اليوم الـ 12 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر



الفصل الثانى: مناطق النفوذ والحدود/المساحات الخاصة بكل فرد
****العوامل الثقافيّة المُؤثّرة فى مسافات المساحات الخاصة:
زوجان شابّان من الدنمارك حضرا حديثاً للولايات المتحدة الأمريكية لمدينة شيكاجو الأمريكية ، تمّ دعوتهما للإلتحاق بأحد الأندية الشعبية فى أحد ضواحى المدينة ، لم تمضِ أسابيع قليلة حتى بدأت عدة سيّدات من عضوات النادى فى الشكوى من الرجل الدنماركى من تجاوزه للحدود معهن، فهنّ لا يشْعُرن بالراحة فى وجوده، أما أعضاء النادى من الرّجال فقد ذكرو أن المرأة الدنماركية كثيراً ما تقوم بتصرفات وحركات جسدية توحى أنها مُتاحة لهم جنسياً أو دعوة لمُمارسة الجنس معهم!

*إن المسافة الإجتماعية المسمُوح بها عند بعض الأوروبيين قد تكون فى بعض الأحيان 10 سنتيمتر ورُبّما أقل والزوجيْن الدنماركييْن يشعران بالرّاحة عندما يقتربا من تلك المسافة مع من يتحدثون معهم ، ولا يجدا حرجاً فى ذلك بينما ينظر الأمريكيّون إلى هذه المسافة الجسدية القريبة جداً من منطقة الحدود الحسّاسة وكأنها مُحاولة للتقرب الجسدى المُتعمّد.

*كما أن الزوجيْن الدنماركييْن إعتادا على الحملقة بشكل مبالغ فيه فى وجوه الأمريكان الآخرين(وهذا بالنسبة للمُجتمع الأمريكى عيْب ويدخل فى باب التحرّش) بينما هو تصرف مُعتاد فى ثقافة الشعب الدنماركى، وبالتالى كان الإنطباع الخاطئ عن تصرفات الزوْجيْن بسبب عدم تقدير الفروق الثقافيّة بين الشعبيْن.

*إنّ مُحاولة الرّجل الاقتراب من إحدى السيدات/الآنسات إلى منطقتها الحميمة الخاصة يُسمى فى علم حركة الجسد بأنه: التقدم للأمام، وهو يعنى إهتمام الرّجل بها جنسياً، فإذا ما قامت الأنثى بالتراجع للوراء للحفاظ على مساحتها الخاصة الحساسة بعيداً عنه فهذا معناه أنها تفضّل الإحتفاظ بمساحتها بعيداً عنه- على الأقل فى الوقت الحاضر- أما إذا لم تتراجع للخلف مع إقترابه منها وتقبّلت تقدمه فمعنى هذا تقبلها لدخوله إلى دائرتها الخاصة.

*بينما شعر الأمريكيون بأن كلا الزوجيْن الدنماركييْن يحاولان التقرب بنحو جنسى من الآخرين، أو أنها مُتساهلان ومُتراخيان أخلاقياً ، فعلى الجانب الآخر ظنّ الزوجان الدنماركيان أن المُجتمع الأمريكى يعانى من البرُود وعدم تقبّل الغرباء وغير ودود على الإطلاق ، فالأفراد الأمريكيين ظلو مُحتفظين بالمسافة الإجتماعية المسمُوح بها عند التحدث مع الزوجيْن ، بينما إستشعر الزوجان أنهما منبوذيْن!


المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.