"سقوه مياه نار".. من هو العميد عامر عبدالمقصود شهيد "مذبحة كرداسة"؟
سلطت الحلقة الخامسة من المسلسل الدرامي "الاختيار 2.. رجال الظل"، الضوء على فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية، بميداني رابعة العدوية والنهضة، لتتوالى الأحداث بعدها بدقائق معدودة بـ "مذبحة كرداسة"، التي وقعت يوم 14 أغسطس 2013.
وحدثت المذبحة في وقت مزامن لوقت صلاة الظهر حيث كان يتواجد ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة، على رأسهم اللواء محمد جبر مأمور القسم، ونائبه العميد عامر عبدالمقصود، داخل مبنى القسم، لمتابعة مهام عملهم اليومية، وذلك بعد ساعات معدودة من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، فيما كان يتواجد عدد من عناصر الشرطة خارجه لحمايته وتأمينه، إذ تفاجأ الجميع بالعشرات من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، يحاصرون مبنى القسم، مسلحين بأسلحة ثقيلة " أر بي جي"، وبنادق آلية قبل اقتحامه وكأن المشهد أشبه بمعركة إرهابية مسلحة، تصدى خلالها قوة القسم بأرواحهم حتى استشهدوا.
اتلاف مبنى القسم والتمثيل بجثة المأمور
لم يكتف عناصر الجماعة الإرهابية بإقتحام القسم، بل أتلفوا مبنى القسم، وحرقوا عددًا من سيارات ومدرعات الشرطة، ثم مثّلوا بجثة مأمور القسم اللواء محمد جبر ونائبة العقيد عامر عبدالمقصود ونحو 12 ضابطًا وفرد شرطة.
وكان من بين العناصر الإرهابية التي ارتكبت مذبحة كرداسة "سامية شنن"، وهي السيدة الوحيدة في القضية بعدما أظهرت عددًا من مقاطع الفيديو وهي تتعدي بالضرب على مأمور المركز بحذائها بعد وفاته، ولم تكتف بذلك حيث أسقت نائبه مياة النار لتروي عطشه وهو بين الحياة والموت.
ومن بين شهداء تلك المذبحة الإرهابية الشهيد العميد عامر عبدالمقصود، وهو واحد من أشهر شهداء الشرطة كان كابتن فريق ترسانة، حيث كان لاعبًا محترفًا بكرة القدم، ولعب أول مرة عام 1980 مع نادي الترسانة وفاز ناديه بكأس مصر في عام 1983.
ترك "عبدالمقصود" لزوجته ولدين "علاء وأحمد"، لتكمل مسيرتهما في تربيتهما وتعليمهما بعد الفاجعة التي تعرضوا لها، وكان نجله علاء حينها عمره 14 عامًا، وكان قريبا منه وصديقه قبل أن يكون والده، واختار علاء أن يكمل مسيرة والده في كرة القدم بنادي الترسانة، كما حرص على اختيار التشيرت رقم 4 مثل والده، وأن يتمرن في نفس الملعب الذي كان يتمرن فيه بعدما تم تسميته باسمه بعد استشهاده.
وقبل استشهاد العميد عامر عبدالمقصود نشر عددًا من الأدعية الدينية عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منها: "يارب اجعل آخر لحظة في حياتي ساجدة خالصة لك تقبلها مني" و"يارب وإن نامت أجزائي تحت التراب.. وكنت نسيًا منسيًا هب لي من يدعولي دائمّا دون ملل".