دكتور خالد صلاح يكتب: مع سبق الإصرار والترصد

مقالات الرأي

بوابة الفجر



استوقفني كثيرًا عملية الإصرار والترصد من وكالات الأنباء العالمية حول الأحداث التي توالت حدوثها في مصر إبتداءًا من سفينة قناة السويس وجنوحها في المدخل الجنوبي للقناة وتعطيلها لحركة الملاحة في قناة السويس لمدة أيام
 وما ترتب على ذلك من توقف لنسبة كبيرة من حركة التجارة العالمية.
ثم حدث قطاري الصعيد وتصادم أحدهما بالآخر وما نتج عن هذا التصادم من وفاة لعدد ليس بالقليل اختلفت الروايات بين العدد العشرين والواحد وبين الثلاثين وأثنين بجانب المصابين الذي تعدى المائة.
وتوالت الأحداث بعمارة جسر السويس بالقاهرة وما نتج عن ذلك من وقوع ضحايا بين مصابين وقتلى.
وبعيدًا عن هذه الأحداث التي حدثت في مصر في الأيام الماضية وأسبابها الكامنة بين الأخطاء البشرية والطبيعية والميتافزيقية والأهم من ذلك والمتفق عليه الإهمال والفساد البشري كما في أسباب عمارة جسر السويس.
كل ما سبق كله كان حديث العالم بأثره كبارًا وصغارًا وكأن العالم أصبح في جنة عرضها السموات والأرض ولم يتبقى إلا قطعة من جهنم ولعنة توجد في مصر بأحداثها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
  وبالرغم من أن الأحداث ألمتنا جميعاً بما نجم عنها من سقوط للضحايا بين قتيل ومصاب كما في قطاري الصعيد وعمارة جسر السويس وبالطبع حزنّاّ على ذلك حزن الشخص على أهله فهم آباءنا وأمهاتنا وأخواننا رحم الله ميتهم وشفى الله مصابهم.
   ولكن الألم الرئيسي من هذه الأحداث هو المتمثل في ترصد القنوات الإخبارية العالمية سواء كانت صديقة أو غير صديقة باستثناء أشقاءنا وما تتناقله هذه القنوات الإخبارية لأحداث مصر لدرجة أن شبكة سي إن إن جعلته مادة تعليمية في أحد برامجها للأطفال وخاصة كيفية إيجاد حلول لحدث السفينة الجانحة بقناة السويس.
   نعم حدث ذلك في مصر. 
    نعم هناك أسباب لم يتم الاصفاح عنها إلا بعد التحقيقات.
ولكن الأهم من ذلك أنه يجب أن نتكاتف جميعاً لكي نتجاوز هذه المحن والبحث في أسباب هذه الكوارث وخاصة المتمثلة في إهمال وفساد العنصر البشري الذي يجب أن يًحاسبوا حساب الملكين.
وبالرغم من وقوع هذه المحن وما نتج عنها من ألم وحزن لما خلفته؛ إلا أننا يجب أن نفخر بمدى مكانتنا عالمياً وثقلنا الاقتصادي والعالمي وخاصة قناة السويس ومدى تأثيرها على أفتصاديات كبرى في العالم وأن حكاياتنا مادة علمية للعالم كله بين دول معنا ودول غير ذلك لدرجة الترقب لما يحدث في مصر وفي بلدنا.
                         مع سبق الإصرار والترصد.