اليوم التّاسِع من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر


الفصل الثانى: مناطق النفوذ والحدود/المساحات الخاصة بكل فرد

**مُقدمة لابُدّ منها:
الكثير من المقالات والأبحاث تحدثت عن المساحات والحدود خاصةً فى عالم الحيوان/الطيوروالأسماك ، ولكن فقط فى السنوات الأخيرة تم التأكد أن الإنسان لديه مساحاته الخاصة والتى يرغب فى حمايتها بشدّة ، وعندما تتوافر دراسة علمية وفهم لهذه الغريزة الفطرية فإن العديد من تصرفات الآخرين يُمكن تفسيرها والتنبؤ بها، عالم الأنثروبولوجيا البرفسير إدوارد هال كان أحد الروّاد فى دراسة حاجة الإنسان لمساحته الخاصة وبدأت دراساته فى بدايات 1960.

كل دولة لها حدودها التى تحميها ، وداخل كل دولة عدة مدن لكل مدينة حدودها الخاصة،  وداخل كل مدينة عدة ضواحى/أحياء ولكل ضاحية أو حىّ مساحته وحدوده وسكانه المُستقلين الذين يتشاركون ولاءً غير ملموس لأحيائهم/ضواحيهم وهم على أتم الإستعداد للدفاع عن حيّهم الخاص بهم.

الحدود أو منطقة النفوذ هى المساحة التى يدّعى شخص ما أنها ملكه أو إمتداد لجسده وكل فرد عنده منطقته الخاصة التى تشمل ممتلكاته مثل شقته أو منزله ويكون حدودها باب الشقة أو سُور حديقة الفيلا ، حدود سيارته داخل السيارة نفسها، غرفة نومه،  مقعده أمام التلفاز، يعرفها البروفسير هال أنها مساحة الهواء التى حول جسد الإنسان.

****المساحة الشخصيّة:
معظم الحيوانات لها مساحات هواء حول أجسادها تدعى أنها ملك لها ولكن إلى أى مدى تتحدد هذه المساحة؟ الأسد الذى يعيش فى الأماكن النائية والتى تقل فيها كثافة بقية الأسود قد يُحدد لنفسه مساحته الخاصة لتشمل مساحة ثلاثين ميلاً أو أكثر ويقوم بتحديد مناطق نفوذه عن طريق التبول أو التغوط على حدود/أطراف منطقته التى حددها لنفسه حتى يُعلم الآخرين عدم الإقتراب من منطقته وكثيراً ما شاهدنا على قناة عالم الحيوان وكيف يقوم الأسد أثناء دورية ليلية بالقبض على الضبع وقتله عقاباً له على دخوله منطقته الخاصّة ، بينما الأسود التى نشأت فى الأسر وعاشت بين أسود أخرى فإن منطقة نفوذ كل أسد لا تتعدى أمتار قليلة بسبب كثافة تواجد الأسود الأخرى وكثيراً ما تنشب المشاكل فيما بينهم.

وكأى حيوان فإن الإنسان له مساحته الخاصة به (فقاعته الخاصة) والتى يحملها معه أينما ذهب وهذه الفقاعة تتحدد وتعتمد على كثافة السكان ، فمساحة هذه الفقاعة بالنسبة لليابانيين ضيقة ولكن بالنسبة للأمريكين الذين يعيشون فى الريف الأمريكى تكون واسعة للغاية.

المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.