"مطارات العصور الوسطى".. دراسة تكشف عن البريد الجوي منذ 900 عام
كشفت دراسة جديدة للباحثة آية وليد باحثة ماجستير عن البريد في العصور الإسلامية حيث ألقت الضوء على البريد الجوى وحكايات الحمام الزاجل
وتشير الباحثة إلى أن البريد الجوي في العصور الإسلامية كان يتم عن طريق "رسائل الحمام الزاجل" أو "بطائق الحمام" وأُطلق عليه هذا الاسم؛ لأنه كان يحمل الرسائل الصغيرة، وهذا الحمام يشتهر بسرعة الطيران واستخدمت الطيور في حمل الرسائل منذ عصر سيدنا نوح عليه السلام، عندما أرسل حمامة من الفلك أثناء الطوفان فعادت إليه بغصن من شجر الزيتون في منقارها.
ومن ناحيته قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، إن رسائل الحمام الزاجل وسيلة من وسائل المخابرة، وكان له شأن عظيم، وكان يُرسل من أبراج القلعة في العصر الأيوبي، وكان بقلعة الجبل بالقاهرة أقدم مطار وهو "برج المطار" الذي كان يُرسل منه الحمام، وقد بلغ عدد الحمام المستخدم لهذه الغاية فيها ألف وتسعمائة طائر، وكان لها عمال يناط بهم أمر العناية بها.
وكان بكل مركز برج للحمام في سائر أنحاء المملكة بمصر والشام والعراق، ومن أسوان إلى الفرات، كما كانت في الثغور والطرقات الشامية والمصرية، وجميعها تُدرج وتنقل من القلعة إلى سائر الجهات.
ونوه ريحان من خلال الدراسة إلى كيفية التراسل بالحمام فكانت الرسائل تُشد تحت جناح الطائر أو إلى ذيله، ولزيادة الثقة كانت تكتب الرسالة مرتين وتُرسلان مع طائرين تُطلق أحدهما بعد ساعتين من إطلاق الأخرى حتى إذا ضلت إحداهما الطريق أو قتلت أو افترستها أحد الجوارح أمكن الاعتماد على الأخرى، وجرت العادة على ألا يُطلق الحمام في الجو الماطر ولا يُطلق قبل تغذيته التغذية الكافية.
وبالنسبة للترسل الحربي بواسطة الحمام الزاجل فقد اتبع الأقدمون طريقة وضع الرسالة ضمن كيس من الجلد الرقيق أو ضمن قارورة من الورق الذهبي لحفظ الرسالة من العوارض الجوية وتُعلق بالعنق أو القدمين، أما المتأخرون فيضع بعضهم الرسالة ضمن غلاف صغير من الورق ويعلقونها في عنق الحمامة وبعضهم يضعها في جوف ريشه، وهذه الطريقة أكثر سرية.
وأكد ريحان على اكتشاف أحد أبراج الحمام الزاجل في طريق مصر السويس وبرج شهير بقلعة صلاح الدين الأيوبي في جزيرة فرعون بطابا وقد عُثر به على بيوت الحمام "بناني الحمام" وعُثر بها على بقايا حبوب من طعام الحمام وبقايا رسائل فى حفائر القلعة عام 1988م.