غرفة «المسك» تحدد الانتحارى فى العمليات الإرهابية.. و«القرآن الكريم» عند النوم لإيهامه بروحانية التنظيم
اعترافات العناصر التى سلمت نفسها للقوات الأمنية تكشفها
عانت الجماعات والتنظيمات الإرهابية خلال العامين الماضيين المزيد من الانحصار والتشرذم بسبب القبضة الأمنية المشددة فى بعض المناطق المحدودة بشمال سيناء، وتحديداً فى العريش ورفح والشيخ زويد، إلى جانب ضعف التمويل وغلق الأنفاق وموجات فيروس كورونا المستجد الذى طال معظم دول العالم، ما جعل تلك العناصر على حافة الهاوية والانقراض.
تلك الظروف القاسية جعلت أفراد التنظيمات الإرهابية منحصرين داخل الكهوف والتلال، يعيشون عيشة بدائية بطعام وشراب لا يكفى فى معظم الأوقات، ما دفع كثير منهم للتواصل مع شيوخ القبائل لطلب تسليم أنفسهم للقوات الأمنية هرباً من ذلك الجحيم، وبالفعل استسلم العشرات منهم فى بعض الكمائن، وتم استجوابهم من خلال الجهات المختصة.
وخلال استجوابهم ظهرت خبايا تلك التنظيمات ورعونة عقيدتها وتهافت المبادئ التى قامت عليها، وتيقنت العناصر التى استسلمت تبعيتهم لقيادات لا تعرف عن الدين والعقيدة شيئاً ولا تفقه فى منهج الإسلام ولا تمتلك أبسط أدوات الإقناع للانضمام إليها، مما جعل كثيرا من العناصر المغرر بها يفكر فى التمرد والاستسلام للقوات الأمنية.
يقول «عابد. م» أحد العناصر التى سلمت نفسها فى الفترة الأخيرة، إنه انضم للجماعات الإرهابية لمدة ثلاث سنوات، وما أن انتقل لمزرعة تجمع عناصر إرهابية للخلية التى كان يتبعها تم وضعه للنوم فى غرفة منفصلة فى اليوم الأول بعد يوم شاق من الانتقالات خوفا من الرصد الأمنى، وخلال نومه سمع آيات من القرآن الكريم، وعند استيقاظه أخبرهم أنه سمع خلال الليل قرآنا يتلى فنفوا جميعاً، وعندها ظن أنها علامة من الله أنه على طريق الحق وأن انضمامه لتلك الجماعات جعله أكثر قرباً من الله وتعالى والإسلام.
ودارت الشهور ومرت السنة الأولى لانضمامه وإذا بفرد جديد يأتى للانضمام لتلك الخلية، وفى ليلته الأولى وضعوه فى نفس الغرفة، ووجد أمير خليتهم يأمر أحد أتباعه أن يضع مسجلاً بالقرب من غرفه نوم العنصر الجديد، وفيه تسجيل لبعض الآيات من القرآن الكريم، فعلم أن الأمر خدعة وتأهيل نفسى فى البداية، وعندما سأل قائده عن ذلك التصرف وهل حدث معه؟ أنكر، فعلم أن الكذب سمة أساسية لتلك الجماعات من أجل تحقيق غايتهم.
وعلى جانب آخر روى «منصور.س» أن التنظيم الإرهابى كان يختار دائما العنصر الهزيل قصير القامة لتنفيذ العمليات الإرهابية، ويعده نفسياً ومعنويا لتلك الغاية، ويقول: «كنا نضع المسك فى غرفة مغلقة ويجمعنا الأمير ليخبرنا بتنفيذ عملية ضد القوات الأمنية، ويكون معنا عنصر تم اختياره لتنفيذ العملية الانتحارية، وخلال النقاش حول العملية يدرك العنصر أن هناك رائحة مسك بالغرفة وعندما يخبرنا بذلك ننكر أننا نشم شيئاً، فإذا بالأمير يخبره أنه يشم رائحة الجنة وأنها علامة أنه من سيقوم بتلك العملية فيتأهل العنصر لتنفيذ العملية ظناً منه أنه يشم شيئا لا نشمه نحن، وأن الله اصطفاه من دوننا.
ويتابع: «تكررت تلك الخدعة مرات عديدة ودائما ما يكون الشخص المختار هو الأضعف بيننا حرصا على عدم التفريط فى العناصر القوية القادرة على حمل السلاح والاشتباك والقيام بالأعمال التى تتطلب قوة بدنية عالية.
فيما أكد» إيهاب. ب» أنه خلال فترة انضمامه للتنظيم الإرهابى وجد قيادى يمضغ قطعة من «الأفيون» فسأله عن حرمانية ذلك، فأجابه أن الأفيون ليس حراماً وأن تعاطيه أمرا متوارثا فى قبيلته منذ نشأته، وأخبره أن جميع المخدرات حرام ماعدا الأفيون، فتعجب من تلك الفتوى التى تفتقر إلى أى سند دينى صحيح.
وتابع «إيهاب»: وجدت أن عناصر التنظيم يحللون ما يحلو لهم ويحرمون غيره، ولا يستندون إلى القرآن والسنة فى شىء، فمعظم أفعالهم قائمة على الفتوى المضللة التى تبيح للتنظيم أفعال تنافى الدين والعقيدة».