تعرف على صاحب فكرة التكريك أسفل غاطس السفينة الجانحة.. وكيف جرت عملية التعويم؟
تنفس العالم الصعداء بعد أن تحركت السفينة "إيفرغيفن" العالقة في قناة السويس من موقعها السابق في قلب المجرى الملاحي للقناة وجاء تعويم السفينة الجانحة، بعد نحو أسبوع من الأزمة التي أثارت القلق في العالم جراء تعطل الملاحة في قناة السويس التي ينتقل عبرها نحو 13% من حجم التجارة العالمية.
وتعتبر السفينة هي الأكبر في العالم، بطول يصل إلى 400 متر، ووزن إجمالي يبلغ 224 ألف طن، ولم يكن هناك أي قارب مصري يرشد "إيفر غيفن" أثناء عبورها القناة وذلك دحضًا للشائعات التي أشارت إلى أن سبب جنوح الناقلة هو خطأ إرشادي محلي.
وفور اندلاع الأزمة أرسلت هيئة قناة السويس الكراكتين "مشهور" و"العاشر من رمضان" لدعم جهود الحفر في مياه القناة، بالإضافة إلى الجرافات المتواجدة على الضفة للحفر حول السفينة وهي سفن متخصصة في الحفر في المياه، وتستخدم عادة لشق القنوات المائية أو توسعتها.
بعد يوم واحد من الأزمة وصل فريق من ثمانية أشخاص من وحدة "SMIT" الشهيرة للحفر والإنقاذ البحري، التابعة لشركة "رويال بوسكاليس وستمنستر" الهولندية للتجريف والمعدات الثقيلة، إلى قناة السويس لتقييم الأعمال الجارية لإعادة تعويم الناقلة العملاقة "إيفر غيفن".
وركزت جهود الإنقاذ الضخمة الرامية إلى تعويم السفينة الجانحة على تجريف الرمال من أسفل مقدمة السفينة ومؤخرتها، قبل سحب السفينة باستخدام زوارق القطر وقامت فرق الإنقاذ حفرت بشكل أعمق وأقرب من السفينة ووصل الجرف إلى 18 مترًا في مقدمة السفينة وتم إزالة أكثر من 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى تعريم السفينة.
وتمت مناورات الشد بواسطة 12 قاطرة تقوم بالعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة، حيث تعمل القاطرتان بركة 1 وعزت عادل على شد مقدمة السفينة، وقامت 6 قاطرات بدفع مؤخر السفينة جنوبا، فيما قامت أربع قاطرات أخرى بشد مؤخر السفينة جنوبا.
وكانت فكرة التكريك أسفل غاطس السفينة لرئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع منذ اندلاع الأزمة وكان أحد أسباب نجاح عملية تعويم السفينة الجانحة هو الحسابات الناجحة لظاهرة المد والجذر والتيارات البحرية واستغلالها لشد السفينة فالجزء الجنوبي لقناة السويس يشهد مستوى مرتفعًا من المد مقارنة بالجزء الشمالي، لأن الجزء الجنوبي أقرب للبحر الأحمر وخليج السويس الذي يشهد عملية مد وجذر أكبر من البحر المتوسط المرتبط بالجزء الشمالي للقناة.
فيما قدمت الشركة اليابانية المالكة للناقلة اعتذارًا رسميًا، وسيكون هناك تعويض ستتحمله الشركة اليابانية وشركة التأمين على الناقلة.