معابد فيلة.. تحمل آخر نص هيروغليفي ودلائل اضطهاد أقباط مصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


تستعد الدولة المصرية غدًا 18 أبريل وهو يوم التراث العالمي، للاحتفال به بشكل فريد ومميز عبر فاعلية تنطلق من المتحف القومي للحضارة المصرية متناغمة مع افتتاح قاعة المومياوات الملكية، ومرور 40 عامًا على إنقاذ معابد فيلة.

ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن معابد فيلة تعتبر الثانية من حيث أهمية الأسماء في تاريخ مصر بعد معابد الكرنك، وكذلك من ناحية تسجيل نصوص الهيروغليفية، كما أنها تحمل دلائل اضطهاد أقباط مصر على يد الرومان.

وتابع، في معابد فيلة توجد بوابة للإمبراطور هادريان وهو الإمبراطور الذي اشتهر بحب البناء وخصيصًا بناء الأسوار، وعلى حائط بوابة الإمبراطور هادريان اكتشفوا آخر نص هيروغليفي تم نحته على الجدران في تاريخنا المصري كله، وهو ما يمكن تسويقه بشكل عالمي، فهدريان من الشخصيات الشهيرة جدًا في العالم، والنص يرجع إلى 24 أغسطس من عام 394 ميلادية، ولو جمعنا العالم يوم 24 أغسطس بفيلة ليشاهد هذا النص لأصبح ذلك مناسبة عالمية خصيصًا مع عالمية شخصية الملك هادريان.

وفي فيلة آثار للإمبراطور تراجان وأغسطس وهو أول إمبراطور روماني يحكم مصر بعد أنطوني وكليوباترا، وسنجد كنيسة في معبد فيلة ومنحوت الصليب على أكثر من عمود بداخله، وذلك لأن المسيحيين هربوا للمعابد من اضطهاد الرومان، واستخدموا المعابد ككنائس.

وتعتبر معابد فيلة من آواخر المعابد التي مارست الديانة المصرية القديمة، وذلك بعد أن تحول لكنيسة، حيث توقفت عبادة حورس وإيزيس وغيرهم، بل حطم المسيحيين تلك التماثيل التي تعتبر أوثان بالنسبة لهم بعد إيمانهم بالله، كما قاموا بحرق مكتبة الإسكندرية لأنها بالنسبة لهم في هذا التوقيت كانت رمزًا للوثنية.

وأشار الشماع إلى أن معابد فيلة، تضم تجميعه أسماء من كل عصور مصر القديمة، فمثلًا نجد أن أقدم أثر موجود فيها يرجع إلى الملك طهارقا النوبي، أسرة 25، وكذلك لدينا مقصورة دينية للملك نختنبو الأول ونختنبو الثاني الأسرة الـ 30، والذي من بعده جاء الفرس ثم الإسكندر.

وتابع، تألق البطالمة في فيلة، ومنهم بطلميوس الخامس، والذي أقام معبد لإمحتب في فيلة، وهو مهندس وطبيب الملك زوسر، مهندس الهرم المدرج، وهو ما يعتبر من الغرائب في فيلة، وبطلميوس الخامس هو صاحب لوحة رشيد الحجرية "حجر رشيد".

وكذلك تم العثور على آثار لـ "مندولس" وهو "مارول" أحد آلهة النوبة، وكذلك آثار لآرينسنوفيس معبود نوبي، وكذلك آثار لبطلميوس الـ 13 والد كليوباترا السابعة، وكذلك بوابة لبطلميوس الثاني والذي اشترك في بناء مكتبة الإسكندرية وتأسيس فنار الإسكندرية أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.

وختم الشماع كلماته قائلًا، إن لدينا مسلتين موجودتين حاليًا بإنجلترا، في مكان يدعى "كينج ستون لاسي" وهاتين المسلتين من فيلة، وهما ذوات أهمية كبيرة، حيث أن دراستهم كشفت بعض رموز كتابة مصر القديمة.