مفتي الجمهورية في حوار لـ"الفجـر": المسلسلات الدينية لم تعد موجودة.. وتجديد الخطاب الديني مسؤولية يتحملها معنا التعليم والإعلام

أخبار مصر

بوابة الفجر


نص الفقهاء على سقوط الجمعة والجماعة عن المجذومين ومن في حكمهم من أصحاب العدوى

تجديد الخطاب الديني مسؤولية يتحملها معنا التعليم والإعلام

على الداعية أن يكون ملمًا بوسائل التكنولوجيا الحديثة

الخطاب الدعوي يحتاج أن يكون متواكبًا مع العصر

نفتقد وجود المسلسلات الدينية في شهر رمضان

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن المسلسلات الدينية لم تعد موجودة بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهذا أمر نفتقد إليه كثيرًا كونه يعرفنا بالشخصيات والأحداث الإسلامية والتاريخية، التي كان لها تأثير كبير في مصير هذه الأمة، لنستلهم منهم العبرة والنجاحات، مشيرًا إلى الوجوب شرعًا على المواطنين الالتزامُ بتعليمات الجهات الطبية المسؤولة فيروس كورونا.


وأضاف مفتي الجمهورية خلال حواره مع "بوابة الفجر"، أن تهديد أثيوبيا لأمن مصر المائي، وحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، يؤدي إلى عدم الاستقرار، ويزيد الصراعات في المنطقة ويدخلها في موجة من التوتر التي لا تحمد عواقبها، ولابد أن تحترم أثيوبيا حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، فلا أحد يستطيع مُطلقًا أن يصادر على هذه الحقوق التاريخية، أو يسلبها، أو يسعى للمساس بها؛ بما يهدد حياة 100 مليون مصري يعتمدون اعتمادًا كليًّا على نهر النيل "شريان الحياة".







وإلى نص الحوار:

بداية.. ما الخريطة البرامجية لدار الإفتاء وعلمائها على الشاشات الفضائية طوال رمضان؟

أطل على المشاهدين الكرام يوميًا قبل أذان المغرب في برنامج "كتب عليكم الصيام،" في ضيافة الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد؛ حيث نتعرض للعديد من الموضوعات المرتبطة بشهر رمضان المبارك، والأحكام الفقهية المتعلقة به، وأرد على أسئلة المشاهدين واستفساراتهم.

كما يستضيف عدد من الفضائيات علماء متميزين من دار الإفتاء المصرية على مدار الشهر الفضيل، هذا فضلًا عن خدمة البث المباشر التي يقدمها علماء دار الإفتاء يوميًا على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع فيس بوك؛ حيث يجيبون عن أسئلة المتابعين بشكل مباشر ويتفاعلون معهم.







ما تعليق فضيلتك على اختفاء المسلسلات الدينية.. وهل هناك مشروع داخل الدار للتعريف بالصحابة في شكل موشن جرافيك؟

المسلسلات الدينية لم تعد موجودة بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهذا أمر نفتقد إليه كثيرًا كونه يعرفنا بالشخصيات والأحداث الإسلامية والتاريخية، التي كان لها تأثير كبير في مصير هذه الأمة، لنستلهم منهم العبرة والنجاحات.

ولدينا في دار الإفتاء وحدة للموشن جرافيك، قدمت العديد من الفيديوهات المهمة، التي صححت الكثير من الصور والمعلومات المغلوطة لدى الناس، ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى تقديم المزيد من هذه الفيديوهات ويمكن إدراج سير الصحابة الكرام ضمن خطتها.







ما النصائح التي تقدمها للمسلمين خاصة ممن عندهم إصرار على التراويح والتهجد لساعات طويلة دخل المساجد في ظل كورونا.. وما نصائحك لمن يصرون على موائد الرحمن؟

فقه النوازل له منهجيته العلمية، وإجراءاته العملية، وقواعده الفقهية، ومصالحه المرعية، وآلياته الشرعية، ومآلاته المقاصدية، ولا يصح أن يُتعامل معه بالجمود على رأي بعينه.

يجب شرعًا على المواطنين الالتزامُ بتعليمات الجهات الطبية المسؤولة، التي تقضي بإغلاق الأماكن العامة ودور العبادة، وتقضي بإيقاف الصلوات الجماعية في المساجد في هذه الآونة، إذا ما ارتأت هذا؛ وذلك للحد من انتشار وباء فيروس كورونا الذي تم إعلانُه وباءً عالميًّا؛ حيث إنه مرض معدٍ قاتل، ينتقل بالمخالطة بين الناس وملامستهم بسهولة وسرعة، وقد يكون الإنسان مصابًا به أو حاضنًا له، دون أن يعلم بذلك أو تظهر عليه أعراضه.

وقد تقرر في قواعد الشرع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ ولذلك شرع الإسلام نُظُمَ الوقايةِ من الأمراض والأوبئة المعدية، وأرسى مبادئ الحجر الصحي، وحث على الإجراءات الوقائية، ونهى عن مخالطة المصابين، وحمَّل ولاةَ الأمر مسؤوليةَ الرعية، وخوَّل لهم من أجل تحقيق واجبهم اتخاذَ ما فيه المصلحةُ الدينية والدنيوية، ونهى عن الافتيات عليهم ومخالفتهم، ونص الفقهاء على سقوط الجمعة والجماعة عن المجذومين ومن في حكمهم من أصحاب العدوى، وأوجبوا عزلهم عن الناس؛ سدًّا لذريعة الأذى وحسمًا لمادة الضرر، مع أخذهم ثواب الشعيرة الجماعية؛ اعتبارًا بصدق النية، ورعايةً لأعذارهم القهرية، ومكافأةً لهم على كف الأذيّة عن البرية.







