اليوم الأوّل من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1442هـ

أبراج

بوابة الفجر



الإطار العلمي لِعِلْم لغة الجسد 

****مُقدمة لابُدّ منها:
مع بداية القرن الواحد والعشرين تزداد رغبة الناس ومن مُختلف الطبقات والأعمار بالإطلاع على علم لغة الجسد تماماً كما يهتم مربى الطيور بمراقبة تصرفات وأفعال طيوره التى يعشقها ، على البلاجات، فى المكاتب، الأندية ، الكل يرغب فى تعلم وفهم دوافع وأسباب تحركات أخيه الإنسان وتفسير إيماءاته ليعرف أكثر عن نفسه وعن الآخرين وكيف يتمكن من تحسين علاقته بهم والإستفادة منهم.

**من المُثير معرفة أن الإنسان عرف لغة الجسد وعبّر عنها منذ فجر التاريخ فى اللوحات الجدارية والتماثيل الفرعونية القديمة والحضارات الأخرى المُختلفة ، تشارلى تشابلن وآخرون معه من أبطال أفلام السينما الصامتة كانو هم الرّواد الأوائل فى التركيز وإظهار مهارات التواصل (اللا لفظى) أي الحركى حيث كانت لغة الجسد هى الوسيلة الوحيدة المُتاحة للتواصل مع الجمهور على الشاشة ، وكان تقييم كل ممثل على حسب قدراته الجسدية اللا لفظية على إيصال المعنى المرغوب من إضحاك أو دراما، ولكن مع ظهور الأفلام الناطقة إختفى أسياد المهارات الحركية فى غموض ليسود أسياد الكلمة واللفظ  !

**قام العالم تشارلز دارون بتأليف أول كتاب التعبير الحركى العاطفى فى الإنسان والحيوان/منشور عام 1872م وعلى يديه وُلدت الأفكار العديدة التى تفسّر التعبير الحركى ليتم هضم أفكاره وتنميتها فيما بعد وتسجيل أكثر من مليون حركة تعبيرية.

**العالم آلبرت مهرابيان إدّعى فى دراسته عند تواصل شخص بآخر مايلى:
7%  هى عبارات لفظية خالصة فقط.
38% التواصل عن طريق درجة الصوت من ارتفاع أو إنخفاض أو نغم.
55%  تعبيرات حركية.!

**أما البرفسير بيردويستيل فقد قام بعمل تقديرات مُمثالة لوسائل الإتصال اللا لفظية
فوجد أن الإنسان فى المُتوسط يتحدث من 10 إلى 11 دقيقة فى اليوم لتأخذ العبارة فى المُتوسط ثانيتان ونصف ثانية ، كما وجد أن المُحادثة وجهاً لوجه بالكلمات مع شخص آخر تأخذ 35% ، وأكثر من 65% يكون تواصل حركى غير لفظى!

**مُعظم الأبحاث الجديدة تتفق فى العموم أن التواصل اللفظى هو المُستخدم فى المقام الأول بينما القناة الحركية اللالفظية للتواصل فيتم اللجوء لإستخدامها عادةً عند التفاوض والتحدّى ، كمثال فإن باستطاعة إمرأة أن تُعطى نظرة واحدة فقط لرجل لتوصل له رسالة مفادها (إذا تجرّأت وتجاوزت حدودك سأقتلك) بدون أن تفتح فمها على الإطلاق !

**بغضّ النظر عن الثقافة ، فإن الكلمة والحركة المُصاحبة لها فى نفس الوقت و بوجود شخص مُدرّب فإن بالإمكان وقتها معرفة ما الذى يُريده حقاً هذا الرّجل من خلال التركيز على درجة صوته أيضاً.

**لايزال العديد من الناس يُنكرون أن البشر يحملون غرائز وميول حيوانية وأن تلك الغرائز تظهر بشكل بدائى تماماً فى مواقف مثل الجنس/الخوف/التحدى/المُنافسة ، ولايزال الكثير من الباحثين يؤكدون أن بإمكانهم التمييز أن ما يقوله شخص ما بصوته وكلماته قد تكون شيئ، وحركاته الجسدية تحكى قصةً أخرى مُختلفة  !

المصدر: كتاب الإشارات للكاتب آلان بيز 1981.