شيخ الأزهر: كون الثوابت الدينية تستعصى على العقل لا يعني أنها تناقضه (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، إنه كون الثوابت الدينية كالعبادات تستعصى على البحث العقلي لا يعني أنها تعارض أحكام العقل وتناقضه، وأن الإنسان يكون مخاطب بالإيمان بالمستحيلات، فهناك فرق بين التكليف بأمور مستحيلة في ذواتها وبين أمور معقولة في أنفسها، مؤكدًا أن الأمور المستحيلة لا يقع التكليف بها، بخلاف الأمور التي يدرك العقل أسبابها وأسرارها.

وأضاف "الطيب"، خلال تقديمه برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن الإسلام وجميع الأديان لا تطلب من الإنسان أن يؤمن بما يرفضه عقله أو أن يصدق ما يستحيل تصديقه، وإنما تُخاطبه بالإيمان بأمور قد يستبعدها العقل، ومن هذا مخاطبة الأديان للإنسان ومطالبته بالإيمان بالحياة بعد الموت وبالثواب والعقاب والجنة والنار مما يسمى بالسمعيات أو الأخرويات، وكذلك الإيمان بمعجزات الأنبياء.

وتابع شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، أن القرآن الكريم يفصل الأحكام في القضايا الدائمة وفي الثوابت التي لا تتغير مثل الإيمان والعبادات والأخلاق، ويجملها في المجالات المتحولة في صورة قواعد كلية وأصول عامة ومقاصد عليا، مستدلًا على ذلك بذكر الصلاة في أكثر من 70 موضعًا بالقرآن الكريم، مقابل ما ورد فيه من تشريعات في عقد البيع والذي لم يرد بشأنه سوى 4 أحكام فقط، مشددًا على أن الثنائية الواضحة بين الثوابت والمتغيرات هي التي مكنت شريعة الإسلام من قيادة الامة الإسلامية قرابة 13 قرن من الزمان، ومرونة هذه الشريعة هي التي حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة والصمود حتى يومنا هذا.