اليوم الـ 13 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر


الفصل الثانى: مناطق النفوذ والحدود/المساحات الخاصة بكل فرد

*تابع/العوامل الثقافيّة المُؤثّرة فى مسافات المساحات الخاصة:

فى المؤتمرات الكبيرة عادةً ما يقوم الأمريكيون بالإحتفاظ بمسافة من نصف متر إلى متر وعدة سنتيمترات، ويظلون واقفين فى نفس البقعة التى يقفون عليها دون أن يتحركو.

*عند مُراقبة لقاء بين أمريكى ويابانى وُجد أن كليهما يبدآن وببطء فى التحرك فى الغرفة أثناء تحدثهما معاً، فبينما يتراجع الأمريكى للوراء ليواصل الإحتفاظ بمساحته الإجتماعية المُناسبة يستمر اليابانى فى التقدم للأمام محاولاً التقرب من الأمريكى ، اليابانى بقامته القصيرة يظل محاولاً ضبط مسافته الإجتماعية المُتناسبة مع قامته الجسدية والمُناسبة لثقافته اليابانية ، لذا فإنه يقوم بغير قصد بالإعتداء على حدود الأمريكى الإجتماعية ورُبّما حاول غزو مساحته الحساسة الخاصة مُجبِراً الأمريكى على التراجع للوراء ليضبط الأمريكى مسافته هو الآخر المُنَاسِبَة لطول قامته والمُنَاسِبَة لثقافته !

*أظهر تسجيل فيديو لهذه الظاهرة بين أمريكى ويابانى وبالسرعة العالية، أظهر أن كلاهما كأنهما فى مشهد راقص فى المُؤتمر واليابانى هو من يأخذ بزمام الرقصة ، إتضح أنه وخلال المفاوضات التجارية فإن كلاً من الأسيوين والأمريكيين ينظر كلاهما للآخر بعين الرّيبة ، فالأمريكيين ينظرون للأسيويين على أنهم إنتهازيون ويدفعون الأمريكان دفعاً للمُوافقة على طلباتهم ، بينما ينظر الأسيويّون للأمريكيين على أنهم باردون ومُتحفظون ولا يهتمون بحرارة المشاعر الإنسانية.

*إن الجهل بالفروق الثقافية فى المساحات الخاصة عند كل شعب يمكن أن يُؤدى بكل سهولة إلى سُوء الفهم وإفتراضات وإستنتاجات غير دقيقة لدى كل شعب تجاه الشعب الآخر ، إن قابل رجلٌ من شعب إمرأة من شعبٍ مُختلف فإنه حتماً سيحاول الوقوف أمامها بالمسافة التى تفرضها عليه ثقافة بلاده ، بينما قد تكون هذه الثقافة/ الأسلوب /المساحة تعتبر غزواً لمساحتها الحسّاسة وتعتبر أن هذا الرجل رُبّما يحاول التحرّش بها جنسياً.

المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.