اليوم الثّانِى من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر



الإطار العِلْمِى لِعِلْم لغة الجسد 

****الفطنة/ النّباهه ، الحدس ، والإحساس:
عندما نقول فى حديثنا (أنا حاسس إنو بيكدب، مش مستريّح) فإننا نعنى أننا لا نُصدّق شخص ما أنه يقول الحقيقة لنا ، بشكل ما لاحظنا إختلاف فى نبرة صوته أو حركاته الجسدية مُخالفة لكلماته التى وعدنا بها !

مُمثل مسرحى يقوم بإلقاء النكات لكنه لاحظ أن المتفرجين ذقونهم لأسفل وأذرعهم مربوطة على صدورهم، من تصرف حركى مماثل فالممثل يعى أن الجمهور يشعر بالملل عندها عليه التصرف بإضافة نكات جديدة، بينما الممثل الذى لم يُلاحظ ذلك لن يُحرّك ساكناً.

النّساء عموماً أكثر فطنة - نباهه/ شخص نبيه- من الرجال ولهنّ قدرة على الإنتباه للتفاصيل الصغيرة بخفة وذكاء شديديْن ، وهذا يُفسّر أن القليلين من الرجال هم من يتمكنون من خداع زوجاتهم، بينما إمكانية خداع وخيانة المرأة لزوجها تكون أكثر ويكون الزوج هو آخر من يعلم!

الحاسّة الأنثوية لتفسير الرسائل الغير لفظية من الآخر تتم تنميتها عند المرأة خلال فترة حضانتها لطفلها فهى تكون منتبهة لتفاصيل وجه الطفل لتعرف من حركاته هل هو جائع أم شبعان، نظيف أم يُريد تغيير الملابس، أو يشكو من مرضٍ ما، وكل ذلك بدون أى كلمات من الطفل فقط من خلال القناة الحركيّة التعبيرية لوجه الطفل، لهذا المرأة أكثر قدرة على التفاوض فى عمليات البيع والشّراء عند ملاحظتها لوجه البائع وتكون أكثر صبراً.

****الحركات الفطرية ، المُكتسبة ، و الخاصة بالشعوب:
أثبتت الدراسات أن بعض الحركات قد تكون فطرية جينية طبيعية، فالأصم (الأطرش) أو الأعمى لا يستطيع مشاهدة أو سماع الآخرين ليتمكّن من محاكاة حركاتهم لذلك لاحظ البرفسير الألمانى إيبلسفيلدت أن الأطفال الذين يعانون العمى أو الطّرش يستخدمون نفس الإشارات الحركية عند الغضب أو طلب شرب الماء أو الخوف بدون أن يتعلم من أى إنسان، بينما يولد الطفل الطبيعى وعنده قدرة فطرية على المصّ ليتمكّن من الرضاعة، بينما لم يتعلم من أحدهم طريقة المصّ هذه!

تمكن العلماء إيكمان، فريسين ، سورينسون ومساندَةً لأبحاث تشارلز دارون وبعد دراستهم لإشارات حركية لخمسة شعوب مُختلفة وبعيدة عن بعضها البعض ، أن يُثبتو أن بعض الحركات تكون غريزية فطرية للبشر ككل وليست خاصة بشعب وحده ، فالحركات المدروسة كانت مُتطابقةً تماماً.

عندما تربط ذراعيك على صدرك ، هل يكون ذراعك الأيسر فوق الأيمن أو الذراع الأيمن فوق الأيسر؟ لن تعرف إلا عندما تجرب ، فأحد الوضعيْن يكون عندما تكون مُرتاحاً والآخر عندما تشعر بمشاكل، الدلائل تُشير أن هذا التصرف الحركى فطرى غريزى ولا علاقة له بالبيئة أو الثقافة أو الدين.

لكن لاتزال الخلافات مُشتعلة بين العلماء بشأن بعض الإشارات الحركية هل هى فطرية أم مكتسبة ؟ فعلى سبيل المثال عادة ما يقوم الرجل عند إرتداء الجاكيت بإدخال ذراعه الأيمن أولاً بينما المرأة تقوم بإدخال ذراعها الأيسر أولاً.

عندما يسير رجل وسط المارّة ثم يمر بجوار إمرأة فإنه غريزياً يحاول النظر إليها، بينما تقوم هى بالإشاحة بجسدها بالكامل للإتجاه الآخر، هل هى تقوم بصورة غريزية أيضاً بحماية صدرها من أن يُحاول الرّجل النظر إليه؟ أم أنها تعلّمت هذا التصرف بطريقة لاشعورية من مُشاهدتها لبقية النّساء يفعلن نفس التصرف فى نفس الموقف؟
المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.