"أم علي" حلوى شعبية اشتهرت بسبب صراع حريم المماليك

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعد أغلب الأكلات الشعبية في مصر ذات أصول تاريخية وتراثية، فما من حلوى شهيرة إلا وتجد وراء تسميتها حكاية ما في التراث الشعبي المصري، أو موقفًا تاريخيًا ما.

ومن أشهر الحلوى الشعبية هي الطبق المميز المعروف باسم "أم علي" وهي عبارة عن طبق من السكر واللبن والعيش الممزوج بالمكسرات، ويعتبره المصريون من الأكلات أو الحلوى المفضلة، فما السر وراء التسمية. 

يقول الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، إن "أم علي" هي أم المنصور علي ابن الأمير عز الدين أيبك الجمدار، وكلمة جمدارًا تعني المسؤول عن ملابس السلطان، وكان أيبك جمدار السلطان الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الأيوبيين.

بعد وفاة نجم الدين أيوب جعل المماليك زوجته السلطانة "شجر الدر" ملكة على مصر، وهو الأمر الذي لم يتقبله المصريون من ناحية وكذلك لم يتقبله حكام الشام وترددت الكلمات تنتقد الماليك في مصر.

فاختارت شجر الدر من بين المماليك عز الدين أيبك كي يكون زوجًا لها، وتنازلت له عن السلطنة بعد 80 يوم في الحكم، ومن ثم صار هو سلطان البلاد، ولكن الأمر لم يمر بتلك البساطة.

وشاعت الأخبار بأن أيبك يعتزم الزواج من ابنة حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ، ووصلت تلك الأخبار إلى شجر الدر فقامت بتدبير مكيدة لقتله، ونجحت في ذلك.

ولما علم قطز والمماليك المعزية بذلك دبروا مكيدة لقتل شجر الدر، ويقال أن زوجة أيبك الأولى "أم على" هي من قامت بتدبير مقتل شجر الدر، حيث قامت الجواري بضربها بالقباقيب، حتى فاضت روحها. 

واحتفلت "أم علي" بالمناسبة وظلت تقدم لمدة شهر طبق من السكر واللبن والعيش للناس ومن هنا أطلق على الطبق "أم علي" وبهذا الحفل الدموي الانتقامي دخل هذا الطبق الشهير إلى المطبخ المصري ومنه إلى العربي بشكل عام.

وهذه الحلوى المصرية تقدم ساخنة وهى مزيج من الحليب ورقائق الخبز مع المكسرات تقدم بالصينية وفي غرب العراق تسمى بالخميعة ويفضل إضافة الزبدة أو الدهن الحيواني لجعلها تكتسب دسمًا.

أما في السودان فتسمى بـفتة لبن واشتهرت فى السعودية وتقدم فى الحفلات الكبيرة كحفلات الزواج والبوفيهات المفتوحة.