هزار فاضل الحصيني تكتب: خاطرة إهداء وعربون محبة من ابنة سوريا الأبية إلى وطنها الثاني مصر
من أمثال بتاح حتب: «اتبع قلبك طوال حياتك»، وأنا اتبعت قلبي لأكتب هذه الكلمات..
مصر الجميلة أرخت جدائلها السمراء على نهر
النيل، ففاضت علما ومعرفة، وسرىى عطرها على
ضفافه، فانتشت عقول أبنائها، وبرموشها غطت رمال الصحراء الممتدة بنيانا، لتحتضن
كلتا يديها ألوان الفصول وطقوس الأعياد، فزينت بها جدران المعابد والأضرحة
والمسلات.
عندما استيقظت صباحًا تناثرت شذرات الذهب على
شرفات المعابد، عزفت لحن الفن والجمال على قيثارة الزمن، وهي تداعب زهرة اللوتس.
فكان لابد لأذاننا أن تسمع وترنو إلى الوهج المنبث، فطرب البصر قبل أن يطرب السمع.
أيتها الرائعة حد ما بعد السماء، لقد ثملنا
هواك، وأدمنا عظمتك، وعلى استعداد أن نحرق
البخور ونقدم قرابين الولاء في معبد عظمتك،
لنُبرم عقد الطاعة على ورق البردي.
ماذا فعلت بالعشاق؟.. لحنك يضج مخدعنا.. عزف رنيم يغذي الروح شهدا.
لتتدفق
شلالات من بخور وعطور، تنتشلنا من جلوسنا، وتهب لنا جناحان من اللاوعي، يطوف ويلف
حول بهاؤكن وعلى جدران ذاكرتنا نقشنا اسمك، فؤادنا يرفرف لرؤيتك، وقشعريرة الحب
والإجلال تنتابنا كلما دنونا منك أكثر مع كل اكتشاف وكل موكب.
نبتهل الله في صلواتنا أن يحميك.. حضارة وأرضًا..
شعبًا وقائدًا.