رسالة حفيد مبارك لجده :إعتذر لشعبك

أخبار مصر



كتب الدكتور عزت سليمان أستاذ بمعهد البيئة جامعة عين شمس خطاب إلى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك على لسان حفيد مبارك عمر علاء مبارك متخيلا ما يريده هذا الطفل البريىء من جده المحبوب لديه ومتخيلا انه يطالب من جده أن يعتذر لشعبه وهذا هو نص الخطاب على لسان حفيد مبارك.

إلى جدى الحبيب /محمد حسنى مبارك

أبعث إليك بسلامى وتحياتى وقبلاتى وإشتياقى إليك فقد حرمتنى الظروف القاسية من رؤياك كما كان .ولقد زاد حزنى وألمى وأنهمرت دموعى عندما شاهدتك داخل القفص الحديدى وأنت على سرير المرض وبجوارك أبى وعمى ومجاورا لك داخل مجرمى وزارة الداخلية ،وهذا يوم الأربعاء الموافق الثالث من أغسطس لعام 2011الثالث من شهر رمضان المعظم 1432هجرية ،وأنت يا جدى الحبيب أمام القاضى /أحمد رفعت والذى نادى عليك وقلت له (أفندمانا موجود )،ثم أخذ قولك وشهادته أمام الله وامام شعبك وأمام العالم كله فى تهم النيابة المتهم فيها والمنسوبة إليك فى القضية رقم 3642لسنة 2011جنايات قصر النيل المقيدة برقم 1 لسنة 2011المكتب الفنى للنائب العام ،ومتهم فيها أيضا معك ابى علاء وعمى جمال ،وملف التحريات والتحقيقات جاء فى اكثر من 20ألف صفحة ،وعندما سألك حينئذ القاضى :هل سمعت الإتهامات المسندة إليك وما قولك ،قلت (كل هذه الإتهامات أنكرها كاملة ولم أرتكبها )،كما ان والدى وعمى قد انكر كذلك.

جدى الحبيب

أعتذر ..أعتذر .زأعتذر لشعبك ولوطنك وبرر أخطائك ..وقل يا جدى ما فعلته فى حق شعبك من أخطاء فقد كتبت وصيتك فى كل أموالك وثرواتك وأودعت الوصية لدى محاميك الديب وكلها بعلم جدتى وأبى وعمى وأن أعتذريا جدى عما بدر منك والمصريين أحرار والسماحة تجرى فى دمائهم وأرواحهم مثل جريان نهر النيل منذ ملايين السنين فى وطنى مصر يا جدى .لا أريد أموال ولا ممتلكات يا جدى لا منك ولا من أبى ولا من جدتى ولا من عمى .أريد أن يسامحك شعبك قبل أن تكن يوما فى رحاب الله .الدنيا فانية كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال والإكرام ،أستحلفك بالله وبشهر رمضان وبحق من أحببته حفيدك أخى المرحوم /محمد ،فروحه تنادينى وتناديك وتطلب وتقول يا جدى أعتذر يا جدى عليك أن تعتذر ل شعبك ،فالإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون .

جدى الحبيب

بالله عليك أعتذر يا جدى ،فقد رعيتنى بحبك وحنانك وودك وأحضر لى أشياء حلوة كثيرة فلا تترك لى زكريات تؤلمنى ،أتجعلنى يوما أترك وطنى للخوف من ملامة أهلى المصريين ،أجعلنى أتباهى أمام الناس بأعتذارك أوهب أموالك وثرواتك للشهداء والمصريين وابنى مسجدا من مالك الخال الطاهر ولا تحتفظ إلا بمالك الخالص ،ولا تخاف على من الضعف او الفقر بل اترك لى شىء واحدا ..أترك لى ثروة عظيمة ونعمة وهى إعتذارك يا جدى لقد وقف والدى وعمى بجوارك يا جدى فى القفص فى وضع ليس ليمنعوا عنك الناس وإنما ليحجبوك من أن ترى ممثلى شعبك وحتى لا تتأثر وتقول الحقيقة بالإعتذار .يا جدى أنا عارف ان ما قلته هو ما أمله عليك محاميك الديب وأكده عليك أبى وعمى وجدتى وبألا تنساه ..يا جدى وما كان ربك نسيا يا جدى لقد قلت إما الإستقرار أو الفوضى ،والذى حدث ثورة .ثورة شعب للحرية أراد الله لها النصر ،ولقد أنحاذ لها الجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ،لقد أنحاز للحق .فمن أنحاز إليك ولأبى ولعمى فالكل أنصرف عنكم..فأنظر حولك فلن تجد شيئا وهذا هو وهم كبير إن وجدوا سوى محاميك الديب يدفع القضية للتبوير ولكن الله يريد لها التنوير

