في الجمعة العظيمة.. بماذا شعر المسيح على خشبة الصليب؟

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال القس يوساب عزت أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس في الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية: "أراد السيد المسيح أن يحتفظ بعلامات وآثار وجراحات الصليب، هو إبقاها وحفظها في جسده لتكون سر شفاء لكل من يتلامس معها لقد كانت جرحات المسيح هي علاج لضعفات وسقطات التلاميذ فجراح المسامير هي التي أنقذتنا من الألم"، فجراحات المسيح هي:

(١) علامة حبه الأبدي
(٢) علامة خلاصه المستمر.
(٣) علامات الخدمة والعطاء.

وتابع يوساب في تصريحات خاصة لبوابة الفجر: "لقد نطق السيد المسيح سبع كلمات، لفظ بها على الصليب، فى آلامه… وكانت كلها حياة.. لنا ولم يتكلم أثناء المحاكمات، ولا أثناء التعذيب والاستهزاء إلا نادرا. كان يغلب عليه الصمت … لقد تنازل عن حقه الخاص، وكرامته الخاصة. " فالمحبة لا تطلب ما لنفسها " (1كو5:13)، أما على الصليب، فتكلم، حين وجب الكلام. تكلم من أجلنا، لنفعنا وخلاصنا. وكان لكل كلمة هدف ومعنى". 

وأضاف: "ولكل كلمة تأثير.. وسندخل في أعماق كل هذا بعد حين.. على أننا نلاحظ على كلماته بوجه عام عدة ملاحظات، منها: نلاحظ فى كلمات المسيح على الصليب عنصر العطاء.. عجيب أنه- وهو على الصليب- في مظهر الضعف والانهزام كان يعطى.. أعطى لصالبيه المغفرة، وأعطى للص اليمين الفردوس، وأعطى للعذراء ابنًا روحيًا ورعاية واهتماما، وأعطى ليوحنا الحبيب بركة العذراء في بيته.. وأعطى للآب ثمن العدل الإلهي الذي يتطلبه، وأعطى للبشرية كفارة وفداء وأعطانا أيضا اطمئنانا على تمام عمل الخلاص… أعطى لكل أحد. وهو الذي لم يعطه أحد شيئا… قدم للبشر كل هذا، في الوقت الذي لم يقدموا له فيه سوى مرارة وخل…".

واستكمل: "وكلمات المسيح السبع، كان أولها وآخرها موجها إلى الآب كانت خاصة بالمغفرة والرعاية وكلماته الأربع الأخيرة كانت إعلانات لعمل الفداء وإتمامه: فعبارة "إلهى لماذا تركتني أن الآب قد تركه ليدفع ثمن الفداء وتعني آلامه النفسية من جهة تحمل غضب الله على خطايا البشر، وعبارة "أنا عطشان " تعني إعلانا للآلام الجسدية من أجل البشر، وكلا العبارتين تعنيان أنه يدفع الثمن، وعبارة " قد أكمل " فيها طمأنه للإنسان أن الثمن قد دفع. وعبارة " في يديك أستودع روحي" تعنى الموت ثمن الخطية، وبه يكون قد تم الخلاص".

وتابع: "في كلمته الأولى أعطانا تعليما عمليا عن التسامح والمغفرة، ومحبة الأعداء… وفي كلمته الأخيرة " في يديك أستودع روحي"، أعطانا تعليما عن خلود النفس، وانتقال الروح البارة بعد الموت آلي الله ووفى كلمته الثالثة أعطانا تعليما عن الرعاية الحقة، وعن التنفيذ الصادق العملي للوصية الخامسة… بإكرامه لأمه…".

وأختتم: وعبارة "يا أبتاه أغفر لهم" قالها وهو منتهى الألم الجسماني كان حقا في عمق الألم من هؤلاء الذين يطلب لهم الغفران!.. ولكن محبته لهم، كانت أكثر من عداوتهم له، عداوتهم التي لا توصف، من عمق بشاعته ومع ذلك لم يطلب لهم الغفران فقط.