بعد تصريحات مياه النيل خط أحمر.. تطورات جديدة في ملف سد النهضة
تطورات جديدة، طرأت على ملف سد النهضة، بعد التصريحات النارية التى أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الثلاثاء، بشأن الأزمة، أثناء زيارته لقناة السويس، لتفقد المجرى الملاحى ومركز التدريب البحرى والمحاكاة التابع للهيئة بالإسماعيلية، وذلك بعد نجاح الجهود المصرية فى تعويم السفينة البنمية الجانحة EVER GIVEN.
فعلى غرار الخط الأحمر الذى رسمه السيسى فى ليبيا، لضمان عدم المساس بالأمن القومى المصرى، حين قال إن سرت والجفرة خط أحمر، رسم السيسى خطا أحمر آخر لإثيوبيا، يضمن عدم المساس بمياه مصر، التى تعد مسألة أمن قومى لمصر أيضا.
أول تعليق من إثيوبيا بعد تصريحات السيسى
وفى أول تعليق من إثيوبيا بعد تصريحات السيسى عن سد النهضة، كشف السفير الإثيوبى بالقاهرة، ماركوس تيكلى ريكى، اليوم الأربعاء، عن استئناف المفاوضات بشأن ملف السد الإثيوبى مع مصر والسودان قريبًا، للتوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن من مصلحة بلاده الوصول لاتفاق.
وقال السفير الإثيوبى، خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم الأربعاء، بمقر السفارة الإثيوبية بالقاهرة: "مستعدون لذلك، لأن هدفنا كان ملء السد خلال 3 سنوات، ولكن وافقنا على الملء خلال مدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات نزولًا على رغبة دول المصب"، مشددًا على أن أديس أبابا ملتزمة بالمفاوضات والحلول السلمية.
وأضاف ريكى: "لم يتم التواصل مع إثيوبيا رسميًا بشأن لجنة الوساطة الرباعية التى اقترحها السودان، وسمعنا عنها من وسائل الإعلام فقط".
وأكد السفير الإثيوبي بالقاهرة، أن أديس أبابا دائمًا تركز على المفاوضات وتعمل على حل الخلافات بطريقة سلمية، مشيرا إلى أن بلاده تقوم ببناء السد منذ عام 2011 وكانت شفافة مع مصر، ومؤكدا أن إثيوبيا منفتحة على الحوار وترغب فى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف، كما أكد أن سد النهضة لن يسبب ضررًا لدولتى المصب، موضحا أن بلاده تركز على المفاوضات فى الوقت الراهن.
تضامن عربى مع مصر والسودان
وبادرت دول عربية عدة، بإعلان موقفها من أزمة سد النهضة، مجددة دعمها وتضامنها الكامل مع مصر والسودان، فى الحفاظ على أمنهما المائى، الذى يعد جزءا من الأمن القومى للبلدين.
الإمارات
وكانت الإمارات العربية المتحدة على رأس الداعمين لمصر والسودان، إذ أكدت، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولى، على اهتمامها البالغ وحرصها الشديد على استمرار الحوار الدبلوماسى البناء والمفاوضات المثمرة لتجاوز أية خلافات حول سد النهضة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، وأهمية العمل من خلال القوانين والمعايير الدولية المرعية للوصول إلى حل يقبله الجميع ويؤمن حقوق الدول الثلاث وأمنها المائى، وبما يحقق لها الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، ويضمن ازدهار وتعاون جميع دول المنطقة.
السعودية
كما أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للموقف المصرى والسودانى فى الحفاظ على أمنهما المائى.
وقالت السعودية، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، إن المملكة تؤكد دعمها ومساندتها لمصر والسودان، وأن أمنهما المائى جزء لا يتجزأ من الأمن العربى.
وأضاف البيان أن المملكة تؤكد دعمها ومساندتها لأى مساعٍ تسهم فى إنهاء ملف سد النهضة، وتراعى مصالح كل الأطراف، وتشدد على ضرورة استمرار المفاوضات بحسن نية، للوصول إلى اتفاق عادل وملزم بخصوص سد النهضة فى أقرب وقت ممكن، وفق القوانين والمعايير الدولية المعمول بها فى هذا الشأن، بما يحافظ على حقوق دول حوض النيل كافة فى مياهه، ويخدم مصالحها وشعوبها معا.
