حسين الجندى يكتب .. قليلْ من العقل والضمير

مقالات الرأي

حسين الجندى يكتب
حسين الجندى يكتب .. قليلْ من العقل والضمير


خرجت ثورة 25 يناير من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية، وكانت الشعارات التي تنطلق من حناجر المتظاهرين كانت تعبر عما يريد المواطن المصري، فمثلاً الشعب يريد إسقاط النظام هذا الشعار كان يعبرعن نظام طاغي فاسد مستبد، دمر البلاد وأنهك العباد، لذا كان لابد من إسقاطه عبر شعار واحد .

الهتاف الثاني، عيش حرية عدالة إجتماعية ، يعتبر هذا هو أكثر شعارهتف به المصريون في الثورتين، خبراء علم النفس يحللون ذلك، بأن هذا الهتاف معبر بكل المقاييس عن حال المواطن البسيط، وعن الفقراء والبسطاء.

نأتي إلي الهتاف الثالث، وهو ما أريد أن أتحدث عنه بكل إستفاضه، مشاعر المواطن المصري، الذي خرج ليقول الشعب يريد تطهير الإعلام حيث أن المصدر الرئيسي للمواطن المصري البسيط لإتخاذ المعلومات وتشكيل الرأي العام، هي برامج التوك شو .

كانت كل أدوات الإعلام تتبع النظام الحاكم وتمارس أدواته للتطبيل والتهليل للرئيس ومن يعاونه، وكان حتماً يجب الإتجاه إلي القنوات الخاصة حيث يوجد بها جزء من الحرية والتعبيرعن الرأي الحر الموضوعي، كنا نقدر أغلب القنوات الفضائية التي ساهمت في إنجاح الثورة سواء يناير أو يونيو .

أعتقد أن الثقة التي أخذتها تلك القنوات ما كانت أن تأخذها لولاهذا الشعب، هنا لابد من وقفة ضد التجاوزات اللفظية والأخلاقية، التي تتعارض مع المخزون القيمي، والأخلاقي للمصريين.

ولايمكن لأحد منا أن يسمع هذه الألفاظ فى الشارع المصري، سواء تجريح أوبذاءات، تحدث من وإلي رجال الساسة عبر القنوات، ووصلت إلي أغلب الثوارالحقيقيون لثورة 25 يناير، ولا يمكن أن يستمر هذا التشوية المتعمد، من بعض القنوات التى من المفترض أن تنقل الحدث بكل شفافية للشارع المصري، ولكن ما حدث وما زال يحدث هو العكس .

هناك هجوماً شرساً من بعض وسائل الإعلام، أوتمجيداً واضحاً, لأشخاص لا ينتمون للثورة، بكل المقاييس، بل كانت كل قضاياهم وأمالهم، هو كيفية الوصول إلي كرسي لرئاسة نادي أو الوصول للبرلمان، حتي يمكن الإستفادة منه، والتقرب إلي حضن النظام، أوبغرض الشهرة وإكتساب بطولات زائفة .

هذا بالإضافة إلي مساعدة هذه القنوات، لتشوية رموز وشخصيات ثورة 25 يناير، بالإستعانة برجال الحزب الوطني المنحل، أوشخصيات غير ثورية، ولا تنتمي للثورة من الأساس، وبالعكس كانوا متهمين بموقعة الجمل ومواقع العنف التى حدثت فى مصر أثناء ثورة 25 يناير، ولكن تم تبرئتهم من القضاء المصري ونحترم أحكامة ونقدرها وستظل المحاكمة الشعبية هي التي ستخرج، هؤلاء من الساحة بقرار شعبي .

لا أريد أن أذكر أسماء وشخصيات بعينيها، ولكن من قرائتك للمقال، سوف تعرف عمن أتحدث عنهم، سواء من القنوات أوالشخصيات، التي تطل علينا يومياً على شاشات التليفزيون المختلفة، وينهمر من أفواههم سيل من الشتائم والسباب، وتوجية الإتهامات لمن يخطر له على بال دون سند أو ضمير .

إن كل معظم الثورات وأغلبها تكون لها سلبيات وإيجابيات، ولكي نحافظ علي مكتسبات الثورة ونحصد ثمارها، لابد من القضاء علي الديدان والفئران القارضة ، حتي تصبح الأرض خصبة، لبناء مجتمع متعلم مثقف واعي .