"الفجر" تخترق سوق الدولار المجمد لغسيل الأموال.. وسط البلد كلمة السر

أخبار مصر

بوابة الفجر


شبكة يديرها ليبي ومصريان لبيع دولارات مجمدة بسعر ١١ جنية للدولار الواحد

الدولارات المجمدة مهربة من ليبيا من خزائن القذافي وقياداته بعد مقتله علي يد المقاتلين





انتشر في الفترة الأخيرة ما يعرف بـ الدولار المجمد في سوريا والعراق وليبيا مؤخرا وتركيا وبعض مناطق في السودان ولبنان، نظرا للنزاعات الاقتصادية والأمنية وما تلاه من وجود تداعيات اقتصادية كبيرة ضربت اسعار الصرف داخل تلك البلاد، وانتشر سماسرة مختصون لهذا الغرض في تلك البلدان والتي يكون فيها النظام الرقمي المالي العالمي ضعيفا نوعا ما، ما يسهل عملية تداول تلك العملات والنصب والاحتيال عبرها بسهولة كبيرة.

الدولار المجمد أنه لا يمكن تداوله أو دخوله في قنوات الجهاز المصرفي باعتباره ورقة لا قيمة لها أو ليس لها سند ضامن لقيمتها، وبالتالي فإن عمليات تداوله تكون خارج الأجهزة المصرفية خصوصا شركات الصرافة غير المرخصة أو التي لا تخضع لرقابة الجهات المصرفية ومن ثم من السهولة تداوله وسهولة الاحتيال علي بعض الفئات.

وتواصلت "الفجر" مع شبكة إجرامية تحاول خلال الشهور الماضية ترويج كميات كبيرة من الدولارات المجمدة، والبداية كانت مع "عبد الله جاد" ليبي الجنسية، يمتلك من الدولارات المجمدة ما يصل ل ٢٠٠ مليون دولار وسعر صرفها عند بيعها ١١ جنيه فقط للدولار الواحد.

سألنا عن امكانيه أن تتم عملية التبادل داخل القاهرة، فأجاب بالقبول فهو يتعامل مع صرافات داخل منطقة وسط البلد والعتبة واخبرنا عن احداها المتواجدة داخل سوق لبيع النجف والمصابيح الكهربائية وهي بالأحرى مكتب يتواجد فيه شخصان فقط بالطابق الثاني على يسار السلم الكهربائي.

تواصلت "الفجر" مع سمسار آخر تدعي " تهاني" ولكنها تعمل في نطاق الدولارات المجمدة والتي سقفها يصل ل ١٠ ألف دولار مجمد فقط وعندما اخبرناها برغبتنا في شراء ما يزيد عن ١٠٠ ألف دولار تحمست للصفقة ووصل سعر الصرف لديها ل ١٠ جنيهات للدولار المجمد الواحد.

واخبرنا السمسارة بأننا نريد أن يتم التبادل داخل منطقة القاهرة وبالتحديد في منطقة وسط البلد، وكانت المفاجأة أن مكان اللقاء هو نفس المكان الذي اتفق معنا السمسار الليبي للتواجد فيه في منطقة العتبة.

تتبعنا المكان وجدنا أن السنتر يقع أمام ميدان الأوبرا في محطة العتبة بمنطقة وسط البلد، وهو مخصص لبيع النجف ومستلزمات الكهرباء، ومكون من طابقين، والمكان المرصود متواجد في الطابق الثاني على يسار السلم الكهربائي للصاعد، وهو عبارة عن غرفة صغيرة بها مكتب تديرة سيدة متواجده فيه تدعي "رانيا" وهو مخصص لبيع الدولارات في السوق السوداء، وربما أرادوا توسيع نشاطه فاتجهوا للدولارات المجمدة.

الجدير بالذكر انه خلال الفترات التي لحقت ثورة 30 يونيو 2013 ومحاولات بعض الجماعات الارهابية أبرزها جماعة الاخوان تهريب كميات النقد الأجنبي لخارج البلاد مع اغراق السوق المصرية بدولارات ما بين مزورة ومجمدة من البلدان التي حدثت بها ثورات وانفلاتات أمنية

ويذكر أن البنك المركزي المصري بصفته المسئول عن تداول واصدار العملات المحلية والأجنبية بترخيص من البلدان صاحبة تلك العملات؛ قام بتحرير اسعار الصرف الأجنبي ومن ثم تجفيف منابع السوق الموازية للعملة ثم وضع ضوابط لشركات الصرافة وخضوعها للرقابة لمنع تداول أي عملة أجنبية بدون علم من " المركزي" وبكميات محددة.

وتتعدد مصادر الدولار المجمد، لكن الأكثر انتشارا في العالم العربي يكون مصدره مناطق الصراع في المنطقة، ووفق محللين اقتصاديين فإن ليبيا تعد أبرز المصادر للدولار المجمد، فمع سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا عقب الثورة التي أطاحت بنظام حكمه عام 2011.

ووقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمرا تنفيذيا بتجميد كل أصول القذافي وعائلته، بالإضافة إلى كبار الشخصيات في الحكومة الليبية وقتها ومعهم البنك المركزي وصناديق الثروة السيادية للبلاد، مما أدى إلى تراكم ملايين الدولارات في الخزينة الليبية، ومع تدهور الأوضاع الأمنية أكثر في البلاد تم تهريب هذه الأموال إلى عدد من الدول العربية ليتم تصريفها بأقل من سعرها الحقيقي.