جدى الحبيب

من الضمير الحق الذى أودعه الله فيك لاتسمع رأى محاميك الديب ولا حتى أبى وعمى وجدتى .فلن ينجيك أحد من الله إلا الله وبقول لسانك بالحقيقة فقط قل وخلص ذمتك واترك لى الحقيقة وحدها رصيدا أحيا بها وأعتز بها مهما كانت لأنك جدى الحبيب .فأنا راض عنك إن طهرت نفسك بنفسك من النفس الأمارة بالسوءلتعود نفسك المطمئنة إلى الله راجعة طالة العفو والمغفرة .

جدى الحبيب

على الرغم من كل الضغوطالمؤلمة فقد وقف بجانبك إنسانيا المشير والفريق والمجلس العسكرى لوعدهم الأنسانى حتى الآن كى لا ينصرف عنك إنسانيا ولإتاحة الفرصة لعل يأتى منك الإعتذار والحق تقول الحقيقة ,فكن يا جدى نفسا من أبطال أنفاس المحبين لله بقولك لأن فى المحكمة سوف تشهد عليك الناس ممن كنت تعتبرهم من أتباعك وأصدقائك ،و سوف أيضا يأتى يوما وهويوم القيامة تشهد على الإنسان جوارحه أمام الله،والصدق يعلو ولا يعلى عليه ،فالحق فوق سوف تتكشف الحقائق فى المحاكمة عندما يشهد المشير والفريق بالحق لأنها شهادة أمام الله قبل أن تكون أمام القضاء والناس .والجيش وقادته قد إنحازت للحق أنحازت للشعب أنحازت للثورة وكان قراره الرائع والمصيرى لأه ،لا نفتح نيران على الشعب فماذا تنتظر من أن يقوله محاميك الديب: عنك الإنكار لن يفيد ..لن يفيد بعض الوقت ولن يفيدكل الوقت واعلم حقيقة النهاية ان أحاط بك مستشارى السوء ليؤكدوا وينفذوا ما أراد أبى وعمى وجدتى فى إقناعك الدائم بان عصرك هو من أزهى عصور الديمقراطية ولذا أرادوا جميعا وأقنعوك تماما بان يستمر سلطانك وأن يخلفك من بعدك عمى جمال وهذا وفق توجيهاتك والحزب والحكومة وأمن الدولة ضامنين النجاح واستمرار نظامك ولكن يا جدى أشرق الله نور حقهبإسقاط نظامك .لقد خدعوك جميعا تحت شعارات خادعة فكر جديد ,ومن أجلك انت ,وحتى تطمئن على أولادك,وكله خداع وسراب .

جدى الحبيب

لو استمر الحال على ما هو عليه فسوف أرث منك تاريخا مؤلما يظلمنى وستترك لى الكثير ممن يزايدون ويزيدون من تهمك وحكايات غير حقيقية وخاصة بعد رحيلك وستترك أيضا هذا التاريخ لإبنة عمى فريدة ..وما لا يحمد عقباه .

جدى الحبيب

الآن صحح ونقى صفحتك امام الله بالإعتذار لوطنك ولشعبك وليستريح ضميرك ،ويستريح أخى محمد فى قبره ،وافعل الخير لأهل المصابين والشهداء حتى يستريح الشهداء والمصابين ولعلهم جميعا يسامحونك وهذااملى الوحيد .أطلق بالحق لسانك وقل أعتذر لشعبى وصحح واستغفر لذنبك ولذنبى وتبراممن ومما غير منسوب إليك ,وتحمل خطاياك فإن الله غفور رحيم غافلر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذى الطول .

جدى الحبيب

وليكن لقبك الرئيس المعتذر لشعبه ..لقبا رحيما ..وعلى الدوام لك منى تحياتى وقبلاتى ودعائى وكن معى دائما..

حفيدك وحبيبك

عمر علاء محمد حسنى مبارك