موسم هروب القطيع

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


رحلة فرار 6 آلاف إخوانى من الفيوم إلى ماليزيا وجنوب إفريقيا 

شباب الجماعة فى ذعر بعد تنصل القيادات

لا يستقر الإخوان فى مكان واحد بل كتب عليهم أن يصبحوا مشردين فى الأرض لا وطن ولا أرض ترضى سكنتهم، فبعد أيام من بداية المصالحة بين تركيا ومصر والتى تسعى الحكومة التركية لبذل جهودها للحفاظ على مصالحها مع مصر، أصبح الوطن البديل لجماعة الإخوان لا يطيق بقاءهم وبدأ أغلبهم يشعر أنه حصد نتيجة جريمته بعد أن لفظهم جميع من كان يحتويهم ويجعل من قضيتهم ملفه الأساسى حتى انكشفت الغمة وبدأت تتصالح المصالح وفهم الجميع وعلى رأسهم شباب الجماعة أن دولاً كثيرة تاجرت بقضيتهم حتى قضت مصالحها ليجدوا من خلال سفارات تركيا وقطر والسودان أنهم غير مرحب بهم أو بممارسة أنشطة تتعلق برأيهم السياسى.

كما تصاعدت لهجة الإنذار بضرورة مغادرتهم البلاد بعد سنوات من مساعدتهم ومنحهم أوراقًا ثبوتية مؤقتة، الأمر الذى دعا الإخوان الهاربين من الفيوم وبنى سويف لطلب أموال من أهلهم حتى يتسنى لهم الهروب لدول أخرى بعد أن طالبتهم تركيا بتحديد أنشطتهم وإقامتهم ووقف أعمالهم السياسية.

الغريب أن كبار قيادات الجماعة الإرهابية بمحافظتى الفيوم وبنى سويف الهاربين إلى قطر وتركيا اتبعوا سبيل فكر الجماعة وفكروا فى أنفسهم فقط ومنهم من سافر للندن وإسبانيا وعلى رأسهم أحمد عبد الرحمن أمين حزب الحرية والعدالة المنحل، والذى ترك استثمارات بالمحافظة تتجاوز 30 مليون جنيه متمثلة فى شقق وأراض و3 مستشفيات خاصة كانت تعمل لصالح الإخوان، كما هرب حمدى طه نائب الإخوان ومعه آخرون لفنزويلا وماليزيا تمهيدا لإعادة نشاطهم بمكان أخر بعد أن لفظتهم تركيا.

وسريعا ما ترك قيادات الإخوان أكثر من 6 آلاف شاب من الجماعة يواجهون التشريد والقبض عليهم لترحيلهم، وبدأت اتهامات متبادلة بين شباب وقيادات الجماعة بسبب أنهم أمام معارك وتشريد يهدد وجودهم وتسليمهم للحكومة المصرية.

وفى العديد من قرى الفيوم يتم الآن جمع أموال من بعض أسر هؤلاء الشباب المحكوم عليهم بالسجن لمدد تتراوح من 7 سنوات حتى المؤبد غيابيا لبدء انتقالهم من تركيا، حيث إن التعاقد مع مكاتب لسفرهم عبر سماسرة الطريقة الأخيرة أمامهم الآن.

ولأن الأوضاع فى ليبيا غير مستقرة، هرب بعضهم للسودان ومع تقارب البلدين فى الفترة الأخيرة واجه الإخوان بالسودان أزمة فخرجوا هاربين بعد أن أصبحت السودان ليست ارضا خصبة لوجودهم، مما جعلهم يفكرون فى الهروب فى ظل أزماتهم الاقتصادية وتفككهم الأسرى لجنوب إفريقيا.

فى الفيوم أكثر من 4 آلاف حكم بحبس شباب من قرى مطرطارس وزاوية الكرادسة وأبوالسعود واللاهون وهوارة المقطع وسنرو، بسبب قضايا متعلقة بانتمائهم لجماعة الإخوان، أكثر تلك الأحكام غيابية لهروب المحكوم عليهم وسفرهم للسودان لكن عبر تحويل أسرهم بالفيوم أموالاً لهم سافر أبناء الجماعة بالفيوم لدول الكونغو وتشاد ومنهم من ذهب لتنزانيا وجنوب إفريقيا، ومنهم من يحاول السفر لماليزيا وإندونيسيا عبر شركات سفر بحجة الدراسة والتعليم.

كذلك أبناء الجماعة الإرهابية ببنى سويف أغلب المحكوم عليهم من الهاربين حيث صدرت أحكام غيابية بحق قرابة 1300متهم من الإخوان أغلبهم من قرى أبوشربان والمعصرة وقرية بنى قاسم والكوم الأحمر فى قضايا كبرى منها قضية أحداث عنف بنى سويف والمتهم فيها كبرى قيادات الجماعة هناك منهم نهاد القاسم أمين حزب الحرية والعدالة ببنى سويف وسيد هيكل النائب الإخوانى ومرشد الجماعة محمد بديع ابن محافظة بنى سويف.

مصادر مقربة من أسر هؤلاء الهاربين قالت لنا إن لجوء بعض الشباب الهارب من أحكام قضائية لجنوب إفريقيا وتنزانيا نتيجة عدم وجود ضغوط سياسية مع الإخوان هناك خاصة أن فى جنوب إفريقيا حريات افضل من السودان ولا تتم ملاحقتهم أمنيا، كما أن هناك تنسيقًا بين الرابطة العالمية للإخوان وعدد من المؤسسات بجنوب إفريقيا قائم للآن فكان التوجيه لاحتواء شباب الجماعة الفارين من السودان لجنوب إفريقيا وتنزانيا.

الوضع الآن يؤكد أن الجماعة تشردت فى عدة دول بسبب تفكيك التواصل بينهم بعد هروب القيادات الإخوانية لدول من بينها إسبانيا وبريطانيا حتى أصبح اغلب القيادات التى كانت تتواصل معهم عبر الإنترنت أغلقت صفحاتها بسبب أزمة التصالح الأخيرة تاركين الشباب ورجال الجماعة فى مهب الريح وبين قبضة الأمن تمهيدا لتسليمهم أو الهروب بطرق غير شرعية.