«الفجر» تحقق من موقع الحادث.. حكايات الدم والموت فى حادث قطار طوخ

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


ما يزيد على ٥٠ سيارة إسعاف ضختها مستشفيات القليوبية وهيئة الإسعاف على مدار نحو أربع ساعات من الصيام أعقبها خمس ساعات أخرى لجمع مصابين وأشلاء وجثث ضحايا حادث «قطار المنصورة» المكيف عقب انحراف جزء منه عن مساره بمنطقة «سندنهور» التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية.

ساعات الإنقاذ حضرنا منها ٤ ساعات حتى الثامنة مساءً وبدأنا فى رحلة البحث عن مصابين وضحايا الحادث، فرغم مرور كل تلك الساعات لم يصدر وقتها بيان بحصر ضحايا ومصابى الحادث بشكل لحظى.

خلال الوقت المنصرم بجوار القطار المنكوب ومساعدات أهالى القرية المجاورة لانتشال مصابين وجمع أشلاء الضحايا، كانت لـ«الفجر» عدد من الملاحظات التى رصدتها على مدار أربع ساعات إنقاذ، بداية من وقوع الحادث حتى البيان الأول لوزارة النقل نهاية بوصول الفريق كامل الوزيرى وزير النقل.

خرج القطار رقم 949 المميز، المتجه من القاهرة إلى المنصورة عن القضبان قرب مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، لتكون الحادثة الثانية بنفس الشكل خلال يومين فقط الأولى وقعت فى نطاق مدينة منيا القمح بعد خروج قطار عن القضبان بدون وقوع ضحايا.

لتمضى ساعات ويتكرر السيناريو لكن بوقوع إصابات وضحايا بشكل كبير ليعد الحادث الأكبر فى منظومة السكة الحديد خلال أقل من ثلاثين يوما.

أثناء عمليات الإنقاذ تحدثنا مع أهالى المصابين المتواجدين بنحو ٣٠ سيارة ملاكى تجاور شريط السكة الحديد، كانت بينهم إحدى الأمهات التى علمت أن ولديها كانا فى القطار ظلت تنادى مدة طويلة دون أن تتحدث مع أحد فقط تنتظر خروجهما من القطار أملا أن يكونا أحياء. ظلت أكياس الأشلاء تخرج أمام وقفتها وهى فى حيرة وقتها نصحها رجال الإسعاف بالتوجه إلى مستشفى بنها الجامعى وهناك يتجمع المصابون والضحايا لتحاول البحث فيهم، وبعد مرور نحو أربع ساعات من وقوع الحادث وصل وزير النقل وسط حراسته الشخصية.

1- مشاهد من الكارثة

قبل وصول الوزير بنحو ساعتين كان أهم مشاهد «جدعنة المصريين» حيث قام عدد من أهالى القرى المجاورة لموقع الحادث بتجميع مجموعات من الشباب للمشاركة فى الإنقاذ وإطلاق ونداءات على مواقع التواصل الاجتماعى للتبرع بالدم للحالات المصابة. قبل وصول الوزير بدقائق وصل أحد الأوناش محمل على شاسيه سيارة للمشاركة فى الإنقاذ وقبل الشروع فى عمله وقع على إحدى سيارات الشرطة وتمكنت محاولات دامت نصف ساعة من إزاحته وبدأ بالعمل مع أوناش السكة الحديد الأخرى. وظهر أول بيان لوزارة الصحة عن مصابين الحادث وعدد الضحايا عقب ساعتين من وقوع الحادث، ذكرت فيه إصابة 97 مواطنًا فى حادث قطار (القاهرة - المنصورة) بمدينة طوخ، محافظة القليوبية، وبعد نحو أربع ساعات من البيان ظهر الثانى، ولم يرتفع عدد المصابين فيه سوى بواحد ليصل الى ٩٨ مصابًا ووفاة ١١ شخصًا.

2- مشرحة قليوب 

اختفت أم الولدين متجهة للبحث فى المستشفيات كما وجهها رجال الإسعاف، وفى توقيت إصدار بيان الصحة الثانى غادرنا موقع الحادث واتجهنا كما اتجهت السيدة، قاصدين المستشفى.

دخلنا بصفة غير صحفية باعتبار أننا أقارب أحد المصابين ونبحث عنه، فتح لنا كشف الذى ضم ١٥ مصابًا خرجوا من الحادث وسط حالة من التكتم على الأعداد قال لنا أحد العاملين بالمستشفى إن هناك نحو ١١ حالة وفاة وصلوا إلى المستشفى من الحادث، بعدها اتجهنا إلى المشرحة التى تجاور المستشفى هناك ميزت الصوت جيدا ولكنه نحيب تلك السيدة التى سبقتنا إلى المستشفى لعلمها بوفاة ابنيها، تمكنا من دخول المشرحة بعد عبورنا على عدد غفير من ذوى الضحايا يبحثون عن أبنائهم. تواجدنا فى توقيت معاينة النيابة للجثث فى المشرحة، فور دخولنا من الباب وجدنا أمامنا «كيسين» بهما أشلاء وفى نهاية المشرحة وجدنا 7 أكياس لجثث يقف أمامها الطب الشرعى والنيابة لمعاينتها. وقتها أخرج العامون الأهالى والحراسة لوجود تزاحم، يشتت العاملين على فحص الجثث وبدأت معاينتها وكتابة معاينة عامة على شكل الجثث وأجاب أحد العاملين بالمشرحة على سؤال  وكيل النيابة عن الجثث بأن أحدها لا يحمل ملامح والآخرون مشوهون نافيا أن أحدهم مات أثر حريق.