"مروا من هنا".. أنبياء وقديسين في الديانات الثلاثة عبروا سيناء
تُعد سيناء من أشرف وأجل بقاع الأرض قاطبة، ولا توجد بقعة في العالم تمتعت بالشهرة التي حظيت بها سيناء عبر العصور.
ومن ناحيته قال مجدي شاكر كبير أثريين في تصريحات إلى الفجر، إن سيناء تتميز لدى أهل الأديان السماوية حيث تتمتع بأهمية روحية رفيعة لديهم جمعيًا، ويندر أن توجد بقعة في العالم تحظي بحب كبير لدى أهل القرآن والإنجيل والتوراة.
فعلى ساحاتها سار أبو الأنبياء إبراهيم وزوجته سارة وعبرها يوسف الصديق ثم أبيه يعقوب وإخوته أثناء دخولهم إلى مصر وعبرها واستقر بها موسى الكليم وبني إسرائيل عند هربوهم من اضطهاد فرعون وعبرتها العائلة المقدسة في طريق هروبها لمصر من هيردوس الحاكم اليهودي الروماني.
واحتمى بها المسحيين الأوائل في عصور الاضطهاد وعبرها عمرو بن العاص والجيوش الإسلامية عند الفتح الإسلامي لمصر وأفريقيا، وهي الطريق الذي سلكه صلاح الدين الأيوبي لطرد الصلبيين من سوريا وفلسطين.
كما شهدت قدوم أحفاد رسول الله محمد مثل السيدة زينب وسكينة وغيرهم حيث استقر بعضهم ودفنوا في مصر، وكانت طريقا للحج طوال أربعة قرون.
جبل الطور
وتابع شاكر، هذا الجبل في سيناء هو المكان المقدس الذي ذكره الله تعالى في القرآن الكريم إحدى عشر مرة، وهو تكريم لم تحظ به أي بقعة أخرى على سطح الأرض، حيث حدثت فيه أن رفعه الله تعالى فوق بنى إسرائيل عندما جادلوا سيدنا موسى عليه السلام، وعاندوه وظل الجبل فوقهم كأنه سحابة ينتظر أوامر الله لينطبق عليهم.
وتلقى عنده موسى ألواح الشريعة وسمي بجبل الطور وجبل موسى وجبل الشريعة وحوريب والأقرب جبل سربال، بجانب أن بها المكان الذي كلم الله فيه موسى وتلقى عنده موسى ألواح الشريعة وكذلك المكان الذي انفجرت فيه اثنتي عشر عينا، والمكان الذي دك الله تعالى فيه الجبل فخر موسى صعقًا (سورة الأعراف أية١٤٣).
وربما المكان الذي أنقسم لقسمين عندما هرب هو وقومه من فرعون وغرق فرعون فيه (سورة الشعراء أية ٦٣_٦٨) وبها كثير من الأماكن التي تحمل بعض الأسماء التي لها دلالة من قصة سيدنا موسى وفرعون مثل، عيون موسى، وحمام فرعون، وهضبة التيه، وجبل المناجاة، والوادي المقدس طوى.