"ما بين الحصر والتسجيل".. خبراء ينتقدون تسجيل الآثار المنقولة ومسؤول يرد

أخبار مصر

بوابة الفجر


أعلنت وزارة السياحة والآثار عن تسجيل عدد من القطع الأثرية المنقولة مثل القبة النحاسية في مجموعة السلطان قايتباي، وكذلك عدد من الأيقونات في كنيسة دير الملاك بالشرقية، ودير سانت كاترين في جنوب سيناء.

وعلق عدد من المتخصصين والمهتمين بالشأن الأثري أن هناك بالفعل حصر للقطع الأثرية داخل المباني الأثرية، فما الداعي للتسجيل؟، ووصفوا العميلة الجارية بتسجيل المنقولات الأثرية بأنها "تسجيل في المتسجل" حيث أن عمليات الحصر التي تمت على المباني الأثرية ومحتوياتها دقيقة وتشتمل على توصيف دقيق لتلك القطع فما الجديد؟

وأضاف البعض أن الحصر هو الأصح حيث أن التسجيل سيجعل من كل قطعة غير مسجلة مباحة للنهب، وسيحول كل القطع التي في الحصر إلى قطع نحتاج إلى تسجيلها مرة أخرى، فهنا نحتاج لتسجيل الأبواب والشبابيك وكل جزء من الأثر.

وحول هذا الأمر قال أسامة الكسباني، مدير مركز معلومات قطاع الآثار الإسلامية، إن فلسفة تسجيل القطع الأثرية المنقولة تعتمد في الأساس على إيجاد الطريقة المثلى للحفاظ على الأثر المنقول من الفقد.

وأشار في تصريحاته إلى الفجر أن التسجيل هنا لا يعني إلا بالقطعة الأثرية التي لم يشملها الحصر أو شملها ولكن بشكل غير دقيق، بحيث أنه لم يتم توصيفها أو تصويرها وتسجيل سماتها الفنية، لأن الحصر هو أحد خطوات التسجيل.

والتسجيل يعمل على تصوير القطعة وتسجيلها بكل سماتها الفنية وإدراجها في حصر المنشأة حيث أنها جزء لا يتجزأ من الأثر، ولكن يمكن نقلها، لذلك التسجيل يجعل من هذا النقل قرار في منتهى الصعوبة.

وينطبق ما سبق على القبة النحاسية في مجموعة السلطان قايتباي حيث أن الحصر شملها ولكن دون توصيف دقيق أو صور دقيقة، فتم تسجيلها بقرار من اللجنة الدائمة كقطعة أثرية متفردة وهي جزء من الأثر.

وأشار الكسباني إلى أن التسجيل يجب أن يطال كل الأجزاء بتفصيلاتها، وكل جزء لم يتم حصره بدقة يُسجل حرصًا وحفاظًا عليه من الفقد، فكل حشوة من حشوات منبر أو كرسي مصحف، يجب أن يتم تصويرها ضمن عمليات التسجيل بحيث لو فقدت لأمكن استرجاعها بسهولة.

إضافة إلى أن التسجيل بقرار مستقل للقطعة وإلحاقها بالأثر إضافة للحصر السابق، يحل المشكلة الأزلية بين مسؤول الأوقاف ومسؤول الآثار، حيث أن التسجيل حول القطعة لجزء لا يتجزأ من الأثر، وأقوى من العهدة، حيث سيتعامل مسؤول الأوقاف مع القطعة تعامله مع أبواب وحوائط الأثر، لا تعامله السابق مع القطعة المنقولة كونها قطعة يمكن الاستغناء عنها أو عدم العناية بها.