شباب أقباط المهجر يعلنون العصيان على الكنيسة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


على مدار عقود سعى أقباط المهجر للارتباط بوطنهم وكنيستهم المصرية بكل الطرق، كونهم نشأوا على مبادئ احترام الأكبر والقيادات السياسية والدينية، لكن أبناءهم من الجيل الثانى والثالث الذين ولدوا فى أجواء مغايرة تتمتع بحريات أكبر أصبحوا هم الأعلى صوتاً والأكثر انتقاداً لكنيستهم وقيادتهم الدينية، ليس هذا فحسب بل أيضاً طريقة العبادة وطقوسها والتى يعتبرونها لا تتسق مع ظروف العصر الحالى.

وليس من الغريب أن تكون فئة الشباب هى صاحبة الرأى النقدى والأكثر تطلعاً نحو الحرية، ولدى أبناء المهاجرين من الأقباط الكثير من الملاحظات على أسلوب الأبوة ومبدأ الطاعة والخضوع الذى ينتظره رجال الدين من الشعب.

يقول جاك سامى «36 عاماً» يعيش فى أمريكا: هاجر والدى وأنا فى عمر 3 أعوام ولا أذكر طفولتى المبكرة فى مصر، واعتقد أننى ولدت هنا بالمهجر والتحقت بالمدارس والجامعة وتخرجت ودخلت سوق العمل واحتككت بالثقافة هنا وتأثرت بها وأصبحت انتقد محاولات والدى فى ممارسة السلطة الأبوية على، حتى أننى منذ طفولتى فى الكنيسة كنت انتقد أسلوب رجل الدين والخدام، إنهم اعتادوا أن يتدخلوا فى كل مايمس حياتى الشخصية من اختيار شكل الملابس واختياراتى فى الدراسة، وبعضهم ينصحنى بالزواج حتى أشعر بالاستقرار والبعض الآخر يتطوع لاختيار العروسة.

ويضيف: «القساوسة الذين ترسلهم الكنيسة للخدمة فى المهجر لا يتم تدريبهم على ثقافة المجتمع الجديد المتحررة من السلطة الأبوية.. الكاهن قد ينتقد تسريحة شعرى أو طول لحيتى وأسلوب كلامى، بينما مجتمعى يدعمنى فى كل ما يخص حياتى باعتباره خصوصيات، وهذا ما دفعنى والكثير من جيلى للابتعاد عن الكنيسة.

بينما ترى شيرى وهبة «29 عاماً» إن البابا أياً كان من هو لايجب أن ينفرد بالسلطة واتخاذ القرارات الدينية، ولا يجب أن يكون هناك مجلس ملى هو المرجع الأوحد من الشعب، بينما يتكون من أهل الثقة والأغنياء ومشاهير الأقباط، إنه تمييز مهين ولايجب أن تسقط فيه الكنيسة التى تعتبر أن الفقراء هم الأقرب لله.  

وتضيف «شيرى»: نحن كأقباط مهجر فى دول العالم نساهم بشكل كبير فى تبرعات للكنيسة، لماذا إذن لا نعلم ميزانية الكنيسة خاصة أن الدول تعلن ميزانيتها وأوجه الصرف ومعدلات التخصيص لكل وزارة؟ لماذا التعتيم على الميزانية بينما هى بالأساس من جيوب الأقباط سواء فى الداخل أو الخارج؟ وكذلك حينما تمر الكنيسة بضائقة مالية تطالب الشعب بالتبرع، وكيف تخبرنا بالضوائق المالية ولا تفرج عن ميزانيتها وممتلكاتها؟، هذا الغموض يشعرنا بأمر مخيف لايجب أن يظنه المؤمن تجاه رجال الدين.

يقول رامز ديفيد «39 عاما» من أستراليا: القيادة الكنسية لا تمتلك صكوك الغفران وحق العبادة فقط، بل أيضاً لديها مفاتيح السياسة والتوجيه نحو مرشحين محببين سواء فى الانتخابات النيابية هنا أو فى انتخابات مصر، وقد يحشدون لدعم أحدهم ويقوم أحد رموز الجالية من المقربين لرجال الكنيسة بتوفير وسائل انتقال إلى السفارة للتصويت، واستخدامنا وتحريكنا كقطع شطرنج لإيصال رأى معين فى إحدى القضايا للدول التى نعيش بها، نحن بشر لدينا أفكار وحرية منحنا الله إياها وتسعى الكنيسة وقيادتها بمصر لسلب تلك الحرية، وكذلك فإن أى مصرى يترشح لمنصب هنا عليه أن يحصل على رضى الكنيسة، ومن خلالها محبة الجالية ودعمها، إنها سلسلة من الفساد الدينى والتى يجب أن تنتهى تماماً.

ويشير جاك سامى، إلى أن الكثير من الشباب من أبناء الجيل الثانى والثالث قد تركوا الكنيسة وفرغت تماماً من الشباب ولم يبق سوى العجائز وكبار السن، وهذا أمر ملحوظ فى القداسات والاحتفالات الدينية، وهى نتيجة طبيعية بسبب شكل الطقوس التى أصبحت مملة وغير مفهومة للغالبية العظمى، إن لم يكن جميعنا نتحدث الإنجليزية أو أى لغة غير العربية، وقلة قليلة منا يعرف بعض الكلمات فكيف للكنيسة الإصرار على الصلاة بالعربية والقبطية، أنا لا أعرف ماذا يرددون؟، وكذلك الألحان الطويلة وطريقتها المملة والتطويل فى المردات والتراتيل تشعرنا بالاختناق.