أبطالها سلفيون.. 3 وقائع نصب فى «بيوت الله» | شركات إلحاق العمالة بالخارج ستار للنصب على ألف شاب بموافقة كبار الدعوة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



«ضبط صاحب شركة لإلحاق العمالة بالخارج بعد تلقيه مبالغ مالية من قبل مجموعة شباب بزعم تسفيرهم للخارج»، عنوان يكتب ويتداول باستمرار فى البيانات الإعلامية لوزارة الداخلية، ومع تزايد عدد البلاغات التى تقدم بها المواطنون ضد أصحاب هذه الشركات بسبب عمليات النصب المستمرة، وضعت الدولة ممثلة فى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ووزارة القوى العاملة، قائمة سوداء بأسماء هذه الشركات التى تتخفى تحت مسمى إلحاق العمالة بالخارج، لتوعية المواطنين بعدم التعامل معهم من قريب أو بعيد.

 لا تزال مافيا هذه الشركات تعبث فى عقول بعض الشباب الذين يحلمون بالسفر لتكوين الثروات، وسوف تندهش أكثر عندما تعلم أن أصحاب هذه الشركات مجموعة من «شيوخ السلفيين» يتخذون لشركاتهم مقرات بعدد من المحافظات ولديهم قضايا نصب فى جمع الأموال بزعم تسفير الشباب للعمل فى الدول العربية والأجنبية، فضلاً عن مجموعة أخرى من هذه الشركات تجند سماسرة بالمحافظات للنصب على الشباب. 

القصة الأولى من محافظة الغربية لشركة قوافل الرحمة والإيمان لإلحاق العمالة المصرية بالخارج، وعند البحث حول الشركة وجدنا أن صاحبها شيخ سلفى يدعى.»م. أ»، أدرجت وزارة القوى العاملة شركته ضمن الشركات المحظور التعامل معها نهائيا بعد أن اكتشفوا عدم التزامه بالوعود التى قدمها للمسافرين ووجود إشكاليات وشكاوى تقدم بها عدد من الشباب ضده فى سفارات الدول العربية بعد وصولهم وبدء عملهم.

أما عن الرجل نفسه فكشفت المعلومات أنه عضو فى الدعوة السلفية، ويملك أيضا جمعية خيرية بمركز السنطا بالمحافظة ودارا لتحفيظ القرآن، وسبق أن نشبت مشاجرة عنيفة بينه وبين مجموعة من الأهالى بعد أن نصب عليهم بغرض تسفير أحد أبنائهم للسعودية والأردن.

قضية أخرى بطلها أيضاً شيخ سلفى من محافظة الإسكندرية، وضع اعلاناً عبر صفحات التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بأنه أسس شركة حديثة لإلحاق العمالة المصرية بالخارج، وكتب على صفحته: «على من يرغب السفر للعاصمة الليبية طرابلس أو إلى دول الخليج يتصل بالرقم الموجود أو زيارة فرع الشركة بمنطقة السيوف بمحافظة الإسكندرية»، بعدها تواصل المئات من الشباب مع الشيخ السلفى والذى يدعى معاوية محمود القرش. 

زاره عدد من الشباب وأكد لهم أن الوظائف المطلوبة للعمل بالخارج محاسبون وأمناء مخازن ومساعدو شيف، وأن عقود العمل جاهزة، ولكن لابد أن يسددوا مبلغ ٢٠٠٠ جنيه نظير إنهاء بعض الأوراق المطلوبة، وبالفعل سدد الشباب المبلغ وفوجئوا بعد ٥ أيام بأن السكرتير الذى يعمل بالشركة تواصل معهم مرة ثانية وأخبرهم بتسديد مبلغ ١٥٠٠ جنيه إضافية لأن إجراءات الأوراق تطلبت مزيدا من الأموال، توجهوا مرة اخرى إلى هناك ودفعوا المبلغ المطلوب، وأخبرهم أن هناك مقابلة داخل المسجد الذى يصلى فيه الرجل بعد يومين لتسليم التأشيرات وعقود العمل، بعدها توجهوا إلى المسجد وأدوا فريضة صلاة العشاء وجلسوا ينتظرون «مولانا» لمدة ساعة ولم يأت أحد. توجهوا لإمام المسجد وسألوه عن شيخ يدعى معاوية يحرص دائماً على الصلاة هنا، فأخبرهم الرجل وقال انا معرفش حد بالاسم ده . ظلوا ساعة أخرى حتى قرر إمام المسجد طردهم للإغلاق. 

الشباب خرجت من بوابة المسجد وهواتف المحمول على آذانهم يتصلون بالرجل، فتأكدوا ان الهاتف مغلق، توجهوا إلى مقر الشركة فى منطقة السيوف فاكتشفوا أيضا أنها مغلقة والبواب أكد أنها كانت إيجار.

القصة الثالثة من محافظة دمياط بطلها شيخ سلفى عرف نفسه على مواقع التواصل الاجتماعى بانه كان محفظاً للقرآن، اعتزل الدعوة لفترة قليلة بزعم خدمة الشباب والمواطنين لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم، افتتح مكتباً ووضع عليه لافتة صغيرة تحت اسم شركة قوافل البركة لإلحاق العمالة المصرية بالخارج، توافد عليه عدد كبير من المواطنين والشباب الراغبين فى السفر إلى عدد من البلدان العربية.

إذا كنت ترغب فى السفر عليك الجلوس على أحد المكاتب تكتب مؤهلك الدراسى وبياناتك الشخصية والمهنة التى تجيدها، ثم تترك رقم هاتفك فى آخر الورقة وترحل، ثم يخبرك السكرتير الخاص بـ» الشيخ» أنه سيقوم بالاتصال بك بعد أسبوعين، وبالفعل قبل أسبوعين توافد واحد تلو الآخر على المكتب وأخبرهم بإحضار صور من جوازات السفر لاحضار التأشيرات لكن قبل أن تترك الأوراق الخاصة بك عليك تسديد مبلغ ٥آلاف جنيه، وبعد سداد هذا المبلغ عليك العودة مرةً أخرى لاستلام التأشيرة، لكن فى الموعد الذى حدده الرجل أخبرهم أن هناك أمورا وإجراءات تعطلت سوف يعمل على حلها قريبا، وطلب منهم الانتظار لمدة بسيطة حتى يتدارك أزمته، مرت أيام وأسابيع وشهور ولا تزال نفس الحجة مستمرة، حتى فاض الكيل بأحد الشباب وأخبره إنه إذا لم يسدد له  المبلغ الذى دفعه سيقوم بقتله فى الحال، وبعد وصلت المشكلة لذروتها قرر الرجل الرحيل عن دمياط بأكملها ولا يزال هاربا منذ أكثر من ١٠ سنوات ولم يستدل على مكانه حتى هذه اللحظة بعد أن قام بالنصب على أكثر من ٦٠٠ شاب من أبناء المحافظة.