اليوم الخَامِس من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر



الإطار العِلْمِى لِعِلْم لغة الجسد 

****تحليل الإيماءات بصوَرْ مُجتَمِعَة:

أحد أكثر الأخطاء شيوعاً والتى قد يقع فيها المُبتدئ فى عملية تحليل لغة الجسد هو القيام بتفسير حركة ما بمعزل عن حركات أخرى مُرافقة أو بمعزل عن الظروف والأحداث.

فعلى سبيل المثال عندما يحكّ أحدهم رأسه بأصابعه فإن هذا قد يعنى العديد من التفسيرات مثل: وجود قشرة فى الرأس ، براغيث ، تعرّق ، الشك وعدم التأكد من موضوعٍ ما، النسيان ، يعتمد أختيار التحليل الأدق على الإشارات الأخرى و الظروف المحيطة التى تُصاحب هذه الحركة ، لذا يجب علينا النظر للإيماءات و الإشارات بشكل جماعى وليست كل حركة مُنعزلة عن الأخرى.

وكأى لغة منطوقة فإن لغة الجسد تتكون من كلمات مُفردة، جُمل وعبارات، ونُقط وتشكيل ، كل حركة هى مثل كلمة وكل كلمة قد تعنى عدة معانى مُختلفة ، فقط عندما نضع الكلمة فى عبارة مُفيدة عندها ندرك معنى الكلمة ، فكلمة المغرب قد تعنى دولة المغرب أو وقت أذان المغرب ، لكننا نعرف المقصود عند وضع الكلمة فى جملة مُفيدة، كما أن العبارات التى يتكلمها الإنسان تكون مُصاحبة لإشارة حركية لتُثبت أن كلامه صحيح أو كاذب، ومن خلال مُقارنة إشاراته الحركية مع كلماته الشفهية التى يقولها نستطيع تحديد مدى صدقه من كذبه.

كما أن الإشارات تكون واحدة واثنتان وثلاثة لتحكى لنا عبارة طويلة بعد أن قُمنا بجمع الحركات معاً (دون أن يتحدّث الشخص) كمثال على ذلك ، عندما نرى شخصاً ما جالساً على كرسىّ:

القدمان أحدهما فوق الآخر وضع جلوس دفاعى عن الأعضاء الحيوية، يضع كفه الأيمن على وجهه لتقوم السبابة بتغطية خدّه ، الأصابع الثلاث الأخريات يغطون الفم ، والإصبع الإبهام تحت ذقنه ، ذراعه الأيسر تحت إبطه الأيمن كوسيلة دفاعية عن صدره ، جذعه - نصفه الأعلى- مائل للأمام كعلامة عدائية.

عند جمع الكلمات اللا لفظية الحركيّة السّابقة نستطيع تكوين عبارة كاملة يُريد هذا الشخص أن يقولها بجسده وهى : أنا لا أحب ما تقوله ولا يُعجبنى كلامك ، أنا مُعترض على كل ماتقوله.

****الإنسجام بين لغة الكلام ولغة الجسد:
فى المثال السابق إن قمنا بسؤال هذا الشخص الجالس عن رأيه فى حديثنا وكانت إجابته أنه يرفض الحديث بأكمله ،عندها نقول أن هناك إنسجام وتناغم بين طريقة جلوسه وبين كلامه وعباراته، بينما إن قال لنا: نعم أنا أوافق،الكلام عاجبنى جداً،أنا مُستمتع ، عندها سنستشعر الكذب لأن هناك تعارض بين طريقة جلوسه وبين كلامه الذى يقوله لنا، وتُؤكّد الابحاث أن الإشارات الحركية تحمل خمسة أضعاف التأثير من الكلمات اللفظية ،وعندما يحدث تعارض بين اللفظى واللا لفظى(الحركى) عندها يلجأ الناس للإعتماد على اللا لفظى /الحركى حيث لايتمكّن الشخص من تزييف كلماته الجسدية، ويتم إستبعاد الألفاظ والكلمات الشفهية المنطوقة فى هذه الحالة.

لاحظ سيغموند فرويد إحدى البنات فى ليلة عُرْسَها/فرحها وهى تعبث بخاتم الزواج تخرجه وتدخله فى إصبعها بعصبية رغم أن كل عباراتها كانت عن مدى سعادتها بالزيجة، لم يتفاجأ عندما بدأت النزاعات العنيفة فى الظهور سريعاً بعد الزواج بأسابيع قليلة.

التناغم بين الحركات الجسدية ككل جملة واحدة، وبين الحركات الجسدية والكلام المنطوق هو المفتاح الأوّلى للتحليل ومعرفة صدق المُتحدث من كذبه.

المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.