تفسير قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"

إسلاميات

تفسير القرءان
تفسير القرءان



يحتفل العالم العربي والإسلامي بحلول شهر رمضان 2021 الطيب المبارك، حيث اعلنت دار الإفتاء المصرية أن غداً الثلاثاء، هو غرة الشهر الكريم.

ونرصد لكم بمناسبة دخولنا شهر رمضان 2021 تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وفي تفسير الآية، أشار الإمام الشعراوي، إلى أن الحق الحق سبحانه بدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: "يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام".

وأضاف: وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك. واضرب هذا المثل ولله المثل الأعلى هب أنك تُخاطب ابنك في أمر فيه مشقة، لكن نتائجه مفيدة، فأنت لا تقول له: "يا ابني افعل كذا"، لكنك تقول له: "يا بُنَيَّ افعل كذا"وكأنك تقول له: "يا صغيري لا تأخذ العمل الذي أكلفك به بما فيه من مشقة بمقاييس عقلك غير الناضج، ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل وتجربة والدك".

وأوضح فضيلة الإمام، أن المؤمنين يأخذون خطاب الحق لهم "ياأيها الذين آمَنُواْ"، بمقياس المحبة لكل ما يأتي منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة، والمؤمنون بقبولهم للإيمان إنما يكونون مع الحق في التعاقد الإيماني.

وتابع :"سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن به؛ لأنه لا يدخل في دائرة التعاقد الإيماني وسيلقي سعيرا، كما أنالصيام لون من الإمساك، حيث أن معنى صام، هو امتنع وأمسك، والحق يقول: "فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً فقولي إِنِّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليوم إِنسِيّاً"، وهذا إمساك عن الكلام، إذن فالصوم معناه الإمساك.

وبينَ فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أن الصوم التشريعي يعني الصوم عن شهوتي البطن والفرج من الفجر وحتى الغروب، ومبدأ الصوم لا يختلف من زمن إلى آخر، فقد كان الصيام الركن التعبدي موجوداً في الديانات السابقة على الإسلام، لكنه كان إما إمساكاً مطلقاً عن الطعام. 

وأردف: "ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله: "لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، حيث أن تعريف التقوى هو أن نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية، وأن نتقي بطش الله، ونتقي النار وهي من آثار صفات الجلال. 

واستطرد :"وقوله الحق: "لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" أي أن نهذب ونشذب سلوكنا فنبتعد عن المعاصي، والمعاصي في النفس إنما تنشأ من شره ماديتها إلى أمر م، حيث يقلل الصيام شره المادية وحدتها وتسلطها في الجسد، ولذلك يقول صلى النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، للشباب المراهق وغيره: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".