بردية تورينو: مستند من مكتب هندسي مصري قديم لمقبرة رمسيس الرابع
المصري القديم كان يمتلك من العبقرية الهندسية بالقدر الذي مكنه من إبهار العالم، وأحاط حضارته بقدر كبير من الغموض، ولكن وصلت لنا بعض البرديات التي كشفت لنا عن جوانب تلك العبقرية ومنها بردية تورينو.
ومن ناحيته قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، إن المصري القديم كانت لديه مكاتب هندسية سجلت معالم حضارته بدقة وتجسّد هذا فى المكتب الهندسى لرمسيس الرابع الذى سجّل رسمًا مفصلًا لمقبرته بمقياس رسم مصرى قديم.
وأشار ريحان في تصريحات إلى الفجر، أنه تم العثور على مخطوطتين عن تكوين مقبرة رمسيس الرابع يرجع تاريخهما إلى وقت تشييدها، واحدة منها على ورقة بردي موجودة الآن بمتحف تورينو في إيطاليا والتي تعطي رسما مفصلًا للمقبرة توضح جميع الممرات والحجرات بمقاييس مصرية قديمة كما تصف مخطوطة البردي تابوت رمسيس الرابع المكون من أربعة توابيت داخل بعضها البعض على النحو الذى وجدت فيه مومياء توت عنخ آمون.
أما المخطوط الآخر فهو مرسوم على لوحة من الحجر الجيري كشف عنها قرب مدخل المقبرة تعطى رسمًا تقريبيًا للمقبرة وتصف أماكن الأبواب فيها وربما كانت تلك اللوحة خاصة بأحد العاملين قديمًا
وأضاف أن مقبرة رمسيس الرابع لم تسلم من اللصوص قديمًا وعندما وجد الكهنة أن المقبرة مفتوحة ومسروقة أخذوا مومياء رمسيس الرابع وحافظوا عليها في المقبرة 35 حتى لا تمتد إليها يد اللصوص مرة ثانية وتعرف عالميًا باسم KV2 والتي تقع في وادى الملوك وعثر بها على العديد من النقوش باللغات اليونانية والفينيقية والقبطية نقشها زوار المقبرة وهي المقبرة الرائعة الجمال برسوماتها عن الإله رع ومشاهد من كتاب الكهوف وكتاب الموتى، وأول من زارها حديثًا هو "كلود سيكارد" إلى أن قام هوارد كارتر برؤية ما فيها وكتب عنها في عام 1920 قبل اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون.
ومن الجدير بالذكر أن رمسيس الرابع الأسرة العشرون حكم من 1155 إلى 1149 ق.م، وتقع مقبرته بالوادى الشرقي بوادى الملوك، طولها 88.66 م، والتابوت من الجرانيت الأحمر وعثر على الغطاء مقسومًا في اثنين وقد كشطت أجزاء من الواجهة العلوية له، اكتشفها إدوارد راسل آيرتون (1905 - 1906).