"أيام زمان" الدورات الرمضانية ببورسعيد.. رغم إزعاج السكان ولكن لها بريق خاص
تتمتع بمحافظة بورسعيد الباسلة بروح رمضانية تختلف عن باقي المحافظات لأنها منذ قديم الأذل وهي أشهر المحافظات التجارية، يتوافد إليها الجميع لشراء ملابس العيد ومستلزمات العرائس، مما جعلها تتسم بالحركة الدائمه والازدحام والتجمعات بين الأهالي والأصدقاء.
فانتشرت فكرة الدورات الرمضانية منذ القدم، وهي بطولة ينظمها مجموعة من الأشخاص تقام في الشوارع بمشاركة عدد من الفرق، يلعبون دور المجموعات ثم التأهل للأدوار الإقصائية، ثم يصل فريقين للمباراة النهائية التي يشاهدها الجميع في المنطقة التي تقام فيها الدورة، ويحصل الفائز على كأس البطولة.
وفي بداية القرن العشرين وجدنا الأطفال يلعبون في شوارع بورسعيد بشئ صغير غير كامل الإستدارة لعبت الدورات الرمضانية ما يسمى "بالكرة الشراب".
كانت المتنفس الوحيد للجميع سواء الكبار أو الصغار، ينتظرون المباريات بشغف وحماس في بداية القرن العشرين وجدنا الأطفال يلعبون في شوارع مصر بشئ صغير غير كامل الإستدارة، يطلقون عليه كرة شراب أو كرة الكولة، والسبب في ظهور هذا الشئ اليدوي الصغير هو عدم توفر الإمكانيات في الماضي لشراء كدة قدم، مثل التي يلعب بها المباريات كما يشاهدونها في التلفاز.
فكان كل ما عليهم هو إحضار قطن، وخيط، وإسفنج، وكولة، ويتم وضع القطن والإسفنج في الشراب، ولف الخيط عليهم، وفي النهاية يتم لصقهم بالكولة. إنتشرت هذه الفكرة بين الناس حتى أصبحت يقام لها بطولات في الأحياء الشعبية.
ومن المفارقات الغريبة حضور كشافين الأندية الكبيرة يأتون لمشاهدة هذه المباريات، وبالفعل يتم اختيار لاعبين كثر، وانضمامهم لفرق كبيرة بالدوري الممتاز.
بدأت فكرة الكرة الشراب في الإندثار، مع مرور الزمن، بعدما قام لاعبي الشارع بشراء “كرة كفر”، كما كان يطلق عليها، ويلعبون بها، وفي الغالب يكون صاحب الكرة، هو المُتحكم الوحيد في كل شئ من إحتساب ضربات الجزاء، والفاولات، وغيرها فهو صاحب الكورة، وجيل السبعينات والثمانينات الاكثر معرفة بالتفاصيل.