د.حماد عبدالله يكتب: " المثقفين " وكلام .. كلام بلا طحين !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



المثقفون المصريون ، يدعون فى موالد ، تميزت بها ندوات ، ومنتديات المحروسة ، وبرامج الحورات التليفزيونية ، الى مزيد من الحوار ، ومزيد من الكلام ، والرغى ، واللغط ، ولا شيىء على الاطلاق أكثر من الكلام ، وليكن المثال على صدق ما أقوله هو ما ينشر فى صفحات الراى فى كل جرائدنا المسماة بالقومية وبالمعارضة وبالخاصة ( المستقلة ) ، كلها تحتوى ضمن ما تحتوى على صفحات مخصصة للرأى. والمعنى بالهم العام أو بالثقافة ، لا يجد شىء "يغنى عن جوع " " أو يسد الرمق عن عطش " اللهم الا ان قراءة رأى ، يثير أثناء قراءته " "مصمصة الشفاه " إعجابا أو إستنكاراً ولا شيى أخر !!
لا شى إيجابى ، لا فعل ولارد فعل ، كله كلام يشبة الى حد كبير الموالد المقامة ، التى تقام فى كل مناسبة ، حول مقام من "مقامات " أهل البيت أو من ذوى البركة ، والمشفوعين لدى المصريين عند الله ، إعتقاداَ !!!
موالد المثقفين ، فى كل انحاء المحروسة ، فى التليفزيون ،فى النقابات ،فى المنتديات فى الجمعيات الاهلية فى المؤتمرات ، كلام .. كلام ..كلام !
لكن لاشيىء على الإطلاق إلا الكلام !!

وإذا دققت النظر فيما يقال ، وما يفعلة القائل شى مناقض تماما لما هو معلن !!
" كالفعل عكس القول " ولا شيىء يقتدى به فى المجتمع ، ولا نظرية يمكن تطبيقها !!
ولا إيمان بوطن ولا إنتماء لدين إلا بالشكل ، وربما ما حدث فى الأونة الأخيرة من هياج للمثقفين للوقوف أو الإختلاف على رأى خير دليل على الفراغ الوطنى لدى مثقفى الأمة !

ولعل الصالونات التى نعيش على قراءة أحداثها وماتم من خلال التفاعل مع ماكان يتم نشرة عن أحاديث هذه الصالونات فى زمن لم تكن وسائل الأتصال مثل اليوم متاحة ،عبر إعلام وتكنولوجيا متقدمة ، لعلنا نذكر صالون "العقاد" ، وصالون "قاسم أمين" ، وصالون "هدى شعراوى" ، وصالون " مى زيادة " وصالون " طه حسين " !! 
كل هذه الصالونات الأدبية والسياسية والإجتماعية ، قد أثرت فى مستقبل الأمة كلها !!
لأن مثقفى هذه العصور كانوا يقولون ويفعلون مايقولونة ويؤمنوا به !!
وكانوا الضيوف لهذه التجمعات يتمتعوا بالحس الوطنى العالى والأنتماء لمصر فعلاَ 
لا قولاً !! إن مثقفى الأمة فى حالة يرثى لها ، وفى حالة أغماء كامل ( كومة من الدرجة الثالثة ) للأسف الشديد ! 
ولعل إدعاء البطولة فى مواقف بعينها ،تأتى متأخرة عن موعد الإعلان عنها !! مما يلقى بظلال من الشك حول مدى قناعة المثقفين المصريين بقضية مصرية أو قضية أخلاقية أو قضية سياسة !!
أصبحنا فى موالد مستمرة ، لا هم لنا فيها إلا " الذكر " ، " والطبل " والعشاء " فتة ولحمة وأرز بالثوم " وكل سنة ونحن طيبون !!