مى سمير تكتب: سايمون كوليس.. الدبلوماسى البريـطانى الذى أدى فرضة الحج واعتزل الحياة العامة

منذ انضمامه إلى وزارة الخارجية وشئون الكومنولث فى المملكة المتحدة، عمل  سايمون بول كوليس الدبلوماسى البريطانى بشكل أساسى فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا. على مدار سنوات طويلة ظل يسمع صوت الأذان خمس مرات يوميا، وأخيرا تسلل الإسلام إليه ليعلن إسلامه وهو يشغل منصب سفير بريطانيا فى السعودية ويصبح أول سفير فى تاريخ المملكة المتحدة يؤدى فريضة الحج أثناء قيامه بعمله. 

1- سعادة السفير 

سايمون بول كوليس من مواليد 23 فبراير 1956، هو دبلوماسى بريطانى سابقا سفير للعديد من دول الشرق الأوسط بفضل إجادته التامة للغة العربية، تلقى كوليس تعليمه فى مدرسة الملك إدوارد السابع، شيفيلد، من عام 1967 حتى عام 1973 وفى كلية المسيح، كامبريدج. انضم إلى السلك الدبلوماسى البريطانى فى عام 1978 وشغل أول منصب له كسكرتير ثان فى البحرين من 1981 إلى 1984.

من 1984 إلى 1986 شغل منصب المتحدث باسم الشرق الأوسط فى قسم الأخبار فى وزارة الخارجية وشئون الكومنولث. فى عام 1986 خدم على نحو مؤقت فى بعثة المملكة المتحدة فى نيويورك. ومن 1987 إلى 1988 كان رئيس قسم الهند فى قسم جنوب آسيا. من 1988-1990 كان نائب رئيس البعثة فى تونس. وفى الفترة من 1990-1991 كان فى وحدة طوارئ حرب الخليج. من 1991-1994 شغل منصب السكرتير الأول فى نيودلهى، الهند.

من 1994-1996 كان نائب رئيس قسم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. من 1996-1999 كان نائب رئيس البعثة فى عمان، الأردن. ومن 1999-2000 تمت إعارته إلى للعمل فى شركة بى بى، وتُعرف فى السابق باسمِ بريتيش بتروليوم، وهى شركة بريطانية تعتبر ثالث أكبر شركة نفط خاصة فى العالم بعد إكسون موبيل وشل. ومن 2000 إلى 2004 كان القنصل العام فى دبى، الإمارات العربية المتحدة.

شغل منصب القنصل العام فى البصرة بين عامى 2004 و2005. وكان سفيرا لبريطانيا فى قطر 2005-2007، وسفير بريطانيا فى سوريا 2007-2012. غادر سوريا فى فبراير 2012، بعد أن سحبت الحكومة البريطانية موظفيها هناك، وكان سفير بريطانيا فى العراق من 2012 حتى سبتمبر 2014، ثم قدم أوراق اعتماده كسفير بريطانى فى المملكة العربية السعودية فى 3 فبراير 2015.

تم منح كوليس وسام القديس مايكل وسانت جورج عام 2014 تكريما لخدماته للمصالح البريطانية فى العراق وسوريا.

2- إعلان إسلامه

فى عام 2016، أصبح كوليس سفير بريطانيا فى المملكة العربية السعودية أول سفير بريطانى يؤدى فريضة الحج أثناء قيامه بواجبه فى المملكة. وقد نشرت الناشطة السعودية فوزية البكر على موقع توتير صورًا لسايمون كوليس مع زوجته هدى مجركش بملابس الإحرام أثناء تأدية شعائر الحج. وكتبت فى تغريدة: «أول سفير بريطانى لدى المملكة يؤدى فريضة الحج بعد اعتناق الإسلام، سايمون كوليس مع زوجته هدى فى مكة».  ورد الدبلوماسى وزوجته على التدوينة وشكروا الناشطة النسائية على مشاركتها للأخبار.

وعبر تغريدة، هنأته الأميرة السعودية بسمة بنت سعود، وكتبت: «سفير المملكة المتحدة فى المملكة، ألف مبروك وسعى مشكور وذنب مغفور إن شاء الله». كما كتبت تغريدة موجهة لزوجته، وفيها: «ألف مبروك حجة هدى، لك منى كل تقدير». ورد السفير وقال: «الله يبارك فيك سمو الأميرة بسمة».

وتوالت التهانى عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعى تويتر مما دفعه لنشر تغريدة كتب فيها: «وباختصار أنا أسلمت بعد 30 عاما من البقاء بمجتمعات مسلمة وقبيل الزواج من هدى». تزوج كوليس من هدى المجرقش وهى سورية مسلمة وله منها 5 أبناء.

فى رسالة بمناسبة اليوم العالمى لحرية الدين والاعتقاد عام 2019، نشر كوليس رسالة على موقع الحكومة البريطانية كشف خلالها جزءًا عن رحلته مع الدين الإسلامى.

كتب كوليس: «على مدار الخمس سنوات الماضية، كان من دواعى الشرف أن أقوم بالخدمة فى منصب سفير صاحبة الجلالة البريطانية لدى المملكة العربية السعودية،وهى الدولة التى تعد موطنا لأكثر مكانيين قدسية للحج فى الإسلام. إذ ترحب المملكة العربية السعودية كل عام بملايين الحجاج ممن يزورون المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة ومنهم ما يزيد عن 125 ألف مواطن بريطانى. يعد الإسلام إلى جانب الديانات الأخرى جزءًا مما يحدد نسيج بريطانيا المعاصرة ونسيجها الثرى من الأديان والمعتقدات. وفى المملكة المتحدة، يوجد 73 طائفة من الإسلام، وما يزيد عن 3000 مسجد حيث إن التنوع يعد أمرا قويا وجزءًا من هويتنا الوطنية».

وأضاف الدبلوماسى البريطانى: «يعد الإسلام دينا يعلم فضائل الوئام والتسامح والتنوع. وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإلقاء الضوء على قيم السلام والتسامح ضمن كلمته التى ألقاها فى نهاية شهر رمضان المبارك. وخلال الخمس سنوات التى قضيتها هنا، يمكننى القول بأن العيد فى المملكة العربية السعودية هو مناسبة رائعة للوئام والتضامن والتسامح والسعادة». «كما أكد سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان على قيم التعايش والاحترام بين الشعوب من مختلف الثقافات والأديان».

وختاما أشار الدبلوماسى الذى أعلن إسلامه: «يعد اليوم العالمى لحرية الدين أو المعتقد تذكيرا لنا جميعا بتعزيز التعايش والاحترام بين الشعوب من مختلف الثقافات والأديان. فنحن لا نقوم بهذا الجهد ليس فقط لأن الحق فى حرية الدين أو المعتقد يعد مبدأ يستحق الدفاع عنه فحسب بل أيضا بسبب إيماننا بأن المجتمعات التى تتمتع شعوبها بالحرية فى ممارسة إيمانهم أو معتقداتهم تعد فى طبيعتها أكثر استقرارًا وازدهارا».

فى عام 2020، تقاعد كوليس من العمل كسفير فى المملكة العربية السعودية ومن السلك الدبلوماسى.