبديل ملابسه، ثم جلس رفقة شقيقاته لتناول الإفطار بعد رفع الأذان، ثم عاد للجلوس رفقتهن بضع دقائق، وكأنه يودعهن، ليتوفى إثر تعرضه لأزمة قلبية.
في بادئ الأمر، ظنت الفتيات إصابة شقيقهن بحالة إغماء، لكن محاولاتهن لإيفاقه باءت بالفشل، وبتوقيع الكشف الطبي عليه، أخبرهن الطبيب بوفاته إثر تعرضه لأزمة قلبية.
سرعان ما انتشر خبر وفاة النقيب مصطفى خليل، بين زملائه بقطاع أمن الجيزة، كـ' سرعة البرق'، واتشحت صفحاتهم بالسواد حزنا على وفاة زميلهم، ومنهم من نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، صورا لزميله المتوفي، داعيا له بالمغفرة والرحمة، ومنهم من نشر أدعية له، ومنهم من تذكر آخر حديث أو لقاء جمعه به قبل وفاته، لكن خبر وفاة الضابط لم يصل إلى والديه، لسوء حالتهما الصحية.
تخرج ابن مركز القوصية التابعة لمحافظة أسيوط، من كلية الشرطة عام 2017، وبدأ حياته المهنية بقطاع أمن الجيزة، وعمل ضابط نظام بقسم شرطة بولاق الدكرور، وفي شهر ديسمبر الماضي حصل على حصل على فرقة بحث، ليتم ندبه في شهر يناير للعمل كـ" ضابط بفرقة كرداسة ومنشأة القناطر".
النقيب مصطفى خليل الابن الوحيد وسط 3 بنات لـ "والده الدكتور خليل عبد العال عميد كلية دار العلوم بجامعة الفيوم السابق".
قبل ساعات معدودة من وفاة الضابط الذي حظى بحب وعرفان زملائه، نشر بعض المنشورات الدينية حيث شارك "ستوري" عبارة عن آية قرآنية من سورة غافر هي، " غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)"، كما نشر دعاء للمتوفين وذلك قبل وفاته ببعض أيام قائلا " كانوا هنا ينتظرون شهر رمضان الكريم.. واليوم ينتظرون أبسط الدعوات منا ليسعدوا بها في قبورهم.. اللهم أرحم كل من رحلوا عنا".
وشيعت جنازة الراحل إلى مثواه الأخير، صباح اليوم السبت بمقابر العائلة بمركز القوصية التابعة لمحافظة أسيوط، وسط حضور عائلته وأصدقائه، وأهالي قريته.