الملوك والرئيس.. السيسى صاحب فكرة افتتاح الأطفال لميدان التحرير

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



تلقى العالم مساء السبت الماضى جرعة مكثفة من الحضارة المصرية القديمة، قدمت فى أبهى صورة من خلال موكب ذهبى نقل ٢٢ من المومياوات الملكية من المتحف المصرى القديم إلى مرقدهم الأخير فى متحف الحضارة المصرية.

البداية كانت مع عرض وزير الآثار المصرى الدكتور خالد العنانى، على رئيس الجمهورية فكرة نقل المومياوات فى حفل مهيب إلى متحف الحضارة المصرى قبيل افتتاحه، ولقيت الفكرة استحسان الرئيس بل شارك بوضع أفكار للتخطيط للحفل، منها افتتاح أطفال لميدان التحرير ليرمزوا للمستقبل.

نظمت الحفل شركة «Media hub» المملوكة لمحمد السعدى، وهو تحد للشركات التابعة لسعدى جوهر، وتولت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة مسئولية التنسيق مع أجهزة القوات المسلحة إلى جانب المشاركة فى التخطيط للحفل الأسطورى، والسيطرة الإعلامية على أكثر من ٦٠٠ مراسل وصحفى مصرى وعربى وأجنبى من كافة أنحاء دول العالم، إلى جانب مهام التنسيق بين الأجهزة الإعلامية فى الدولة والترويج للحفل قبل انطلاقه بفترة كافية.

فيما أشار «محمد بكر» المتحدث باسم وزارة الإنتاج الحربى، إلى أن الوزارة كلفت بتصميم ٢٢ عجلة حربية تشارك فى الحفل الأسطورى لنقل المومياوات الملكية تسحبها ٤٤ من الخيول، مشيرا إلى أن مهندسى مصنع ٢٠٠ استوحوا التصميم من جدران المعابد الفرعونية، بناء على طلب وزارة الآثار المصرية بعد التنسيق مع المسئولين المختصين. 

وفى سبتمبر عام ٢٠٢٠ بدأ «محمد خفاجى» مدرس الموضة والفاشون بكلية فنون تطبيقية، مع زميلته «ياسمين عبد الفتاح» وضع خطة تصميمات الأزياء والإكسسوارات المشاركة فى حفل موكب نقل المومياوات الملكية، وتحديد مكان العمل، ولذا قرر صناعة كل ما يخص الحفل فى الاستديوهات والورش الخاصة به لتكون شاهدة على صناعة حدث عالمى، وبعد عدة جلسات قرر خفاجى الاستعانة بطلاب الفرقة الرابعة من كلية فنون تطبيقية للمشاركة فى الحدث العالمى، بالتعاون مع مصمم الأزياء «ستايلست» خالد عزام ومى جلال.

وضع التصميم لم يكن بسهل حيث سهر «خفاجى» وفريق عمله لمدة شهر فقط لوضع تصميم يناسب هذا الحدث التاريخى ويضاهى التصاميم العالمية، فما بين التصميم الأول والتصميم الأخير كان يتم إرسال التصميم لعرضها على مجلس الوزراء لتوضيح الرؤية كاملة حتى تم الانتهاء من كافة التصاميم فى شهر نوفمبر.

تقول «خلود»: نحن طلاب من الفرقة الرابعة بالمعهد العالى للفنون التطبيقية، كان اختيارنا للمشاركة بعد عدة مشاريع مع مؤسسة «موجى خفاجى».

وتضيف: العمل كان جماعيا، الكل كان مشاركًا فى تصنيع إكسسوارات أخذت فترات طويلة، ففى بعض الأيام كان العمل يصل لمدة ٢٤ ساعة».

ولم تمنع الامتحانات ومشروع التخرج، مشاركة خلود فى صناعة إكسسوارات الحدث التاريخى، حيث تم مخاطبة الكلية لتأجيل الامتحانات حتى الانتهاء من العمل.

سهر وإقامة فى الورش والاستديوهات، هكذا كان حال «مروة ياسين» ، فى الفرقة الرابعة للمعهد العالى للفنون التطبيقية لأجل المشاركة فى تصنيع إكسسوارات الحدث الأهم فى حياتها وفى تاريخ المصريين.

وكانت مروة من ضمن فريق كبير عمل على تصنيع إكسسوارات وأزياء المشتركين فى العروض الفنية فى حفل موكب المومياوات، صنعت مع فريق العمل ما يزيد على ٥٠٠ قطعة من التاجات بأشكالها المختلفة، فكان من الممكن صناعة ١٠٠ قطعة فى اليوم الواحد.

أما «مى جلال» منسقة أزياء حفل نقل المومياوات التى اهتمت بكل التفاصيل لأزياء أكثر من ١٦٠٠ شخص بجانب أزياء الفنانين.

وبدأت هى والستايلست خالد عزام فى التحضيرات للحفل من شهر سبتمبر الماضى وكان كل هدفهم اختيار أزياء بسيطة بطابع فرعونى وكل التجهيزات دى كانت تحت إشراف وزير السياحة والآثار خالد العنانى.  

وعلى مدى 14 يومًا متصلة، لم تتوقف البروفات الخاصة بأوركسترا الأوبرا من الـ12 صباحًا وحتى الثالثة فجرًا، استعدادًا للمشاركة فى الحدث الذى تابعه العالم من خلال موكب نقل المومياوات من المتحف المصرى بميدان التحرير، ليستقر بها المقام داخل المتحف القومى الحضارة، لتعزف سيمفونية رائعة لترنيمة إيزيس بعد ما شارك فى مراجعتها وترجمتها وتدريب الفرقة عليها كبار علماء الآثار والترجمة لتخرج بأروع صورها.