في نظركم.. ما الذي يحتاجه الخطاب الدعوي الفترة الحالية؟

الخطاب الدعوي يحتاج الآن إلى أن يكون متواكبًا مع العصر، متوافقًا معه ومدركًا للواقع غير منفصل عنه، وكذلك الأساليب الدعوية يجب أن تراعي كل هذه المتغيرات وألا تكون وسائل تقليدية ابتعد عنها كثير من الناس، فهناك العديد من الوسائل الحديثة لإيصال صحيح الدين إلى الناس، فعلى الداعية أن يكون ملمًا بها ومنها وسائل التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وأن يكون خطابه منطقيًا مرتبطًا بالواقع المعيش.







هل أصبحت كلمة الخطاب الديني "مملة" واقتصرت على أنها نقاش علمي مؤصل في مسائل معينة.. أم انتهت القضية؟

تجديد الخطاب الديني الصحيح هو الخطاب الذي يُقَوِّمُ الواقع ويضبطه ويصححه على أساسٍ من هذا الدين الذي يرتكز أول ما يرتكز على مقومات الفضيلة والأخلاق واحترام القيم، وليس المقصود من تجديد الخطاب الديني هو مسايرة هذا الخطاب للواقع وتبريره حتى وإن كان هذا الواقع منحرفًا وشاذًّا، فمثل هذه المحاولات هي هدمٌ للخطاب الديني وتقويضٌ له من الجذور وليس من التجديد لا في قليلٍ ولا في كثير.

وهو أمر لم يقتصر على النقاش العلمي المؤصل في مسائل بعينيها ولكنه أيضًا مسؤولية يتحمل فيها التعليم جانبًا والإعلام يتحمل جانبًا وكافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية وهكذا؛ لأننا نريد تعليمًا يؤدي إلى عقل رشيد يتعامل مع قضايا المجتمع تعاملًا حكيمًا كلٌّ في اختصاصه.






السفير الصيني خلال لقائه بفضيلتكم قال نحن في بلادنا حددنا 3 ملفات للعمل عليها الانسان والوطن والدولة.. في رأيكم هل نحتاج لهذه النموذج في قضية الخطاب الديني؟ أم أن الأمر انحصر في ملاحقة أفكار التيارات الإرهابية؟

بالطبع لا وإن كان ملاحقة أفكار التيارات الإرهابية تحتل جزء كبير جدًا من قضية تجديد الخطاب الديني، بل هناك أيضًا تجديد على مستوى الآراء الفقهية التراثية، هذا الفهم الذي تعامل من خلاله العقل المسلم وإنزاله إلى أرض الواقع.

والتراث الفقهي الذي بين أيدينا وُضع تحت مظلة التهذيب والاختصار والشرح والتعليق، وأننا أمام حركة علمية كبيرة جدًّا على مر التاريخ تعاملت مع هذا الفهم والنص الشرعي، وما أنتجه العقل المسلم على مدى التاريخ في علوم الفقه والعقيدة. على مر العصور لا يحمل تقديسًا للرأي الفقهي التراثي، ويمكن إعادة النظر فيه مرة بعد أخرى ويمكن المناقشة من خلاله.







حاضرتم في ندوة "التأسلم السياسي" بوزارة الشباب.. هل هناك مبادرات جديدة من الدار للشباب توجه لهم على السوشيال ميديا؟

مبادرتنا الموجهة إلى الشباب خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لا تنتهي، بدأناها قبل فترة طويلة ولازلنا مستمرين فيها، كون الشباب هم عماد هذا الوطن، وكونهم كذلك أكثر المستهدفين من قبل الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يستخدمون بعض المفاهيم الحماسية المغلوطة، من أجل جذب الشباب إليهم، مثل مفهوم الجهاد الذي سُرق من سياقه، وكذلك مفهوم الخلافة الذي يدغدغون به مشاعر الشباب.

ونقوم عبر صفحتنا الرسمية لدار الإفتاء المصرية، والتي يبلغ عدد متابعيها حتى الآن أكثر من 10 ملايين ونصف المليون متابع، بتوضيح المعنى الصحيح لهذه المفاهيم ،وذلك بوسائل عدة، من فتاوى وأبحاث وبوستات وموشن جرافيك وغيرها.







ما رسالتكم لدولة أثيوبيا وتعنتها في وجود حل لمشكلة سد النهضة؟

تهديد لأمن مصر المائي وحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل يؤدي إلى عدم الاستقرار، ويزيد الصراعات في المنطقة ويدخلها في موجة من التوتر التي لا تحمد عواقبها.

ولابد أن تحترم أثيوبيا حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، فلا أحد يستطيع مطلقًا أن يصادر على هذه الحقوق التاريخية أو يسلبها أو يسعى للمساس بها؛ بما يهدد حياة 100 مليون مصري يعتمدون اعتمادًا كليًّا على نهر النيل "شريان الحياة".


والماء من النعم التي امتنَّ الله تعالى بها على بني آدم؛ لأن به قوام الحياة، ولذلك كان من الملائم ألا يكون مملوكًا لأحد، وأن يكون الانتفاع به حقًّا مشتركًا بين البشر جميعًا، ولا يحق لأحد الاستئثار بالماء إلا وفق ضوابط معينة.


وتعنت الجانب الأثيوبي في مفاوضات "سد النهضة" والإصرار على ملء السد وتشغيله بشكل أحادي، ودون التوصل إلى اتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية حقوق دولتي المصب "مصر والسودان" من شأنه أن يزيد من التوتر في المنطقة، وقد تنجم عنه أزمات وصراعات تهدد استقرارها ويدخل المنطقة في موجة من التوتر التي لا تحمد عواقبها.