الكويت
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية، عن تضامن دولة الكويت مع مصر والسودان فى جهودهما الحثيثة فى الحفاظ على الاستقرار الإقليمى، ومساعيها لحل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ لدول مصب نهر النيل حقوقهم المائية والاقتصادية، وفق القوانين الدولية، وبما يمكن هذه الدول من تحقيق طموحاتهم فى التنمية.
وشددت الخارجية الكويتية على أن أمن مصر والسودان المائى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، مؤكدة دعم الكويت للمساعى الرامية إلى إنهاء ملف سد المهضة بما يراعى مصالح جميع الأطراف.
الأردن
تلقى وزير الخارجية سامح شكرى، اليوم الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا من نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدى، وذلك فى إطار حرص الجانبين على دورية التشاور والتنسيق المستمر بينهما.
وتناول الاتصال التباحث بشأن عدد من القضايا، وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث شدد الصفدى على أهمية التوصل لحل تفاوضى لقضية سد النهضة، يحفظ حقوق مصر والسودان وجميع الأطراف.
وأكد الصفدى ضرورة عدم اتخاذ أى خطوات لا تراعى حقوق جميع الأطراف فى مياه النيل، وعدم ملء السد خارج اتفاق عادل على أساس القانون الدولى.
البرلمان العربى
أعرب البرلمان العربى، اليوم الأربعاء، عن تضامنه وتأييده التام لدولتى مصر والسودان فى ضمان حقوقهما المشروعة فى حصتهما من مياه نهر النيل، ومساندته لأى مساعٍ تسهم فى حل أزمة سد النهضة بهدف التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وأكد البرلمان العربى رفضه القاطع لأى إجراءات أحادية قد يقوم بها الجانب الإثيوبى بعيدًا عن الحلول التفاوضية المشروعة التى يؤيدها ويدعمها المجتمع الدولى.
وطالب البرلمان العربى فى بيان له، إثيوبيا بالابتعاد عن سياسة فرض الأمر الواقع، التى قد تؤدى إلى تصعيد أزمة سد النهضة وزيادة أسباب التوتر فى المنطقة، وكذلك التجاوب الكامل مع الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر بهدف التوصل إلى اتفاق قانونى وملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
منظمة التعاون الإسلامى
دعت منظمة التعاون الإسلامى إلى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل يحفظ حقوق ومصالح مصر والسودان وإثيوبيا.
وأكدت المنظمة على ضرورة الحفاظ على الأمن المائى لكل من مصر والسودان، وذلك إثر متابعتها للجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإيجاد حل لمسألة سد النهضة الإثيوبى.
مياه مصر خط أحمر
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أطلق تصريحات نارية بشأن ملف سد النهضة.
وقال الرئيس السيسى "بالنسبة لموضوع المياه اللى شاغلنى وشاغلكم كلكم، موضوع التفاوض هو خيارنا اللى بدأنا بيه، وعايز أقولكم إن العمل العدائى قبيح وله تأثيرات كبيرة جدا تمتد لسنوات طويلة لأن الشعوب لا تنسى".
وأضاف الرئيس السيسى: "إحنا بنتكلم عن إن معركتنا معركة تفاوض، وكل يوم الرأى العام العالمى، وكبار المسؤولين فى دول العالم يرون أننا جادين فى التفاوض بشكل يحقق الكسب للجميع، علشان ميبقاش فيه حد منفرد بحاجة، وكل مطالبنا لا تخرج عن القوانين والمعايير الدولية المعمول بها فى التعامل مع هذه الموضوعات اللى هى المياه العابرة للحدود".
وأكد السيسى: "إحنا ماشيين فى التفاوض، ويمكن خلال الأسابيع القليلة المقبلة هيكون فيه تحرك إضافى للمفاوضات بشأن الموضوع، ونتمنى أن نصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد".
وتابع الرئيس السيسى: "إحنا مبنتكلمش كتير، بس أنا بقول للناس كلها، محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللى عايز يجرب يجرب، إحنا مبنهددش حد، إحنا عمرنا ما هددنا، ودائما حوارنا رشيد وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هيكون فيه حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة لا يتخيلها أحد".
واختتم الرئيس السيسى تصريحاته بشأن أزمة سد النهضة، قائلا: "محدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا، أنا عمرى ما اتكلمت كدا ومبهددش حد، وبقول تانى مياه مصر لا مساس بها، والمساس بها خط أحمر، وهيبقى رد فعلنا فى حالة المساس بها أمر هيأثر على استقرار المنطقة بالكامل".