اليوم السّادِس من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر


الإطار العِلْمِى لِعِلْم لغة الجسد 

**عوامل أخرى تُؤثّر على صحة تحليل الإشارات الحركية:
عادةً ما نقوم بالحكم على شخص عند المُصافحة من قوة قبضته وأنها تعنى أنه قوى الشخصية وأنّ صحته قوية ونشيط ، وإن كانت قبضته/المُصافحة ضعيفة (تسمى مُصافحة السمكة الميتة) فإننا نحكم بأنه ذو شخصية ضعيفة.

ولكن ماذا إن كان هذا الشخص يُعانى من داء إلتهاب المفاصل؟ على الأرجح سوف يتعمّد أن يصافحنا بيدٍ ليّنة بطريقة السّمكة الميتة ، وبالتبعيّة فإن المُوسيقيين، الرّسامين ، الجرّاحين ، ترزى أوحائك الثياب ، وكل من يعملون فى مهن دقيقة يستخدمون فيها أيديهم بصورة كبيرة سوف يُفضّلون عدم المُصافحة وإن أُجبرو على المُصافحة فإنهم سيستخدمون أسلوب السّمكة الميتة لحماية أيديهم من أيّة أضرار مُحتملة.


*القوة والمركز الإجتماعى:

أظهرت الدّراسات أن هناك علاقة بين مقدار المركز الوظيفى/النّفوذ/البريستيج أو المكانة الإجتماعية التى يتمتّع بها الفرد وبين إستخدامه للكلام اللفظى أو إستخدامه للإشارات الجسدية الحركية.

بمعنى آخر، كلما ترقّى الفرد فى السّلم الإجتماعى وتمتع بثروة نفوذ أكثر كلما كان أكثر ميْلاً لإستخدام الكلمات اللفظية والإقلال من الإشارات الحركية ، والعكس صحيح ، فكلما كان الفرد أقل تعليماً وأقل مهارةً فإنه يعتمد أكثر على إستخدام الأسلوب الحركى أكثر من إعتماده على الكلمات اللفظية المنطوقة.

الأمثلة المشروحة بشكلٍ عام هى لشخص من الطبقة الوسطى والحائز على تعليم مقبول ، والقاعدة أنه كلما كان الشخص من الطبقة العليا فى المستوى الإقتصادى الإجتماعى فى المُجتمع فإن إستخدامه للحركات الجسدية الحركية اللا لفظية يكون أقل.

*السّرعة فى اللغة الحركية مُرتبطة أيضاً بعمر الشخص ، على سبيل المثال فالطفل ذو الخمسة أعوام عندما يقول كذبة لوالديْه فإنه يغطى فمه بسرعة بكلتا يديه و بصورة مُتعمّدة وواضحة للجميع كمُحاولة لتغطية كذبته/ أو إيقاف الكذبة لأنها خطأ ، بينما المُراهق الأكبر عمراً (13-18عام مثلاً) فإن قام بإخبار والديْه كذبة فإنه سيقوم بنفس الفعل الحركى للطفل ذى الخمسة أعوام ولكن بسرعة أقل وسيكتفى بفرك فمه أو المنطقة التى حول فمه بطريقة خفيفة.

*تغطية الفم كإشارة حركية للرّاشدين البالغين الكبار تُصبح أكثر تكراراً ، وما يحدث أن الشخص الرّاشد عندما يكذب فإن عقله يُعطى أوامر وتعليمات ليديه بتغطية فمه فى مُحاولة لمنع أو إعاقة الكلمات الكاذبة المُخادعة ، ولكن الشخص الرّاشد يُسارع فى اللحظة الإخيرة عندما تقترب يده من فمه أو وجهه بالإبتعاد بعيداً عن الوجه ، ورُبّما الإكتفاء بلمس الأنف بدلاً عن الفم ، هذا يعنى أنّه كلما تقدمنا فى العُمر كلما أصبحت إشاراتنا الحركية اللا لفظية أكثر تطوّراً وتركيباً وأصعب فى المُلاحظة من الأصغر سناً ، فمُراقبة إشارات حركية لطفل ذى ثلاث سنوات أسهل من الطفل ذى الخمسة سنوات ، وهكذا.

المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.