"بقطع حجارة صغيرة".. شاهد مساجد الصحراء لقبائل العبابدة والبشارية في الأودية الجبلية (صور)
حياة بسيطة وهادئة يعيشها أهالي القبائل البشارية والعبابدة، جنوب البحر الأحمر، وغالبًا في أودية الجبال بعيدًا عن الضوضاء وزحام المدن الحديثة، كما تعودة منذ نشأتهم، وكانوا يسكنون في مساكن مصنوعة من البرش "فرش مصنوع من السعف" وتبطن بمفروشات الصوف وبقايا الأقمشة.
أصل الحكاية
يقول آدم سعد الله، أحد أهالي قبيلة العبابدة، إن العبابدة قبيلة عربية تمتد أنسابها إلى الصحابي الجليل الزبير بن العوام، ابن عمة رسول الله وحواريه، وتعيش هذه القبيلة جنبًا إلى جنب مع قبيلة البشارية بالصحراء الشرقية في جنوب مصر ما بين محافظتي أسوان والبحر الأحمر، والعبابدة والبشارية قبائل رعوية تعيش على الأمطار وترعى الإبل والأغنام وتجمع الأعشاب الطبية في الصحراء، واشتهرت بالتجارة الحدودية.
وأضاف آدم، لم يختلف الحال كثيرًا عن قبيلة البشارية فهم أبناء عمومة العبابدة وتجمعهم الأنساب والإقامة والعادات والتقاليد، وعرفت هذه القبائل باسم "البجة" ويتحدثون "الرطانة " ويحرصون على الترابط والتواصل بينهما البعض في العادات والتقاليد المختلفة.
مساجد الصحراء
مساجد الصحراء عند قبائل العبابدة والبشارية، هي عبارة عن أماكن يتم تحديدها بقطع صغيرة من الحجارة، لتحديد معالم المسجد من قبل أهل القبيلة وهى عادات أهالي القبائل العربية التي تسكن الأودية.
ويقول آدم سعد الله، أحد أهالي قبيلة العبابدة، إن مساجد الصحراء ليس بأمر مستحدث ولكن هو أمر طبيعي لقبائل العبابدة والبشارية، أثناء الترحال وفى أماكن إقامتهم وسط الأودية الجبلية.
وأضاف آدم، لـ"لفجر" أن القبائل اعتادت على إنشاء تلك المساجد البسيطة حتى يتمكنوا من أداء الصلوات الذى فرضها الله على عبادة، مشيرًا أنه يتم إنشاء المسجد بمعرفة أفراد القبيلة وتحدد القبلة بخبرة مشايخ القبيلة بحكم خبرتهم في الصحراء، وأثناء الترحال يتم ترك المسجد كما هو حتى يتمكن من بعدهم من الصلاة في هذا المكان.
وأوضح ادم أن مساجد الصحراء منتشرة في جميع الأودية الجبلية والصحراء ويؤدون أهالي القبائل العبابدة والبشارية أثناء رحلة الرعي الصلاة بها.