محمد عطالله يكتب : حازم إمام.. أو كيف تظل لاعبا بعد الاعتزال؟

الفجر الرياضي

حازم امام
حازم امام


تظل لحظة اعتزال لاعب كرة القدم هي الأصعب في حياته، تزداد الصعوبة إذا كنت نجما، فانحسار الأضواء وتوقف أصوات المعجبين وتصفيق الجمهور أمور تجعل قرار تعليق الحذاء أثقل كثيرا مما نتصور، المشجع يحزن باعتزال نجمه المفضل لكن الكرة حتما ستجد نجما آخر يداعبها وقتها ستتحول مشاعرك إلى النجم الجديد، صحيح ستظل تحب من تحتفظ معه بذكريات جميلة، لكن من دون شك سترتبط بمن يسعدك حاليا أكثر من هؤلاء الذين أسعدوك قديما لكنهم توقفوا عن الركض.

في الملاعب المصرية والعربية والعالمية، اعتزل آلاف اللاعبين وسيعتزل آلاف غيرهم، لكن كم واحدا منهم ظل نجما، من ظل محتفظا بنفس القدر من الحب والاحترام والتصفيق واهتمام وسائل الإعلام؟.

حينما كان حازم إمام لاعبا، كان استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا خلاف على المهارات أو الجودة، كان استثناء لأنه كان نجما كما تحب أن تراه، نجما في صفاته قبل مهاراته، لكن من كان يظن أن الثعلب سيظل بنفس القدرة مع مرور السنوات؟ من كان يظن أن مهاراته لن تنضب بل ستتطور وتتكيف مع واقعه الجديد ليصبح أكثر نجومية، فيظل كما هو الامبراطور الذي لم ينساه التاريخ، جملة ميمي الشربيني لم تذهب في الهواء فالتاريخ لم ينس حازم إمام ذلك اللاعب الذي اعتزل الكرة لكنه ظل محتفظا بكامل مهاراته، ليمتعنا على شاشات التلفزيون وفي الراديو.

ولأن المسيرة تستحق أن تستمر، فالنموذج الرياضي الأفضل أبا عن جد أصبح له دور أكبر، حازم إمام نائبا في مجلس النواب المصري، ليست مكافأة بقدر ما هي اختيار أصاب أهله في دولة تبحث عن نماذج تستحق أن تمثل شعبها في مجلسهم، ألا تحب أن ترى ابنك أو شقيقك مثل حازم إمام؟.

في النهاية حازم إمام استطاع أن يحظى بنفس الاهتمام، ليس فقط لأنه احتفظ بنفسه نجما وحافظ على كل مكتسباته كرياضي مهم، بل أيضا لأنه وجد ملعبا سيمكننا ويمكنه من الاستمتاع بمهاراته حتى بعد الاعتزال!.

ربما لن يجد التاريخ وقتا ليرفع يديه للاعب موهوب، كما قال ميمي الشربيني، لكن لا بأس طالما أن اليدين مشغولتان بكتابة تاريخ آخر يسطر في صفحات ما بعد الاعتزال!.